نظمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالعرائش، بتعاون مع جمعية “إيكوديل” المسيرة لمنصة الشباب بالإقليم، أمس الخميس، يوما توجيهيا لفائدة الشباب الباحث عن إطلاق مشاريع مهنية .
وتميز برنامج هذا اليوم التوجيهي، الذي انعقد بساحة الوفاء بالقرب من منصة الشباب للإدماج الاقتصادي، بإقامة معرض بمشاركة الفاعلين في المنظومة المحلية لدعم الاستثمار وريادة الأعمال، إلى جانب استعراض عدد من المشاريع الناجحة المنجزة بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة.
بهذه المناسبة، أقيم معرض يضم حوالي 30 رواقا، أطرها خبراء في الاستثمار تابعون لمنصة الإدماج الاقتصادي للشباب، وأروقة لمؤسسات جامعية ومعاهد التكوين في مهن الصيد البحري والفلاحة المتواجدة بإقليم العرائش، ومؤسسات بنكية، والمكتب الوطني للاستثمار الفلاحي ، وحاضنة المقاولين الشباب بإقليم العرائش.
كما ضم المعرض أروقة لمجموعة من المقاولات الشابة المنجزة في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب برسم المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019 – 2023)، والتي تنشط في قطاعات التكنولوجيا والفلاحة والخدمات الرقمية والإعلاميات والفلاحة والمنتجات المجالية والصناعة التقليدية.
وحسب التهاد الشريفة لوبنة، رئيسة مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بقسم العمل الاجتماعي بعمالة العرائش، فإن هذا اليوم التوجيهي لفائدة الشباب حاملي المشاريع وأفكار المشاريع جاء في سياق تخليد الذكرى الثامنة عشرة لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأضافت المسؤولة أنه بالموازاة مع الاحتفالات المقامة لاستعراض حصيلة المرحلة الثالثة من المبادرة، تم تنظيم هذا اليوم التوجيهي بمشاركة مجموعة من الشباب الذين استفادوا من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وأطلقوا مشاريع ناجحة وقاموا بخطوات حثيثة في مجال ريادة الأعمال، مبرزة أن هذه المشاريع وفرت مناصب شغل عديدة لأصحابها ولشباب آخرين من أبناء إقليم العرائش.
وأوضحت السيدة التهاد الشريفة لوبنة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية M24، أن من بين هذه المشاريع العارضة هناك تعاونيات ومقاولات صغرى ومقاولات ذاتية تنشط في قطاعات واعدة وضمن السلاسل الإنتاجية المحلية، موضحة أنه بالموازاة مع ذلك، تمت إقامة ورشات تدريبية بتأطير من عدد من الشركاء المحليين في منظومة تنزيل مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لاسيما البرنامج الثالث المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب.
وأشارت إلى أن هذه الورشات تتناول مجموعة من الجوانب التدبيرية للمشاريع، لاسيما ما يتعلق بطرق إعداد المشاريع والحصول على الدعم والتمويل والضرائب والتسويق والتعامل مع الزبائن، موضحة أن هذه الورشات تساعد على إكساب المستفيدين المهارات الضرورية لإطلاق مشاريعهم وضمان استدامتها.
جولة بأروقة المعرض، تظهر التنوع الكبير لسلاسل الإنتاج المحلية التي يمتاز بها إقليم العرائش، حيث تم دعم مشاريع على صلة بالأزياء والخياطة التقليدية والعصرية والحلويات التقليدية وتنظيم الحفلات واستخراج الزيوت الأساسية من الأعشاب الطبية والعطرية، إلى جانب مجالات واعدة ذات تكنولوجيات متقدمة ،من قبيل إنتاج المحتويات السمعية البصرية والتقنيات الفلاحية والبرمجة الإلكترونية وإنتاج الأصباغ ومياه تبريد المحركات (رادياتور) وتربية الحلزون وإنتاج بذور الكينوا.
وأكد عبد الهادي المير، صاحب مقاولة “سنايل موروكو” المتخصصة في تربية وتسمين وتصدير الحلزون، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكنته من اقتناء مجموعة من التجهيزات الضرورية لإطلاق مشروعه وتطويره، مبرزا أنه حاليا تمكن من تصدير المنتوج إلى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال.
وأبرز أنه يعتزم مواصلة تطوير مشروعه لتثمين مكونات الحلزون عبر اقتناء التجهيزات اللازمة لاستخراج المواد اللزجة وبعض المكونات التي تدخل في صناعات مستحضرات التجميل، مشيرا إلى أن هذا المشروع الممول من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دليل على الإمكانات الهائلة التي يتوفر عليها المغرب، لاسيما إقليم العرائش، بالنسبة للشباب الراغبين في اقتحام قطاعات إنتاجية غير كلاسيكية.