إسماعيل بويعقوبي
ليلة ذكرى المولد النبوي الشريف في مدينة طنجة ، ليست كسائر الأيام العادية ، فيها تصدح الحناجر بالأذكار والأناشيد في مكبرات صوت المساجد والمجالس ، ويستشف من نسيمها عمق الارتباط الوجداني بالدين ، من مسيرات ومواكب شموع ومجالس للذكر والانشاد في احتفالا بذكرى خير العباد.
أن تحتفل جل المدن المغربية بذكرى المولد النبوي الشريف فذاك مسلمة دأب عليها الخلق في كل ربوع الوطن والأمة الاسلامية ، لكن في طنجة يكتسي الاحتفال جرعة إضافية تضفي على الذكرى رمزية ذات صبغة مختلفة ، تلمسها بمجرد ما أن تجوب شوارعها وأزقتها وأحياءها الشعبية في ليلة “المولد” ، هناك تدرك جيدا البون الشاسع بين الحاضرة التي تقع في أقصى شمال المملكة وباقي الربوع العزيزة بالوطن.
نساء وأطفال تجمعوا بعد صلاة العشاء في فضاءات أحيائهم الشعبية حاملين لافتات ومرددين شعارات وأهازيج مستنبطة من تراث المنطقة الشعبي وقصائد مديحية مأثورة نظمت في مدح خير البرية ، كما جاب العديد من السكان شوارع المدينة في مواكب شموع كتقليد ظل راسخا يوحي بميزة روحية بحاضرة البوغاز ، حيث تتزامن الاحتفالات مع مجالس للذكر والمديح بالمساجد والزوايا التي تبقي أبوابها مفتوحة في وجه العموم لوقت متأخر من ليلة الاحتفال.
وتعكف جل الأسر الطنجاوية على أن يليق التحضير للاحتفال بذكرى مولد سيد الخلق ، حيث يرتدي الأطفال اللباس التقليدي ويستمر الاحتفال إلى اليوم السابع من شهر ربيع الأول والذي يتزامن مع تقليد ظلت ساكنة طنجة محافظة عليه منذ عقود وهو موكب الهدايا للولي الصالح “سيدي بوعراقية ” الذي تخصص له احتفالية خاصة لرمزيته التاريخية.