أضاءت فرقة الطيران الاستعراضي التابعة للقوات الملكية الجوية “المسيرة الخضراء”، مساء أمس الخميس، سماء المضيق ومرتيل بعروض جوية باهرة أبهرت ساكنة المنطقة وزوارها، وذلك تخليداً للذكرى الـ62 لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وتابع جمهور غفير، من عشاق العروض الجوية ومن المصطافين الذين يعرف بهم الساحل الشمالي إقبالاً كبيراً في هذا الموسم الصيفي، استعراضات مدهشة نفذها سبعة ربابنة على متن طائرات من طراز “كاب 232”، المصممة خصيصاً لهذا النوع من الاستعراضات. وقدمت الفرقة لوحات فنية فريدة اتسمت بالدقة والإتقان والانسجام، وسط انبهار المتفرجين الذين تابعوا كل لحظة بعيون مشدودة إلى السماء.
حركات استثنائية تسجل في التاريخ
أدت الفرقة سلسلة من الحركات الفردية والثنائية والجماعية، مثل “الحلقة المزدوجة” و”المرور المنخفض” حيث تربط الطائرات بالحبال، وهي حركة استعراضية خطيرة تنفرد بها “المسيرة الخضراء” على الصعيد العالمي. كما قدمت حركات عالمية أخرى من قبيل “الانشقار أو القنبلة”، و”الانهيار الثلجي”، و”انزلاق الذيل”، و”الدائرة العاكسة”، وهي عروض سبق أن خلدتها الفرقة في سجل غينيس للأرقام القياسية منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
وواصل الربابنة إبهار الجماهير بعروض مبدعة حملت رمزية وطنية قوية، مثل “النجمة الشريفة” التي تجسد قلب العلم الوطني، و”القلب المزدوج” الذي يرمز إلى ارتباط القوات الملكية الجوية بالعرش العلوي المجيد، إضافة إلى تشكيلات أخرى مثل “النخلة”، و”التقاطع المتعدد”، و”وجه لوجه”، و”التقاطع الإنجليزي”، فضلاً عن استعراضات تحمل أسماء مثيرة مثل “الصدمة”، “مرور الإعصار” و”الدوران المائل المتزامن”.
إرث وطني متجدد
وبهذا العرض المذهل، جددت فرقة “المسيرة الخضراء” ارتباطها بتاريخ عريق يمتد منذ تأسيسها سنة 1984 بأمر من جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، واستمرارها تحت الرعاية السامية والدعم الموصول لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
لقد جسدت هذه اللوحات الجوية المبهرة ليس فقط مهارة ربابنة القوات الملكية الجوية ودقتهم الاحترافية، بل أيضاً اعتزازهم العميق بالوطن والعرش، في لحظة احتفالية طبعت عيد الشباب بلمسة مهيبة تظل راسخة في ذاكرة الجمهور.