https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

الإعلام والإسلام

كنال تطوان : بقلم مايسة سلامة الناجي

شاهدنا أفلام “عادل إمام” في الصغر بكل سذاجة، صدقناه لأنه أضحكنا، ولأنه أحاط مشاكل المجتمع المصري الشبيهة بمشاكلنا، وصورها بالهزل فأفرحنا، ومرر عبر كل ذلك تلك النظر عن وسطية حداثية، اخترعها هو ومن يشبهه التفكير، وسطية غربية تنظر إلى الإسلام بعين التطرف، وتصور الإسلام الحقيقي كفلسفة وحدة بشرية تقبل الشرك بالله والإلحاد والميوعة والحشيش والعري بصدر رحب. صور لنا القبيح في شكل المنافق الذي يتخذ الدين أو مبادئ يسارية أو غيرها كمطية ليخفي جشعه، وصور كل مسلم ملتزم على أنه منافق. وصور كل إنسان طيب على أنه لا يأخذ من الإسلام إلى الاسم.

فأصبحت الصورة أن المسلمين هم العصاة الذين لا يصلون ويعانقون “إلهام شاهين” ويزنون ويرتعون في مفاسد الدنيا، ويمرون جنب المآذن كسائحين لا يفهمون ما ينادى عندها به، وأصبحت الصورة أن المصلي العابد المتعبد الذي يتحدث بآيات الله وسنة نبيه منافق فاسد. هكذا استطاع “عادل إمام” أن يحرف الإسلام، هزأ بالإسلام وقهقهنا لهزله..

ثم جاء بعده “باسم يوسف”، ليأخذ من العلماء زلاتهم ومن الفقهاء أخطاءهم ومن المسلمين ما فشلوا فيه ويربطه بالحكم بشرع الله، فانجر معه الغوغاء من العوام وضحكوا وهزلوا بالدين وأهله، وأثبتوا بالنكتة فشله، وبرهنوا بالرذالة على قصره في تدبير حياة الناس..

هكذا كانت النكتة ولا زالت طريقا لصناعة الفكر، وربط ما يريدون محاربته بالهزل لإضعافه، وتمييعه، وشحد العوام السفهاء حوله. فكانت فكرة “الڭنيول”، وفكرة البرامج السياسية الساخرة، والصور النمطية، التي تربط الرجل بالجلباب واللحية بالجهل، وقد كانت ليس ببعيد صورة الوقار والثقة والأمانة والعهد، ويربطونه بأربع نساء وبالأكل، ثم بالأسلحة، ليجعلوا منه الفاسد والإرهابي.

وربطوا الحجاب بالنفاق، وصوروا المتحجبة ترتدي أسفله ملابس غانية، وتبتز الرجال، وتفعل في خلوتها ما لا تفعله متبرجة. مع أن المصلي إن كان فاسدا فهناك فاسدون لا يصلون، وإن كانت المتحجبة منافقة فهناك متبرجات منافقات، والخير والشر لا يحدده مظهر أو توجه، ويبقى التوجه الإسلامي واللباس الإسلامي فرض على المسلم، ولا يصير أبدا أمرا اختياريا فقط بوجود استثناءات فاسدة!

هكذا يلعب الإعلام على ترسيخ صور نمطية، بالهزل والنكتة والمسخرة، ليعود الناس على ازدراء فئة واحترام فئة. ورغم أنها أصبحت لعبة مكشوفة، إلا أن عقولا وعقولا من عامة الناس ما تفتئ تتأثر وتتبع… وينجح صانعوا العقول في فرض فكر القطيع، الذي يصبح كل خارج عنه محارب من طرف المجتمع!

برلمان رمضان يدعو الحكومة إلى مراقبة جدية لما يبثه الإعلام!

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.