تمكنت مصالح الدرك الملكي بالفنيدق، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة بتطوان، قبل أيام قليلة، من تحديد هوية مشتبه في تورطهم في تنظيم عمليات للهجرة السرية بمنطقة بليونش، وذلك في علاقة بتوقيف 15 مرشحا للهجرة السرية منتصف شهر غشت الجاري، يتحدرون من مناطق الدريوش والقصيبة وبني ملال وفاس وتطوان والفنيدق من طرف رجال القوات المساعدة المكلفين بالمراقبة، حيث كانوا يختبئون وسط الصخور بالقرب من شاطئ بليونش الواقع بتراب عمالة المضيق.
وحسب مصادر مطلعة، فإن تعميق البحث من قبل الضابطة القضائية مع بعض المهاجرين السريين الذين تم توقيفهم، تبين من خلاله أنهم كانوا ينتظرون قدوم قارب مطاطي سريع من نوع «فونتوم» من أجل نقلهم إلى الضفة الأخرى، كما تم تحديد هوية المنظمين وتحرير مذكرات بحث في حقهم، في انتظار إلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم في المنسوب إليهم قبل تقديمهم إلى العدالة لتقول كلمتها الفصل في التهم.
واستنادا إلى المصادر عينها، فإن الضباب الذي خيم الأسبوع الجاري، على شواطئ المضيق والفنيدق وبليونش، استنفر كافة السلطات المختصة من البحرية الملكية والسلطات الأمنية والدرك الملكي والقوات المساعدة، وذلك قصد منع تسلل المهاجرين السريين إلى سبتة المحتلة بواسطة السباحة في ظل صعوبة الرؤية نتيجة الضباب الكثيف وخطر الغرق.
وأشارت المصادر عينها إلى أن الأجهزة الاستخباراتية، تواصل تعقب الصفحات الفيسبوكية المشبوهة التي تعمل على تحريض القاصرين على الهجرة السرية، والهجوم انطلاقا من نقطة سيراميكا بالقرب من المعبر الحدودي الوهمي باب سبتة المحتلة، مع ما يشكل ذلك من خطر على سلامة وحياة القاصرين الذين يغامرون بالسباحة في ظروف جوية سيئة.
وكانت الدوريات المكثفة للمراقبة، تمكنت من شل كل الأنشطة الإجرامية التي كانت تقوم بها شبكات الهجرة السرية، باستغلال الرياضات البحرية والأنشطة الترفيهية، حيث أصبحت الدوريات قريبة من كافة الشواطئ وتعمل على مراقبة كل التحركات المشبوهة، والتأكد من الهوية، ما دفع سماسرة الهجرة السرية إلى وقف كل المغامرات، في ظل تعقب العديد منهم من قبل الضابطة القضائية بعد الكشف عن هوياتهم أثناء التحقيقات التي سبقت في ملفات متعددة، منها عمليات للنصب والاحتيال في الهجرة السرية، وسلب المرشحين أموالهم دون تنفيذ الوعود بواسطة العنف والاختطاف.