كنال تطوان / الأحداث المغربية – محمد كويمن
”عائلة سورية في حاجة إلى المساعدة يا إخوان“، عبارة اعتاد سماعها المصلون في مختلف مساجد طنجة ، حين تزايد خلال الأشهر الأخيرة أعداد اللاجئين السوريين الذين توافدوا على المدينة، واختاروا التسول لكسب لقمة العيش، أمام شدة المنافسة في سباق الحصول على الصدقة ولو بالخداع.
الأوضاع المأساوية، التي يعيشها الشعب السوري داخل بلاده وفي مخيمات اللاجئين، جعلت نداءات الوافدين السوريين، الذين يقفون بأبواب العديد من مساجد طنجة ، تلقى استجابة مجموعة كبيرة من المحسنين المغاربة، حيث يتعاطف معهم المصلون ويراعون ظروفهم الصعبة بعيدا عن وطنهم وأهلهم.
مثل هذه الحالات للاجئين سوريين يتسولون رفقة زوجاتهم وأبنائهم، وهم يحملون جوازات سفرهم، لتأكيد هوية جنسيتهم، أثارت انتباه بعض المتسولين المغاربة، الذين عاينوا مدى اهتمام المصلين بهذه الفئة الجديدة، وهو ما دفع البعض منهم إلى التفكير في ” القرصنة “ وانتحال الصفة للاستفادة من نفس ” الامتيازات “.
الحديث باللهجة السورية وحمل نسخة من غلاف جواز سفر سوري ، كانت هي معدات أحد المتسولين، وهو يقف بباب أحد المساجد بأحد الأحياء بجوار طريق الرباط، حين ظل يستقبل الصدقات وكأنه لاجئ سوري ، إلى أن اكتشفه أحد المصلين، الذي تعرف عليه رغم محاولة المتسول إنكار أصله، قبل أن ينهار في نهاية المطاف حين تجمهر الناس حوله، وطلب منهم ، لكن هذه المرة باللهجة المغربية، أن يسامحوه على أساس أنه لن يكرر هذا الفعل مرة أخرى.
تزايد أعداد المتسولين بالمساجد، حين أضحى نداء التسول أول ما يسمعه المصلون بمجرد ما ينهي الإمام الصلاة بتحية السلام، دفع بالعديد من الخطباء إلى الدعوة لنهي الناس عن تشجيع مثل هذه الظواهر التي يحرمها الشرع، من خلال عدم دفع الصدقات لهذه الفئات التي تتسول داخل بيوت الله، وهو ما جعل البعض يكتفون بالوقوف بأبواب المساجد ، في انتظار ابتكار طرق أخرى جديدة للتسول.