كنال تطوان / و م ع
صدر حديثا للمصور الفوتوغرافي المرموق محمد مرادجي، كتاب فوتوغرافي جديد تحت عنوان “محمد السادس الإفريقي”، والذي يوثق لشغف ملكي فريد بإفريقيا وبتنميتها.
ويشكل كتاب مرادجي الصادر عن دار النشر “لاكروازي دي شومان”، والذي يتألف من ثلاثة فصول، كل فصل منه يوثق لأنشطة محمد الخامس، الحسن الثاني، والملك محمد السادس، شهادة على ارتباط الملوك المغاربة بإفريقيا وانخراطهم لفائدة التنمية الاقتصادية للقارة.
وأكد مرادجي المعروف بـ “مصور الملوك الثلاثة”، أن كلا من هؤلاء الملوك تميز في عهده، مبرزا أن “استمرارية الدولة تتواصل بشكل طبيعي من أجل بناء المغرب الحديث”.
وأضاف المصور الفوتوغرافي في مقدمة لمؤلفه أن “حياة كل ملك من الملوك الثلاثة تتسم بقسط من العظمة”، مشيرا إلى أنه “قطع آلاف الكيلومترات رفقة الملك محمد السادس”.
واعتبر الفنان، الذي ترجع صوره بالمشاهد إلى أحداث ومحطات تاريخية من التاريخ الإفريقي للمملكة، هذه الصور الرائعة التي يتضمنها الكتاب، “دليلا قاطعا على تدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لعهد جديد”.
وأبرز مرادجي في نفس المقدمة أن “موكب جلالة الملك جاب جميع أقطار المعمور قصد تعزيز علاقات التعاون، وإنجاز أوراش وإعطاء انطلاقة أشغال مشاريع تبهر بضخامتها”.
وفي تقديم لهذا العمل الفني، ذكر الكاتب والشاعر السينغالي أمادو لامين سال أن”جلالة الملك يعمل على استصلاح الأراضي الغابوية، ويخصب الصحاري، ويعلي صوامع المساجد، وينير القرى، ويدعم المبدعين والفنانين، ويحارب الفقر ويحدث الثروة”.
واعتبر الكاتب السينغالي أن “محمد مرادجي مصور فوتوغرافي موهوب لايكل ولا يمل، استطاع أن يبدع عملا خالدا خصصه لملكه”.
وتظهر مئات الصور التي تم تجميعها في هذا العمل الزيارات الملكية العديدة التي قام بها جلالة الملك لمختلف أرجاء إفريقيا، والتي تكشف لمتصفح الكتاب الحب الذي يكنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للقارة الإفريقية.
وتعكس هاته الصور رغبة جلالة الملك الراسخة في الانخراط في عمل ملتزم يروم النهوض بالتنمية الاقتصادية وتنويع علاقات التعاون جنوب-جنوب، كما هو الشأن بالنسبة لصور زيارة العمل والصداقة التي أجراها جلالة الملك للكوت ديفوار، أو صور اتفاقيات التعاون الموقعة مع نيجيريا خلال الزيارة الملكية لهذا البلد في دجنبر 2016.
كما تكشف صور مرادجي التي تظل شاهدة على المبادرات البيئية التي يقودها جلالة الملك، ذلك الاهتمام الملكي بالطاقات المتجددة وحماية البيئة.
ويجسد احتضان مراكش لمؤتمر (كوب 22)، الالتزام المغرب الجدي لفائدة قضايا المناخ. التزام وثقه مرادجي بصور فريدة ترقى لقيمة هذا الحدث.
وعلى هامش مؤتمر (كوب 22)، خلد السيد مرادجي حدثا آخر لا يقل أهمية، ويتعلق الأمر بتنظيم المغرب لقمة العمل الإفريقي بمراكش، حيث تظهر صورة بالصفحة 162 للكتاب، جلالة الملك وهو يستقبل بقصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء، قادة الدول المشاركين في هذه القمة.
ويقترح مرادجي في الصفحة 235 على متصفحي كتابه، صورة أخرى حيث يجمع جلالة الملك قادة دول وحكومات لجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، وهي مبادرة أخرى لفائدة المناخ وإفريقيا.
ومما لا شك فيه، أن تاريخ الـ 30 من يناير 2017 سيظل أكثر اللحظات قوة في التاريخ الإفريقي للمملكة، وأحد الأحداث المميزة في مسيرة السيد مرادجي الفنية، الذي لم تفته الفرصة لتخليد هذا الحدث البارز بصور رائعة لجلالة الملك بقاعة الجلسات العامة لمقر الاتحاد الإفريقي، وجلالته يلقي خطابه الموجه للدول الإفريقية بمناسبة عودة المغرب إلى حضن عائلته المؤسساتية الإفريقية، حيث تم تخصيص 6 صفحات من المؤلف لهذا الخطاب لوحده، مع التركيز على عبارة مختارة بعناية “كم هو جميل هذا اليوم، الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه! فإفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي”.
وهكذا، تظهر صور مرادجي ونظراته الثاقبة اللحظة الراهنة، قبل أن ترتقي بالمشاهد نحو مستقبل الشباب المغربي والإفريقي.
وحاز السيد مرادجي المزداد سنة 1939، وصاحب مجموعة من الإصدارات الفوتوغرافية، العديد من الجوائز طيلة مساره المهني، كما وشح بالعديد من الأوسمة من طرف مجموعة من القادة الأجانب.
وبدأ مرادجي مسيرته كمصور فوتوغرافي بالشارع، قبل أن يصبح “مراسلا صحفيا للأنشطة الملكية” و”أحد الشاهدين المميزين على حقبة زمنية طويلة”. “لم يكن ليروادني احتمال بشأنه، أو حتى أن أحلم به”.