https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

ذكريات الطفولة بتطوان … باب الصعيدة !

 كنال تطوان / الكاتب : عبد السلام افروان

ولدت بتطوان و شارع باب الصعيدة رسم طفولتي،حينما نشأت بباب الصعيدة كانت تتميز بوجود عبق التاريخ فيها،هناك من سكانها من يقول انه من الأشراف،أي من أهل البيت،يقولون أن شجرتهم تبدأ من تطوان و تنتهي فروعها في مكة أيام البعثة و لعلهم لو زادو البحث قليلا لأوصلهم لسيدنا آدم فتبين أننا سواسية كأسنان المشط،كل هذا ليس مهم المهم أني شعرت بنبض التاريخ من حولي،قضيت معظم طفولتي بباب السعيدة و حينما أتذكر الحومة تسافر بي مخيلتي الى الأيام الجميلة ،فأرغمها على استحضار أشياء كثيرة غابت مع تراكم الأيام و الأحداث فهناك شخصيات ارتبط اسمها بباب الصعيدة ،فجيلي أدرك الأيام الأخيرة لعمي “ناجم” وكم تبضعنا من محل “الوالي”.
كانت باب السعيدة تشهد صراعا طبقيا ،فكانت الفوارق الاجتماعية تخف نسبيا في الأعياد حيث نلبس الألبسة الجديدة،حيث كان يعم جو من المساواة،وعبارة”عيد مبارك”يجددمن خلالها الناس علاقتهم بمفهوم”الانسانية المشتركة” ،لابد أن أذكر انني انتمي الى جيل كان ينضج سياسيا وثقافيا بسرعة مقارنة بالجيل الحالي،فقد كنا نهتم بالشأن العام وكانت لنا مواقف ،أتذكر انني شاركت بحماسة بالغة في مظاهرات مدعمة للقضية الفلسطينية او أخرى ضد الحرب على العراق.
كنا جيلا نحترم أساتذتنا احتراما جما الى درجة الخوف،لن أنسى أبدا حينما كنا في حجرة الدراسة نفرد أيدينا الى الأمام و يمر الأستاذ ليتأكد من ان أظافرنا قد قصت،كنا نخاف ان يرانا الاساتذة خارج صفوف الدراسة نلعب في الشارع .. يا لذاكرتي كادت تغيب عني،كان ايقاع الحياة بطيئا يجعل الناس مجتمعين ام الان أصبحت السرعة لغة العصر اذ أنه في غياب متسع من الوقت يدوس فيه الناس بعضهم بعضا..

باب الصعيدة

 كنال تطوان / الكاتب : عبد السلام افروان

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.