https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

مؤشرات الجودة

الكاتب : عبد المجيد أشرف

المتتبع للبرامج التي تبثها قنوات القطب العمومي سيلمس أن هناك استخفافا كبيرا بذوق المغاربة، بل تحولت التلفزة إلى نوع من العقاب الجماعي، وتستحق التلفزة المغربية لقب أسوإ منتوج في العالم بعدما تحولت إلى مجرد صندوق للنفايات. التكرار سمة أساسية للبرامج التلفزية، إضافة إلى المسلسلات التركية التي تُبَثُ بكل اللهجات، حتى أن المشاهد يخال نفسه يتابع قناة تركية، ولا نعتقد أن هذا الأمر أصاب المسؤولين عندنا بالخجل، لأنهم يعتبرون المشاهد المغربي خارج اهتماماتهم. يتوفر القطب العمومي اليوم على ثماني قنوات، تبدأ بالأولى وتنتهي بالأمازيغية لكن القاسم المشترك بين هذه القنوات هو الرداءة، وباستثناء القناة الأولى التي تبث الأخبار مباشرة وبعض البرامج الحوارية، والقناة الرياضية التي تنقل بعض المباريات الوطنية، وقليلا من الأحداث الرياضية، فإن ما تبقى يعتمد على الإعادات، بما فيها المغربية التي بالكاد تنقل “سيتكومات” بعضها يعود لسنوات التسعينات، بل إن العارفين ببواطن الأمور يؤكدون أن قناة الأفلام عبارة عن غرفة صغيرة جدا يُسيِّرها موظفان يتناوبان على تشغيلها، وكل ما يفعلانه، أنهما يبرمجان الأفلام بشكل آلي، ويغادران الغرفة نحو أقرب مقهى، أما القناة الأمازيغية فإنها حتى الآن لم تتمكن من التفاعل مع ثمانية ملايين ناطق بالأمازيغية، وأكبر دليل على ذلك أن مديرها لا يعرف عدد الذين يشاهدون قناته، فيما باقي القنوات مجرد تحصيل حاصل. من المسؤول عن كل هذا؟ العارفون ببواطن الأمور يعلمون أيضا أن وزارة الاتصال تحولت إلى إدارة تابعة لرئاسة الحكومة، تتابع أنشطة بنكيران عن كثب وتفرض على القنوات العمومية تمرير أنشطته بل وحتى تدخلاته يتم تمريها كاملة ودون أن تخضع لمقص الرقيب، وإذا تم التصرف فيها يزبد ويرغد ويقاطع القناة التي ارتكبت هذا الخطأ الجسيم. ويبدو أن الحديث اليوم عن مؤشرات الجودة لا معنى له في ظل هذه الوضعية، التي تكاد تصبح مزمنة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول دور وزارة الاتصال في هذا التردي الخطير، ومسؤولية القائمين على شؤون الإعلام العمومي. لذلك لا غرابة اليوم أن نصل إلى هذا المستنقع الإعلامي الذي غزته الدراما التركية، والسيتكومات “البايْتة”، في غياب أي مؤشر على أن الأمور ستتغير يوما ما، الأخطر من ذلك أن رمضان على الأبواب ولم نسمع أن هناك برمجة رمضانية تتم مناقشتها اليوم، وأكثر ما يخيف المهتمين والفاعلين في القطاع، أن يعتذر التلفزيون المغربي، ويعيد بث ما أنتجه العام الماضي، لأن القائمين على الإعلام في المغرب لا يملكون مفاتيح الحل، ويفضلون التفرج على مهزلة حقيقية، ساهم فيها وزير الاتصال بنسبة كبيرة، خصوصا حين أغفل التواصل مع المهتمين والعارفين وأنصت لصوته وصوت رئيسه الذي حول التلفزيون إلى مجرد صندوق لا يتحرك إلا بأوامر الخلفي ومن وراءه من قادة العدالة والتنمية.

 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.