رغم المجهودات التي تبذلها الأكاديميات لتنويع العرض التربوي في سلك الباكلوريا، بتنويع مسالك الباكلوريا على مستوى لغات التدريس، مايزال المسلك الفرنسي يهيمن على كل المسالك، سواء على مستوى النتائج أو الإقبال عليه، سواء في القطاعين العام أو الخاص، بسبب الآفاق الأكثر تنوعا التي تتيحها هذه اللغة في التعليم العالي بالمغرب، خلافا للغتين الإنجليزية والإسبانية، حيث الاضطرار لاستكمال التكوين العالي في الجامعات الخاصة التي باتت تستغل الفرنسية الشاملة في المؤسسات العمومية لجذب خريجي الباكلوريا بلغتي «شكسبير» و»سيرفانتيس».
وتستمر هيمنة الفرنسية..
تشير الأرقام الرسمية لوزارة التربية الوطنية إلى أن عدد تلامذة المسلكين الإنجليزي والإسباني لا يتجاوز بضعة آلاف، في حين يتجاوز تلامذة المسلك الفرنسية المائة ألف تلميذ، موزعين على القطاعين العام والخاص.
فبالموازاة مع حرص الدولة على تنويع لغات التدريس وأيضا خلق مناخ ثقافي جديد يعزز مكانة اللغة الإنجليزية خاصة، مايزال قطاع التعليم العالي ببلادنا تحت هيمنة اللغة الفرنسية، رغم بعض المحاولات هنا وهناك في بعض المؤسسات العمومية لخلق تكوينات باللغة الإنجليزية، والتي غالبا ما يكون مؤدى عنها. الأمر الذي يعني أن تشجيع وزارة التربية الوطنية للتوجه نحو مسلك اللغة الإنجليزية في الدراسات الثانوية وتعميم في الدراسات الإعدادية يواجه دوما بحاجز التوجه الجامعي، حيث يجد الحاصلون على شهادة الباكلوريا في هذه اللغة أنفسهم مضطرين لاستكمال تعليمهم العالي في الجامعات الخاصة، والتي من المرتقب أن يصل عددها مع بداية السنة الجامعية القادمة إلى 15 مدرسة، أي بتدشين 5 جامعات جديدة في الفترة نفسها، وهو رقم قياسي، علما بأن العدد الحالي لا يتجاوز عشر جامعات، تتمركز أغلبها في محور الدار البيضاء والرباط، مع بضعة مؤسسات لا تتجاوز 3 جامعات خاصة موزعة بين مراكش وأكادير.