احتضنت جماعة أنجرة، اليوم الأربعاء، كرنفالا تربويا لتلاميذ التعليم الأولي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة عشرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
واكتسى الكرنفال، الأول من نوعه على مستوى إقليم الفحص أنجرة، ألوانا زاهية وأزياء بهية لشخصيات خيالية، حيث ارتدى المئات من الأطفال أزياء ترمز لمختلف مكونات الطبيعة والأجرام السماوية، من قبيل الشمس والقمر والنجوم والسحاب وكوكب الأرض والحشرات.
في جو بهيج، وبحضور مربيات وآباء وأمهات وأولياء أمور تلاميذ التعليم الأولي، طاف المهرجان أهم أزقة مركز جماعة أنجرة، قبل أن يختتم بلوحات فنية بديعة من أداء البراعم، الذين أبدعوا غناء ورقصا وتمثيلا.
وتم اختيار “عالم الفضاء” كموضوع للكرنفال الأول باعتباره من المجالات التي تجذب اهتمام الأطفال وتثير فضولهم المعرفي، وتفتح تفكيرهم على آفاق أرحب، لتحملهم إلى عوالم الخيال.
وأبرزت شيماء بلخريف، المسؤولة الإقليمية عن المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بالفحص أنجرة، أن هذا المهرجان الربيعي يأتي بمناسبة الاحتفال بالذكرى 18 للمبادرة، حيث وقع الاختيار على موضوع “عالم الفضاء” كتيمة للكرنفال لإعداد أزياء التلاميذ وأناشيدهم، معتبرة أن المهرجان مناسبة للاحتفاء بهذه المنجزات المحققة من قبل الشركاء، ولاسيما اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، في سبيل تعميم التعليم الأولي.
وأضافت أن دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لقطاع التعليم الأولي بالإقليم كان قويا وهادفا، حيث وفرت الظروف الملائمة لكافة الشركاء من أجل توحيد الجهود لتعميم خدمة التعليم الأولي على كافة المراكز والتجمعات السكنية والقرى.
وأشارت المسؤولة الإقليمية إلى أنه إلى جانب عدد الوحدات المنجزة، مكنت المبادرة وتدخلات باقي الشركاء من توفير تعليم أولي ذو جودة عالية، سواء بالوسط شبه الحضري أو الوسط القروي التابع لإقليم الفحص أنجرة.
وأكدت شيماء بلخريف أن المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي تشرف حاليا على تسيير 214 وحدة للتعليم الأولي بإقليم الفحص أنجرة، تستقبل ما يناهز 5400 طفل بين 4 و 6 سنوات بالمستويين المعتمدين، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز تحقق بفضل مساهمة كافة الشركاء والمتدخلين، وبوجه خاص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
في هذا السياق، اعتبر محمد تصميت، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الفحص أنجرة، أنه بفضل المشاريع المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وباقي الشركاء تمكن إقليم الفحص أنجرة من أن يصبح أول إقليم بالمملكة المغربية يتمكن من تعميم التعليم الأولي بنسبة 100 في المائة.
وأضاف المسؤول أن هذا الإنجاز جاء تفعيلا للبرنامج الرابع للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلق بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، مبرزا أن المبادرة الوطنية أولت اهتماما خاصا لهذا المحور بالنظر إلى تأثيره الاجتماعي الكبير على مستقبل الأجيال الصاعدة.
وأشار إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ بداية المرحلة الثالثة سنة 2019، قامت بدعم إنجاز وتجهيز وتسيير 109 وحدة للتعليم الأولي تشتمل على 136 قسما دراسيا، مبرزا أن المبادرة تواصل دعم تسيير هذه الوحدات بغلاف مالي يناهز 7,8 مليون درهم سنويا.
ويعكس الكرنفال احتفاء تلاميذ التعليم الأولي بالمنجزات المحققة لفائدة الأجيال وكونه يكتسي “أهمية كبيرة”، إذ يساهم في تسهيل عملية إدماج الطفل في مسار التعليم الأساسي، لاسيما بالوسط القروي، كما يشكل رافعة أساسية تعطي دفعة قوية للطفل من أجل ولوج جيد للتعليم الابتدائي وهو متمكن من المعارف الأساسية، مما يسهل عليه مواصلة التعليم بباقي الأسلاك الأخرى الإعدادية والثانوية.