كنال تطوان / الأيام – متابعة
لاشك أن الكثيرين من الشباب اليافع الذين ولدو في منتصف التسعينات سيستغربون من هذا الخبر، لكنه حدث بالفعل قبل أزيد من 20 سنة، عندما قرر الملك الراحل الحسن الثاني إلغاء ذبح الأضحية بسبب الجفاف الذي سبق ذلك العام وبسبب قلة رؤوس الغنم في المغرب.
وباعتبار شرعيته الدينية كأمير للمؤمنين قرر الحسن الثاني اتخاذ قرار عدم ذبح الأضحية ذلك العام مع الاحتفاظ بكل مظاهر العيد الأخرى.
وقدر الملك في رسالة تلاها وزير الأوقاف آنذاك عبد الكبير العلوي المدغري على أمواج الإذاعة التلفزة، أن ذبح الأضحية وإن كان سنة مؤكدة في هذه “الظروف الصعبة لمن شأنه أن يتسبب في ضرر محقق بسبب ما سينال الماشية من إتلاف وما سيطرأ على سعرها من ارتفاع يضر بالغالبية العظمى من المغاربة لاسيما دوي الدخل المحدود منهم .
وأهاب الملك في ذات الرسالة بالشعب المغربي أن لا يقيم شريعة الذبح للضرورة .
الحسن الثاني كان يعرف المغرب ويحس بدقات قلبه كيف تنبض .وفعلا أن تلك المرحلة كانت جد دقيقة وتتطلب التدخل الغير مسيء للأمة الإسلامية كان يعيش مع الفنان في نغماته ومع الفقيه في إجتهاده ومع اللغوي في مفرداتهومع المقرئ في ترتيله ومع الصانع التقليدي في لمساته ومع الفلاح في زراعته وحرثه ومع الجندي في ثكناته الخ ….
فلا يحس بتلك المرحلة إلا من عاشها واستبق الحدث قبل حدوث أزمة في المغرب .وفي الشرع فضاء واسع للإجتهاد ووجد في التاريخ الإسلامي ما يشجعه على الإقدام على تلك الحطوة ولها ما يبررها فقهيا والحكمة ضالة المون أينما وجدها اخذ بها ..والله اعلم