فضيحة كبيرة فجرها إلياس العماري، رئيس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، في وجه المدير الجهوي لوزارة الصحة، إكرام عفيفي، عندما حمل مصالح إدارته مسؤولية «الصفقات المغشوشة»، التي تم عن طريقها شراء معدات، وتجهيزات طبية مختلفة لتزويد المستشفيات، والمنشآت الصحية بها، في عدد من مدن جهة الشمال.

كلام إلياس العماري جاء في سياق رده على مداخلات مستشاري الجهة، خلال أشغال الدورة العادية لشهر مارس، الاثنين الماضي، الذين انتقدوا رداءة التجهيزات الطبية، التي زودت بها مشافي مدن طنجة، وتطوان، والمضيق، والعرائش، والقصر الكبير، وأصيلة، والحسيمة، وشفشاون، في إطار اتفاقية سابقة بين مجلس الجهة، ووزارة الصحة، برسم عام 2017، معتبرا أن لا مسؤولية له وللجنة التتبع في عدم تنفيذ مقتضيات الاتفاقية بالمواصفات المتعهدة.

واتهم العماري وزارة الصحة بخداعه، وقال: “حنا ماشي أطباء، مكنعرفوش نديرو “SPS” ديال سبيطارات، مكنعرفوش فآلات قياس ضغط الدم، وجهاز الإيكوغرافي، ونوعية الأسرة، التي تصلح للمرضى، المديرية الجهوية لوزارة الصحة، هي التي تكلفت بهادشي كامل، ومن خدعنا في الله انخدعنا له”.

وتابع رئيس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، فاضحا تورط مصالح وزارة الصحة في تلاعبات مشبوهة، تهم صفقات شراء التجهيزات والمعدات؛ “بعد قيامنا بزيارة ميدانية للمستشفيات في أقاليم الجهة، وقفنا على عدم تطابق بعض المشتريات مع مواصفات الجودة، وأن بعض الآليات ليست في المستوى، لذلك أوقفنا تحويل المبالغ المبرمجة في إطار نفس الاتفاقية، حتى يعاود المدير الجهوي الحسابات ديالو”.

وكان مستشارو الأقاليم السبعة في الجهة قد قاموا بزيارات تفقدية، قبل شهرين، إلى المستشفيات الإقليمية بعدة مدن، من أجل تتبع مدى تنفيذ وزارة الصحة التزاماتها بخصوص اتفاقية إطار بتمويل مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، إذ فوجئوا بوجود “اختلالات في تدبير صفقات اقتناء المعدات الطبية”، وخرجوا بانطباع سلبي حولها.

وكشف مصدر رافق وفد الجهة في زيارة تفقدية لمستشفى محمد الخامس في طنجة، في تصريح لـ “اليوم24″، أن الوفد وقف على عيوب كبيرة في غرفة “جهاز الراديو”، التي رصدت لها ميزانية كبيرة، أخطرها “رداءة البدلة الأرضية «جيرفليكس»، التي تآكلت من جوانبها وغطائها الخارجي، عكس البدلة السابقة، التي كانت ذات جودة ممتازة، ومُبطنة من الداخل، والأمر نفسه ينطبق على جهاز الفحص بالصدى، الذي بدأ يتعرض للأعطاب، قبل أن يكمل سنة واحدة، إذ يتطلب تدخلات الصيانة التقنية بشكل متكرر.

واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن الأطر الطبية، التي استنكرت رداءة نوعية الآليات الطبية، التي تم استيرادها من السوق الصينية، ذات التكلفة المنخفضة، تلقوا “جوابا صادما” من طرف مسؤولي المديرية الجهوية لوزارة الصحة، عندما طالبوا الأطباء بملازمة الرضا، والقبول لأن الأمر يتعلق بهبة من الجهة، ولا ينبغي تسحيل الملاحظة عليها.

يذكر أن الاتفاقية المذكورة بين مجلس جهة طنجة، والمديرية الجهوية لوزارة الصحة، والتي صادق عليها المجلس بالإجماع في إحدى دوراته، السنة الماضية، رصد لها غلاف مالي قدره 18 مليون درهم، من أجل تجهيز أقسام المستعجلات لفائدة 12 مؤسسة استشفائية في مدن وأقاليم الجهة، واقتناء المعدات، والآليات الطبية اللازمة.