https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

لا تتكلموا بإسمـي، يا من تـتاجرون بقضيتي

في الوقت الذي يكتوي فيه الألاف من المهاجرين المغاربة، بلهيب الأزمة الحادة و إفرازاتها في إسبانيا ، – منطقة كطالونيا كمثال صارخ -.

و في الوقت الذي تصطف فيه المئات من العائلات المغربية أمام الكنائس و المنظمات الإسبانية المانحة للتغذية ، قصد الحصول على قليل من الزيت و السكر و الحليب و الأرز..

و في الوقت الذي تزداد فيه أحوال ’’ مغاربة كطالونيا ’’ المعيشية ، تأزما و تدهورا يوما بعد يوم.

   في غمرة هذه الظروف القاسية التي تمر بها الجالية هنا ،عقــد مؤخرا ’’السيد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المغربية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج’’ ، و بين جدران فندق فاخر و ثمين وسط  مدينة برشلونة ، لــقاءا تواصليا شبه ســري ؟؟ – كما جرت العادة و القاعدة في ظل جميع الحكومات المغربية المتعاقبة – ،  مع مجموعة من ( الفاعلين الجمعويين المغاربة بكطالونيا ) حيث تتم المناداة عليهم عبر المراسلات الخاصة و الهاتف ، و معهم أتباعهم قصد الحضور و ملئ قاعة اللقاء بشكل يدعو إلى التقزز و السخرية ..

 وجوه هذا ” العفن الجمعوي بكطالونيا ” أو (ممثلوا النسيج الجمعوي المغربي بكطالونيا ) كما تسميهم القصاصات الإخبارية الرسمية،- و هنا لا أعمم و لكن اللبيب بالإشارة يفهمُ – ، الذين نُـصِبوا أو نَصَبوا أنفسهم كرموز للمجمع المدني المغربي ببرشلونة .. اللاهثون وراء الإمتيازات.. المتاجرون بإسم الجالية و الدين و السياسة .. المنتفعون على ظهر مغاربة الخارج، و على هذا ما يزالون يتمعشون ولو في زمن الدستور الجديد و حكومة الإستثناء المغربي و ما إلى ذلك من الكلام الجميل …

رموز ” العفن الجمعوي بكطالونيا ”  الذين يُراكمون المادة و الثروات المشبوهة في عز الأزمة، بدعم مفضوح من منظومة الفساد في المغرب وخارجه.. لا تخجل هذه الرموز و الوجوه لما تقدم نفسها على أنها  من المدافعين على مصالح المغرب العليا و إلى جانبها مصالح و حقوق الجالية المغربية .. ،و لا تمل جماعة “العفن الجمعوي ببرشلونة ”  من ترديد أنها تنكب و تعمل على تأطير و تسهيل إندماج المهاجرين المغاربة وسط محيطهم الجديد .. في حين أن الحقيقة الصارخة التي لا يحجبها حاجب، تقول بأن الأغلبية الساحقة من الجالية هي في واد المشاكل و الضائقة المادية غارقة .. أما جماعة ’’ الفاعلين الجمعويين ؟؟ ’’ فهي بشعارها المشهور (نعرف جيدا كيف ، و من أين تأكل الكتف؟؟ ) متواجدة في مواقع أخرى؟؟ بعيدة كل البعد عن إهتمامات و اَلام و معاناة عامة المغاربة المقيمين فوق هذه المنطقة من التراب الإسباني.

و يعلم الله كم بلغت الكلفة المادية لجولة السيد الوزير عبد اللطيف معزوز هذه، إلى إسبانيا و برشلونة تحديدا ، قصد التباحث و التشاور حول قضايا الجالية المغربية، و معاينة أحوالها و الوقوف على أوضاعها عن قرب . هذه الجالية التي غيرت الأزمة المالية الحالية حياتها، إلى حياة غاية في صعوبة  لجأ خلالها العديد من أفراد ’’إخواننا المغاربة المقيمين بديار المهجر’’  إلى القمامة و الزبالة قصد سد رمقهم و رمق أبنائهم

 فما معنى يا (سيدي) الوزير ، تعابير من قبيل : “معاينة الظروف و الوقوف على أوضاع الجالية المغربية المقيمة بهذه المنطقة من إسبانيا” ،  إذا كانت زياراتكم و لقاءاتكم تتخذ طابع السرية و الإنتقـائية الفجة ، مخطط لها في أبراج عالية و بحضور جثث جمعوية – مع الإحترام للصادقين منهم – لا تعبر بشكل من الأشكال عن تطلعات و معاناة و إنتظارات أفراد إخوانكم في الديار الكطالونية الأوروبية ؟.

ويعلم الله كذلك ما الذي إستقر في نفس الوزير الجديد ’’ عبد اللطيف معزوز ’’؟ ، وما القناعات و الإنطباعات التي عاد بها إلى مكتبه في الرباط ؟.

يا ترى … هل عاد وزيرنا منتشيا  مزهوا ، بإنجازه هذا ؟  كما كان يعود زملاؤه السابقون ، المُتمثلِ في لقائه و تحاوره و إستماعهِ إلــى بعض  ( الفاعلين الجمعويين و ممثلي المغاربة المقيمين ببرشلونة )  لــتستمر لالا حليمة على عادتها القديمة ؟؟.

أم أن وزيرنا المكلف بأوضاعنا و أحوالنا ، كما يقولون ، قد رجع إلى وزارته و كله عزم على ضرورة التدخل العاجل بإتخاذ القرارات الحاسمة و الحازمة ، لتدارك ما يمكن تداركهُ ، و تصحيح ما يمكن تصحيحه، داخل الواقع المعيشي السيئ  الذي يحياه المغاربة في كطالونيا ؟.

 و هل سينهج السيد الوزير نهجا مخالفا ، إنسجاما منه مع الخطاب المروج داخل المغرب ،حول الإصلاحات العميقة و التنزيل الفعلي لمقتضيات الدستور الجديد ، بتغيير أليات و أساليب تعاطيه مع النسيج الجمعوي بكطالونيا، الظاهرة عليه علامات الإنتهازية و الضبابية و التهور السياسي المثير للشفقة .

  شخصيا، لا أرى و لا أنتظر أي جديد قد يحدث من هذا التساؤل الأخير .. لسبب بسيط ألا و هو أن ملف المهاجرين و منطق و منهجية التعاطي مع قضايا و إنتظارات مغاربة المهجر و الهجرة ليست بيد الوزير .. و لم تكن يوما بيد وزير صوري سابق ، بل إن كل خيوط هذا الملف تنسج داخل غرف و مكاتب .. الله و حده و التماسيح و العفاريت من يعرفون سرها.

بل ،و كيف يمكن لمن كانوا سببا في هجرة و هروب الناس نحو الخارج بسياساتهم و طريقة تدبيرهم لشؤون الشعب المغربي ، أن يعودوا اليوم لتقديم يد المساعدة و الإهتمام و الرعاية لمن هاجر و هرب من بلده ؟؟..  فإن كان هناك من إهتمام فعلي ، و رعاية حقيقية ، و إلتفاتات صادقة ، فمن المفروض أن يستفيد منها المغاربة في الداخل ،هم الأَولى بها و هم من يستحقونها ..  أما ” إخوانكم  مغاربة الخارج ” ، فأكبر خير يقدم لهم ،هو إصلاح بلدهم المغرب و تحسين ظروف عيش أهاليهم فيه، أما غير ذلك ، فيبقى مجرد أسطوانات مخدوشة حفظنا أنغامها و سئمنا سماعها.

منير أبوهداية

مغربي مقيم بكطالونيا

ABUHIDAYA@GMAIL.COM

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.