https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

عشرات الأطفال بتطوان يغامرون بحياتهم تحت عجلات الحافلات المتجهة إلى أوروبا (شاهد الصور)

كنال تطوان / متابعة 

يتجمهر العديد من الشبان والأطفال، تتراوح أعمارهم ما بين 14 و18 سنة أمام وكالات الأسفار والنقل الدولي بتطوان يراقبون الحفلات المتجهة إلى الخارج.

حفظوا عن ظهر أوقات إقلاع الحافلات وأمكنة مواقفها وحتى مرائبها، كما حفظوا أوقات إقلاع البواخر وأسماءها، وحفظوا كل شبر من فضاء الميناء، وكل جرعة ماء من مياهه المالحة ملوحة حياتهم.

من هؤلاء من تَمرَّن وتَمرَّس على الاختباء بأمكنة أسفل الحافلات بالمحطة ومَهَر في استغفال المراقبين … وبقدر ما يبرع هؤلاء الشبان في حجز أمكنة دون تذاكر، بقدر ما يستنفر أصحاب وكالة الأسفار وسائقو الحافلات قواهم وحواسهم لحراستها ومنع هؤلاء من الاقتراب منها والتسلل إليها ومراقبتها قبل الإقلاع…

حراسة مشددة على الحافلات قبل إقلاعها

في الوقت الذي كان الطفل مصطفى “الحارك” يدفع جسده إلى داخل “القفص” الذي اختاره انقض على رجليه ثلاثة رجال شداد غلاظ وبدأوا يسحبونه بقوة إلى الخارج. تمسك الشاب بكل قواه بهيكل الحافلة كما يتمسك غارق بحبل نجاة أو يائس بخيط أمل وغرس أظفاره في حديدة من محركها وأصر على المكوث حيث كان…لكن فشل أمام قوة الرجال الذين تمكنوا من سحبه إلى الخارج قبل أن تنطلق الحافلة كالسهم مزمجرة تاركة وراءها سحابة من دخان كثيف وسراب من الآمال والأحلام … أخذ الشاب يصيح ويصرخ ويسب ويشتم ويبكي ويلطم رأسه بالحائط أمام أقرانه ومجموعة من أقرانه، أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 14 و16 سنة، كانوا هم كذلك يتحينون الفرصة لاستغفال أصحاب حافلات النقل ويتحينون الفرصة لحجز مكان سري ولو خطير عند فوهة الحافلة أو دواليبها أو عجلاتها.

“نحن نعاني أشد المعاناة مع هؤلاء الأطفال الراغبين في “الحريك” إلى أوروبا، وكلما توقفت الحافلة استعدادا لإركاب المسافرين أو لأمر، ما سواء عند نقطة انطلاقها أو نقط توقفها عبر الطريق، إلا استنفرنا أكثر من أربعة مستخدمين لحراسة الحافلة ومراقبة أي تسلل لهؤلاء”، يشتكي صاحب وكالة الأسفار والنقل الدولي بتطوان، ثم يضيف قائلا “إن المصالح المختصة المغربية أو الإسبانية تُحمّلنا مسؤولية كلّ تسلل لهؤلاء الأطفال داخل الحافلات التي تراقبها بدقة بأجهزة متطورة إضافة إلى الكلاب المدربة، وتعتقل السائق إذا نجح أحد هؤلاء “الحراكة” في العبور عبر الحافلة.

هؤلاء الأطفال يغامرون بحياتهم وشبابهم بركوبهم لتلك الحافلات في عملية “الحريك” إلى الخارج، متحمِّلين لساعات البرد والرياح والحرارة والدخان وضربات الحصى المتطاير من العجلات من شدة السرعة، مواجهين الأخطار، أخطار الوقوع بين عجلات الحافلات أو الاحتراق بنار محركاتها.

كل هذا طمعا في الوصول إلى الباخرة حيث تبدأ رحلة أخرى مع رجال الأمن ورجال الجمارك ورجال الحراسة الخاصة بالباخرة ثم اجتياز “الشِّبَاك” الاسبانية إن حالفت ذلك الشاب الحظوظ… ليلتحق بجيش من أقرانه المغاربة والأفارقة المتحدرين من جنوب الصحراء بحدائقها وأزقتها إن عميت عيون الشرطة الاسبانية وكُتِب له أن يخرج سالما من الميناء، وإلا اعتقل وأعيد إلى نقطة الصفر ليُعاود الكَرَّة مرة أخرى بل مرات عديدة دون ملل أو كلل، “لا حياة لي في هذا البلد، فشلت في العديد من عمليات الحريك وسأستمر إلى ان أصل إلى إسبانيا أو أموت في البحر أو تحت عجلة”، يصرح أحد هؤلاء الأطفال مستعرضا بعد أسماء أقرانه الذين تمكنوا من بلوغ الضفة الأخر وبرّ الأمان …

جميع الطرق تؤدي إلى “الفردوس المفقود”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.