https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

أزمة ترفض الكلمات تسميتها

كنال تطوان / بقلم : مريم كرودي 

بعيداً عن مغريات الحياة و خطوطها الحمراء الفاتنة، بعيداً عن المغص الإعلامي الغارقين فيه حد الاختناق، بعيداً عن المواضيع المثيرة للجدل التي باتت تحجب عنا نور الحق … نحن نعيش أزمة جدية. تكونت فينا، ترعرعت و أدلت غصونها على أخلاقنا ثم نتج عنها ثمرات مرة تحاكي حنظل ليالي العاصفة، ثمرات غذتنا واستنزفت مابنا من طاقة لتتركنا عاجزين عن تحريك أطرافنا فوق جسر متذبذب يطل على حفر الهاوية.

أزمة نتخطاها لنمرح بعيداً عن مدارها و نسرح في آلات صغيرة خطفت منا دقائق؛ تعدت الدقائق و صارت أعوام. امتلكتنا و أجبرتنا عن تعليق إهمالنا و تقصيرنا على شماعات السرعة عصراً و معلومة. فغدونا نبرر هجرنا للكتاب بأننا في زمن السرعة نحيا ووقتنا ضيق لتقليب صفحاته و فهم سطوره … هذا الوقت الذي نفقد السيطرة عليه حينما يصير إهداره في مواقع الخراب الاجتماعي سيد الموقف. و كأن الكتاب ينتقم منا لتفريطنا في مجالسته، فيجرعنا مرارة الهجر و يصورها لنا على هيئة انشغال وتوتر دائمين…

أزمة لو أحسسنا بخطورتها لسارعنا لمصالحته، ففي صلته تفتح لعقولنا و تنوير لنظرتنا… خروج من قوقعة دامسة و سفر عبر الحروف إلى بقعة يسطع فيها نور الفكر و تسمو عندها الذات …

لو بلغنا حجم المعضلة التي نعيشها لما جلسنا على حافة التافهات نلملم جراح ثقافتنا، نلفها، نخبئ بعضها في تابوت غابر و نلقي يبعضها الأخر في جنبات الحياة … أمة اقرأ سمينا و حروف اقرأ أول ما أنزل فينا، قراناها و ما قرأنا معناها.

أزمة عصيبة حقاً، مست العلم و الثقافة و ألحقت بركبها القيم و الأخلاق ثم الهوية… فغدت أزمة ترفض الكلمات تسميتها.

كنال تطوان / بقلم : مريم كرودي

3 رأي حول “أزمة ترفض الكلمات تسميتها”

  1. السلام و عليكم. شكرًا لأنكم تطرقتم لهذا الموضوع . و السبب في ترك قراءة الكتب طرفين مهمين في تربية الطفل البيت والمدرسة . ضروري كل يوم قراءة قصة للأطفال لمدة 15 دقيقة يوميا حتى تصبح قراءة الكتاب ادمان. أنا بطلب من كل ام تقلل من عدد سعات التلفاز لكي تكون عبرة لأولادها . انا كنشوف تلفاز هو لكيربي الأولاد وشكرا

    رد
  2. فكرتك عن هجرة القراءة مهمة جدا لكن الا ترين اخت مريم ان اسلوبك النتري في القاء الموضوع قد غطى و طغى على الرسالة التي تودين اصالها ؟
    أشعر عند فراءتي للفقرة الاولى بنوع من التشتت وابدال الجهد لمعرفة المطلوب.
    أعتقد ان دعوة كهذه للمطالعة تستوجيبا توضيحا اكثر منه شعرا، فالبلاغة هي فن اختيار الكلمات مه وضوح المعنى.

    أحب أشعارك تابعي

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.