الشريط الساحلي “تامودا باي” يسحر بجماله وتنوعه وشساعته يمثل وجهة تغري كل الأذواق، ويستقطب الآلاف من الزوار على امتداد فصل الصيف.
ويتميز ساحل تمودا باي بالعديد من الشواطئ الخلابة برمالها الذهبية التي تستهوي هواة السباحة، وأيضا بأعماقها الصخرية البحرية التي ترضي فضول هواة الغوص، هذا إلى تعدد مجالها الغابوي الذي يشفي غليل عشاق السياحة الجبلية.
ويمتد الشريط الساحلي “تامودا باي” على طول يقارب 35 كلم، يبتدئ من مدينة مرتيل وينتهي بقرية بليونش الساحرة، حيث يتوفر هذا الساحل العريض على أكثر من 15 شاطئا، تتنافس فيما بينها في استقطاب أكبر عدد من المصطافين والسياح الذين يفضلون وجهة الشمال.
ويعتبر شاطئ مدينة المضيق، أحد أهم شواطئ “تامودا باي” حيث يستقبل مئات آلاف من الزوار المغاربة وغيرهم من الباحثين عن الاستجمام في البحر المتوسط، المعروف بمياهه الصافية وتياراته الهادئة ورمال شواطئه الذهبية ونتوءاته الصخرية التي تضفي حلاوة ومتعة أكبر على السباحة.
وطيلة الأشهر الثلاثة لفصل الصيف، يتضاعف عدد سكان مدينة المضيق، أو كما يسميها سكانها بقرية الصيادين “رينكون”، مما يفرض تحديات على السلطات المحلية والمنتخبة من أجل ضمان السير الجيد للموسم، الذي يعتبر الحلقة الأهم في الدورة الاقتصادية المحلية.
وتنطلق الاستعدادات مع بداية كل سنة، حيث تعقد اجتماعات بمشاركة كافة المتدخلين، من سلطات ومنتخبين وشركات التدبير المفوض للخدمات العمومية والمصالح التقنية، لتحديد خريطة عمل لتهيئة الفضاءات الحضرية والساحات العمومية والارتقاء بالخدمات العمومية، كالإنارة وتوزيع الماء والكهرباء والإنارة ومحاربة النواقل وغيرها.
ومع موجة الحرارة التي عرفتها المنطقة في الفترة الأخيرة، شهد شاطئ مدينة المضيق توافد العديد من المصطافين والزوار سواء منهم المغاربة والأجانب، حيث بات الموسم الصيفي لهذه السنة إستثنائيا بكل المقاييس، مما يؤشر على نجاح المدينة في تدبيرها لهذا الرهان، الذي يؤشر على انتعاشة اقتصادية غير مسبوقة، خاصة بعد تداعيات أزمة كورونا، التي أرخت بظلالها على المواسم السابقة.
وكباقي المواسم، عملت سلطات مدينة المضيق على تجهيز شاطئ المضيق، الممتد على مسافة 1،8 كلم، بمظلات شمسية مجانية ومرافق صحية ورشاشات مجانية وممرات خاصة بالاشخاص في وضعية إعاقة، وأبراج للمراقبة خاصة بالمنقذين السباحين، هذا إلى صيانة المناطق الخضراء ومواقف السيارات، وهي التجهيزات التي وضعت بتعاون مع المكتب الوطني للمطارات وجماعة المضيق.
وزاد من بهاء وجاذبية شاطئ المضيق حفاظه على شارة اللواء الأزرق، التي تمنحها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والمؤسسة الدولية للتربية على البيئة، وذلك اعترافا بالمبادرات الرامية الى تهيئة وتدبير الشاطئ بشكل يراعي مبدأ احترام البيئة، حيث أن هذا التتويج جاء نتيجة المجهودات التي بذلتها مجموعة من المصالح، على رأسها السلطات الإقليمية، وكل الشركاء المتدخلين، وبناء على معايير دقيقة، منها جودة المياه والنظافة، وتوفير التجهيزات الجماعية والمرافق العمومية.
وأبرز المنسق الإقليمي لتدبير الشواطئ الحبيب أزرياح، أنه بفضل الجهود التي بذلت منذ سنوات تم تحصين وتحصيل مجموعة من النتائج، من بينها الحصول على شارة اللواء الأزرق، هذه الأخيرة تعتبر قيمة مضافة وقوة جذب للسياحة بالمنطقة والمدينة، وهو ما يتم ملامسته في ارتفاع مطرد سنة بعد سنة في عدد السياح وزوار المدينة ككل والشاطئ بصفة خاصة، مما يؤكد أن شاطئ المضيق يساير تطلعات المصطافين والزوار، ويحفزهم للعودة كل سنة إلى المنطقة لقضاء فصل الصيف.
في هذا السياق، تم تكثيف الدوريات الأمنية سواء بالمدينة أو على شط البحر، هذا إلى الرفع من عدد المنقذين السباحين، مسجلا أنه منذ بداية الموسم الصيفي لم يتم تسجيل أية حالة غرق بشاطئ المضيق، وهو الامر الذي يعكس حجم يقظة ومجهودات الوقاية المدنية وكفاءة المنقذين السباحين، الذين تم إنتدابهم لتأمين عملية إنقاذ المصطافين، كما أن القرار الذي اتخذته سلطات العمالة في مراقبة وحراسة الشواطئ انطلق منذ فاتح ماي المنصرم، وهو الامر الذي أسهم في بلوغ نسبة صفر حالة غرق بشواطئ العمالة.
وأشار المتحدث، الى أن جودة مياه البحر تعد هاجسا يوميا لدى مسؤولي المدينة، ذلك أنها تلعب دورا أساسيا في تحديد جودة الشاطئ الذي يبحث عنه السياح والمصطافون، مؤكدا أن قطاع البيئة يسهر على مراقبة جودة المياه الاستجمام، بشكل يومي ومستمر، وهو الامر الذي مكن عمالة المضيق الفنيدق من الحصول على 5 شارات لواء أزرق، تشمل شواطئ المضيق المدينة وشرق مارينا أسمير وألمينا والريفيين، بالإضافة إلى الميناء الترفيهي مارينا اسمير.
وختم المسؤول حديثه، أن المستوى الذي بلغه شاطئ المضيق المدينة جاء بفضل التكامل والالتقائية في تدبير هذا الشاطئ والخدمات المقدمة به، بشكل يحافظ على طابعه العمومي.