https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

تطوان .. لقاء حول تقديم كتاب ” تاريخ المجالس البلدية والقروية بشمال المغرب

كنال تطوان

أكد رئيس جماعة تطوان السيد مصطفى البكوري على مدى الأهمية والأولوية التي توليها الجماعة للقطاع الثقافي منذ توليه مسؤولية تدبير شأن هذه المدينة. وأضاف في كلمة له، خلال ترؤسه للقاء الثاني من رمضانيات تطوان، في إطار الأنشطة الثقافية التي تنظمها جماعة تطوان، مساء يوم الجمعة 14 أبريل 2023، بقاعة الجلسات محمد أزطوط، -وأضاف- “أن الجماعة تعتبر أن العمل الثقافي يشكل رافعة للتنمية المحلية”.

مشيرا إلى أن ذلك يتجلى عبر “حضور الجماعة الوازن في قلب كل المهرجانات والأنشطة الثقافية عبر دعمها ماديا وماليا بعد انحسارها في العقد الماضي، ودعم المؤسسات الثقافية بالمدينة عبر برامجها السنوية، والتي تغطي كل المجالات الثقافية، ثم جعل فضاءات الجماعة من مراكز ومكتبات، فضاءات حيوية لممارسة الأنشطة الثقافية، بالإضافة إلى العمل على إنشاء المجلس الثقافي لتطوان كمؤسسة مستقلة تضم بداخلها خيرة من مثقفي المدينة، فضلا عن سعي الجماعة لاقتناء مجموعة من الكتب لكتاب المدينة دعما للناشرين والكتاب، واقتناء بعض الأعمال الفنية”. موضحا، “أننا نهدف من وراء كل هذا إلى إبراز الدور المشرف للمدينة كمدينة حضارية وثقافية بامتياز، وصونا لهويتها وذاكرتها”.

وعرف هذا اللقاء الذي قام بتسيير فقراته نائب الرئيس والمفوض في القطاع الثقافي السيد أنس اليملاحي، وحضره بعض نواب الرئيس، وأعضاء المجلس الجماعي، وأطر وموظفو مصلحة العلاقات مع الجمعيات والتنشيط الثقافي والرياضي وتدبير تجهيزات القرب، وعدد من الفعاليات الثقافية والأكاديمية والجمعوية والحزبية والسياسية بالمدينة، وممثلي بعض المؤسسات الجامعية والعلمية، وبعض المنابر الإعلامية، – وعرف هذا اللقاء-، تأبين لروح الفقيد الأستاذ عبد القادر الخراز، أحد الوجوه الفاعلة في الحقل الثقافي والتربوي في المدينة، وأحد المساهمين في تدبير الشأن المحلي خلال الولاية الممتدة ما بين 1983/ 1992.

وفي هذا السياق استعرض د. عثمان أشقرا بالمناسبة، مناقب الفقيد السياسية والعلمية والخلقية، معتبرا أنه يمثل النموذج التطواني الذي مارس السياسية بشرف وأخلاق. وأضاف، أنه عرف الفقيد منذ قدومه إلى تطوان من مدينة خريبكة، كمستشار جماعي خلال الفترة 1983/ 1992، وخدوم للصالح العام، مبرزا أن اللقاء معه كان أثناء تهييئه لأطروحة الدكتوراه تحت إشراف المرحوم د. محمد جسوس في موضوع الحركة الوطنية، مما مكنه من التعرف إليه كباحث في الصحافة بشمال المغرب، ومطلع بشكل واسع على الحركة الوطنية بالشمال.

وفي سياق تقديم هذا الكتاب، أشارت ذ. حسناء داود في كلمة لها إلى “أننا ما أحوجنا للتعرف على تاريخ هذه المدينة، وتحت هذه القبة في هذه القاعة التاريخية”. وأضافت، “ها نحن نحظى اليوم من خلال اطلاعنا على سجل حافل، من باحث مطلع على المصادر المهمة، من التعرف على جزء مهم من تاريخ تطوان”. وتابعت قائلة؛ “إننا نقف اليوم مع هذا الكتاب لنطلع على زاوية خاصة من تاريخنا الخاص، والتعرف على أحداث وشخصيات فاعلة أدت دورا مهما في تسيير الشأن المحلي بالمدينة”.

وأردفت ذ. حسناء؛ “لقد رصد لنا د. الطيب أجزول المراحل المتعاقبة للتطور الحاصل لتدبير الشأن المحلي بالشمال كله، وصولا إلى ظهير 1931 بشأن تنظيم الانتخابات الحرة، والتي تم على إثرها إحداث مجالس منتخبة في منطقة الشمال كله”. مبرزة “أن الكتاب تطرق إلى التعريف بالمجالس البلدية بمنطقة الشمال، ومراحل تطور العمل الجماعي بالمغرب مع بداية الاستقلال إلى يومنا هذا”. وأضافت، “أن الكاتب يتسم في كتابته مراعاة للدقة العلمية، واعتماده على الوثائق والمجلات، والأمانة في إثبات الأخبار والمعلومات. مشيرة إلى “أنه بالرغم من تكوينه العلمي باللغة الفرنسية، فقد استطاع بمجهوده الجبار أن يؤلف الكتاب باللغة العربية”. مهنئة المؤلِف على إصدار هذا المؤلَف الثمين، داعية المسؤولين القائمين على تدبير شأن هذه المدينة أن يخدموها بإخلاص وتفاني.

ومن جانبه، أعرب ذ. محمد العربي الزكاري العمراني في كلمة له، عن مدى سعادته وهو يرى الجماعة تستعيد دورها ومكانتها في المجال الثقافي بعدما كادت أن تنساه، وكذا لاختياره من طرف القائمين على القطاع الثقافي بالجماعة لتقديم هذا الكتاب رفقة مؤلِفه د. الطيب أجزول. مشيرا إلى أنه عايش فترة هامة من الفترات التي يؤرخ لها هذا الكتاب خلال سنوات 1983/ 2021، وكان فاعلا في كثير من الأحداث منها، وشاهدا عليها.

وأضاف، أن الكتاب يتضمن كما هائلا من الوثائق القيمة، والرسوم العدلية والتقاييد، وغيرها من المصادر والمعلومات التي أخضعها المؤلِف للبحث والتمحيص باستعماله المنهج العلمي المتبع في الأبحاث العلمية. مبرزا “أن الكتاب يضم حوالي 500 صفحة تحوي عددا من الأبواب والفصول تغوص بنا في تاريخ شمال المغرب، وتطوان على الخصوص، في تدبيرها الإداري المخزني والجماعي المحلي، عبر كرونولوجيا راصدة لهذا المجال قبل حرب تطوان الأولى إلى يومنا هذا”.

وتابع المتحدث، أن الكاتب يطلعنا من خلال هذا العمل على طريقة تعيين القواد والباشوات، التي كانت تتم عن طريق التعيين المباشر من طرف السلطان، أو باقتراح السكان وتزكية السلطان، أو بالاختيار المباشر من طرف السكان، ودور هؤلاء الحكام في الاعتناء بالمدن ومنشآتها العمرانية، والاختصاصات الواسعة للمحتسبين خلال القرنين 18 و19، ودورهم في تدبير الشأن المحلي، وطريقة تعيينهم، وأسباب تراجع نفوذهم. وأضاف، “أن الكتاب يتضمن فصلا كاملا لحرب تطوان، واصفا ومتحدثا عن بعض المعارك منها. وكذا حديثه بتفصيل عن المجتمع التطواني المكون من المسلمين، واليهود، وبعض الجاليات الأخرى، التي كانت تقطن بها وتمتهن التجارة”.

وسجل ذ. محمد العربي الزكاري العمراني، أن الكتاب يستعرض لمجموعة من الاستشارات والانتخابات بالمنطقة الشمالية، وبتطوان خاصة، بعد صدور ظهير 6 ماي 1931، بالإضافة إلى استعراضه لمسار اللامركزية والمجالس المنتخبة منذ 1960 إلى 2021. مشيرا إلى مختلف التغييرات التي عرفتها القوانين المنظمة لهذه المجالس المنتخبة، واختصاصاتها عبر هذه الحقبة من الزمن.

ومن جهته، اعتبر د. الطيب أجزول أثناء كلمته، “أنه لشرف عظيم أن تحتضن هذه القاعة التاريخية التي أسست في 1955، واحتضنت جميع اجتماعات المجالس البلدية منذ تشكيلها 1960، تقديم كتابي”. موضحا، أن أهم الدوافع والحوافز التي دفعته لتأليف هذا الكتاب، تتمثل في كون الخزانة الوطنية والمحلية تفتقد إلى مثل هذه الأعمال، سواء خلال عهد الحماية أو بعد الاستقلال. والحافز الثاني جاء خلال معاينة وتصفح محاضر المجالس البلدية منذ الاستقلال، حيث تبين أنها كانت تشتكي من قلة الإمكانيات المادية والاقتصادية. والدافع الآخر يتعلق بالحاجة إلى التعريف بالبرامج الملكية الكبرى، وأخيرا ينضاف إلى كل هذه الدوافع قرار العائلة، خاصة بعد أن استطاع رجال الحركة الوطنية إجراء انتخابات بلدية وفاز فيها والدي عبد السلام أجزول، وانتخابات 1983 التي فاز فيها أخي المرحوم أحمد أجزول.

وأبرز المؤلِف أن الكتاب يتضمن عشرة فصول موزعة على ثلاثة أقسام حسب الفترات التاريخية؛ قبل الحماية، وأثناء الحماية، وبعد الاستقلال. بالإضافة أنه يضم دراسة لمختلف المكونات السياسية التي شكلت المجالس البلدية.

هذا وجرى خلال هذا اللقاء تكريم المرحوم ذ. عبد القادر الخراز، الذي تم بالمناسبة تسليم زوجته لوحة تذكارية من طرف رئيس الجماعة السيد مصطفى البكوري، وتكريم عدد من الرؤساء السابقين؛ يتقدمهم الحاج بوشتى اتباتو، والأستاذ النقيب محمد الحبيب الخراز، والسيد عبد السلام أخوماش، والسيد محمد العربي الزكاري العمراني، والسيد إسماعيل أزطوط نجل المرحوم محمد أزطوط، حيث تم تسليمهم نسخ من الكتاب من طرف السيد مصطفى البكوري، وأخذ صور تذكارية معهم.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.