https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

كلاسيكو إسبانيا.. صراع الغريمين التقليديين عبر التاريخ

كنال تطوان / وكالات

قرن و14 عاماً هو عمر “الكلاسيكو”. هو اللقاء الذي لا يشبهه لقاء. ريال مدريد وبرشلونة عدوان لدودان يجتمعان مرتين كل موسم على الأقل. “سانتياغو برنابيو” و”كامب نو” أرض المعركة. والمحاربون 11 لاعباً في شطري الملعب. فرقة بالأبيض، والأخرى بالعنابي والأزرق. يدير المواجهة حكم ينبغي اختبار جرأته قبل اختياره.
كان أول “كلاسيكو” عام 1902. ريال مدريد وبرشلونة يحتفلان بتولي ألفونسو الثالث عشر عرش إسبانيا في 13 مايو/أيار من العام نفسه. حسمه “البرسا” بثلاثية مقابل هدف أبيض واحد. بعد 27 عاماً، عكست الأدوار في “كلاسيكو الليغا” الأول. 2-1 انتهى اللقاء لصالح الريال. وفي العام 1929، زرع ألفونسو الثالث عشر بذور عداوة أزلية عندما منح نادي العاصمة لقب “الملكي”.

الجنرال فرانسيسكو فرانكو. اسم يتكرر كثيراً عند البحث عن قصة “الكلاسيكو”. يتهمه الكتالونيون أنه حاول سلبهم هويتهم ومنعهم من رفع علم الإقليم الذي يرتديه قائد نادي برشلونة، كما منعهم من رفع النشيد الوطني للإقليم.
11-1: “الكاوديو” فرانكو يخضب برشلونة!


على غرار هتلر “الفوهرر”، وموسوليني “الدوتشي”، أطلق فرانكو على نفسه لقب “الكاوديو”، أي زعيم الأمة. إلا أنه كان منحازاً لريال مدريد على حساب أبناء كاتالونيا، التي تمقت العام 1943. يومذاك حضر “البلاوغرانا” إلى ملعب “تشامارتين” (معقل ريال مدريد سابقاً) لخوض إياب نصف نهائي كأس الجنرال (كأس ملك إسبانيا حالياً)، بعد أن هزم النادي الملكي بثلاثية نظيفة في الذهاب على أرضية “ليس كورتيس” (ملعب برشلونة سابقاً). غير مألوف كان قدر “البرسا” في تلك المباراة فالحصيلة الأكبر في تاريخ “الكلاسيكو” سجلها ريال مدريد يومها. 11-1 كانت النتيجة النهائية. أما الحبكة فكانت على المدرجات وفي غرف تغيير الملابس.
ويؤمن جماهير برشلونة بـ “مؤامرة” أدت إلى الخسارة التاريخية. “مؤامرة” وقف خلفها فرانكو الذي “استخدم سلطات الشرطة السرية لتهديد لاعبي البرسا بالاعتقال والسجن، ولسلامتهم عليهم السقوط بنتيجة مذلة أمام ريال مدريد”. ويستند الكاتالونيون في ذلك على كره فرانكو لمقاطعة كاتالونيا المطالبة دوماً بالإنفصال.
لكن هناك رواية مختلفة لأسباب الخسارة يراها جمهور ريال مدريد تقول بإن “جماهير برشلونة في لقاء الذهاب اعتدت على لاعبي ريال مدريد وجماهيره، وهذا التصرف أثار غضب الإعلام المدريدي فتم حشد 20 ألف مشجع في الإستاد، وشهدت المدرجات هتافات عدائية ضد لاعبي برشلونة، وصلت إلى التهديد بالقتل، بالتالي خاف الحارس ومدافعي الفريق الكاتالوني من الإقتراب من مرماهم ومنطقة الجزاء حتى لا يكونوا على قرب من جماهير الريال الثائرة، فخرجوا تماماً عن التركيز”.
دي ستيفانو: الأمير المتيم بمدريد


بقي ريال مدريد بدون لقب الدوري 19 عاماً. إلى أن جلب الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو. سرعان ما قطف ثمار تعاقده معه ليحقق لقب “الليغا” في الموسم التالي أي عام 1954. ثم كان لدي ستيفانو دوراً كبيراً في تأهل الريال لدوري ابطال أوروبا عام 1955 التي حصدها إضافة للأربع نسخ التى تلتها، لينصب ألفريدو دى ستيفانو رمزاً للقلعة البيضاء.
بعدما ابتعد الريال عن لقب “التشامبيونز ليغ”، قرر دي ستيفانو أن السيل قد بلغ الزبى إثر الإنتقادات التي طاولته. غادر إلى كاتالونيا. الذي أمطر شباك ابنها المدلل برشلونة بمجموع 18 هدفاً. إلا أنه بقي وفياً لمدريد. ليلعب في صفوف إسبانيول. فريق المقاطعة الأقل تمثيلاً لها. ليعتزل هناك بعد إتمامه عقده الأربعين. ثم يعود متجهاً إلى مدريد من جديد. هذه المرة رئيساً شرفياً للـ “بلانكو”.
تسعينيات كرويف: التلميذ .. المعلم .. رمز برشلونة


لبرشلونة أساطيره أيضاً. يوهان كرويف. طائر هولندا المتعطش للألقاب. انضم عام 1973 إلى صفوف النادي. لكن مجده مع برشلونة لم يكن كلاعب. بل كمدير فني. بين عامي 1988 و1996، حصد كرويف أربع بطولات دوري محلي، إضافة لكأس السوبر الأوروبي مرة وكأس السوبر الإسباني ثلاث مرات. لكن إنجازه الأكبر يتمثل بجلبه أول كأس “ذات أذنين” إلى أدراج النادي. كان ذلك عام 1992، بهدف رونالد كومان الشهير في مرمى سامبدوريا الإيطالي. أمسى برشلونة “فريق أحلام”.
وقد طبع كرويف بصمته الفنية داخل الفريق. فقد طبق ما يعرف بالكرة الشاملة، التي تعلمها من مدربه في أياكس أمستردام، الهولندي الآخر رينوس ميخلز. لكنه ألبسها ثوباً جديداً يقوم على اللعب السلس في تناقل الكرات بأقل عدد من اللمسات، وتسيير إيقاع المباريات وأيضاً السيطرة على الملعب. بالنسبة لكرويف الإستحواذ مهم جداً للإبتعاد عن خطورة الخصم وأيضاً كلما كانت التمريرات أكثر دقة ونجاح وكلما ارتفع البلوك الهجومي للفريق كلما جعلت الفريق الخصم منعزل في منطقته لا يعرف غير الدفاع. ما زرعه كرويف، عاد النادي ليحصده مع الإسباني جوسيب غوارديولا. تلميذه.
شيخ المدربين في مدريد .. الغلاكتيكوس .. كالديرون


لاعب ريال مدريد السابق يعود إليه مدرباً. كحال كرويف. فيسنتي ديل بوسكي مديراً فنياً للملكي بدلاً من الويلزي جون توشاك. بين 1999 و2003، أربعة مواسم حصد خلالها الملكي بطولتي “ليغا”، ولقبين في دوري الأبطال إضافة لكأس الإنتركونتيننتال والسوبر الإسباني والسوبر الأوروبي. سنوات أربع شهدت عودة النادي لتحقيق الألقاب مع مدرب مخضرم لقّب بـ “شيخ المدربين.
إلا أن رحيل الرجل، شكل فراغاً كبيراً في صفوف النادي الذي يعج بالنجوم. زين الدين زيدان، الظاهرة رونالدو، لويس فيغو، مايكل أوين، راوول غونزاليس، روبرتو كارلوس، دايفيد بيكهام وغيرهم. “الغلاكتيكوس” أي النجوم العمالقة، لم يكونوا أوفياء لتاريخ النادي. كل ذلك استمر وسط صعود برشلونة مجدداً بقيادة فرانك رايكارد، الذي حقق دوري الأبطال عام 2006 العام الذي شهد تعيين رامون كالديرون رئيساً للـ “بلانكو”. سرعان ما فاز الريال بدوريين متتاليين. مع فابيو كابيلو أولاً، ثم بيرند شوستر، بتشكيلة أقل أسماءً أكثر فاعليةً.
الفيسلوف على نهج كرويف .. مورينيو وعقدة نقص الريال


عام 2009، تولى جوسيب غوارديولا تدريب برشلونة. الإبن البار يحفظ جيداً خطة أستاذه كرويف. “التيكي تاكا” خطة “الكتلان” الجديدة لتسيد أوروبا وتحطيم الغريم مدريد. سداسية تاريخية كانت حصيلة الموسم الأول. تبعها دوري وكأس في الموسم التالي. ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم مرتين متتاليتين. ومدريد تتحسر. أربع مواجهات مع الغريم الأزلي كان يدور اللعب خلالها في منطقة شباك نادي العاصمة. 2-0، 6-2، 1-0، 2-0. كلها لصالح برشلونة.
لكن في مطلع موسم 2010/2011، استقدم الريال البرتغالي جوزيه مورينيو، الفائز بالثلاثية التاريخية للتو مع إنتر ميلانو الإيطالي. كان وجوده مصدر ارتياح لجماهير “الميرينغي”. ومع أول “كلاسيكو”. تولدت عقدة النقص. خماسية نظيفة جعلت ملابس لاعبيه، تتبلل من الخوف كما قال “السبيشال وان” في كتابه “تحت الضغط”.
لم تدم العقدة التي ولدها ذلك اللقاء طويلاً، فقد تمكن رجال مورينيو من الفوز بكأس الملك على حساب برشلونة في النهائي عبر رأسية كريستيانو رونالدو الشهيرة. مجدداً، لم يطول الوقت حتى استعاد “البلاوغرانا” هيبته مقصياً غريمه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

2012: “كامب نو” بوابة الريال للدوري


كان يوماً مقلقاً. جماهير ريال مدريد خائفة من سيناريو الخسارة المتكرر. “كامب نو” مستعد لاستقبال الضيوف وإكرامهم. سامي خضيرة يسجل هدف السبق. أخذ ورد حتى الثلث الأخير من اللقاء. أليكسيس يعادل لأصحاب الأرض. رونالدو يتقدم من جديد. يبتعد الريال بالصدارة. لقب الدوري الغائب عن خزائن النادي منذ 2008 في جيب “الملوك”.
أرض كاتالونيا وفية لأصحاب الدار

أرض كاتالونيا وفية لأصحاب الدار

خلال الـ86 مواجهة التي جمعت برشلونة وريال مدريد من قبل على الأراضي الكاتالونية، تميل الأرقام لصالح “البلاوغرانا” الذي خرج منتصراً في 49 مواجهة، مقابل 20 للـ “ميرينغي”، بينما انتهت 17 مواجهة بالتعادل، بمعدل 170 هدفا للكاتالونيين مقابل 101 لأبناء العاصمة الإسبانية.

وكانت أطول فترة متتالية لم يعرف خلالها برشلونة مرارة الهزيمة في عقر داره أمام الريال هي سبع مباريات، منذ موسم (1992-93) وحتى (1998-99).

في المقابل، حقق الـ “ميرينغي” أفضل مسيرة له على ملعب “البرسا” في الفترة ما بين موسم (1962-63) وحتى (1964-65) بثلاثة انتصارات متتالية.

وكان الفوز الأكبر في تاريخ لقاءات الفريقين كاتالونياً، عندما دك الفريق شباك الملكيين بسبعة أهداف مقابل إثنين وكان ذلك في موسم (1950-51)، بينما كان الفوز الأكبر للفريق المدريدي في موسم (1962-63) بخمسة أهداف مقابل واحد.

أكبر المسجلين وأصغرهم سناً من مدريد

ألفريدو دي ستيفانو والإسباني راوول غونزاليس نجمان لهما صولات وجولات بقميص ريال مدريد في “الكلاسيكو”، لكن كل منهما يملك رقماً لا يزال صامداً منذ عقود، فالأول هو أكبر لاعب سجل في تاريخ مواجهات القمة الإسبانية، والثاني هو الأصغر.

وتمكن دي ستيفانو من التسجيل في شباك برشلونة في 18 مناسبة، وكان الهداف التاريخي للـ “كلاسيكو”، إلى أن تخطاه مواطنه ليونيل ميسي لاعب الخصم، بـ 21 هدفاً وضعته على عرش زوار الشباك في المواجهة الكبيرة.

أما راوول الذي لا يزال أصغر لاعب سناً يسجل في مباريات الـ “كلاسيكو” فكان عمره حين حقق ذلك 18 عاماً و95 يوماً، مع الإشارة إلى أن مجموع أهداف راوول في “الكلاسيكو” يصل إلى 15 هدفاً.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.