كنال تطوان / متابعة
يحرص العديد من سكان المدينة العتيقة لتطوان خاصة النساء على إطلاق عدد من المبادرات لتزيين أزقة ودروب أحيائهم ، وذلك من خلال الإعتناء بمظهرها وجمالها عبر طلاء جدران المنازل والواجهات بمادة الجير ، ووضع المحابق والمزهريات بالقرب من منازلهم ومداخل الأزقة والدروب ، وهو ما يضفي على هذه الأحياء جمالية خاصة .
إنها مبادرات أصبح العديد من الأسر والعائلات يحرصون على الحفاظ عليها ، من خلال سقي المحابق وصيانة المزهريات والعناية والإهتمام بها بشكل يومي .
وبهذه المبادرات استطاع سكان المدينة العتيقة لتطوان أن يحولوا عدد من الفضاءات والساحات الصغيرة إلى عبارة عن حدائق جميلة تؤثث فضاء المدينة العتيقة الغني بالموروث الثقافي والمادي واللامادي، والواقع أن التجول بين أزقة المدينة العتيقة، قبل أن يكون راحة بال، أصبح هو متعة عين.
وأشغال تزيين المدينة العتيقة لمدينة من طرف السكان استطاعت أن تجدب العديد من السياح المغاربة والأجانب ، حيث يتوقفون عند الأزقة لإلتقاط صور جميلة تظل شاهدة على سحر جمالية هذه المدينة.
وليس السياح وحدهم الذين يقفون على مبادرات السكان ، بل كتب العديد من رواد منتديات التواصل الإجتماعي عددا من التدوينات والتغريدات و نشروا عددا من الصور تبرز نماذج من هذه الأعمال.
إنها مبادرات خاصة مستمدة من عادات أهل مدينة تطوان الأصيلة الذي يحرصون بشكل دائم على نظافة أزقتهم ودروبهم وأحيائهم ، و تحرص نساء أحياء المدينة العتيقة من خلال هذه المبادرات على مساعدة بعضهن البعض سواء في التجيير والصباغة ووضع المزهريات ، وهي عادة تعكس أيضا التماسك الاجتماعي ومدى تلاحم أهل الحي وتضامنهم وتعاونهم وتآزرهم.
وتتماشى هذه المبادرات الخاصة للسكان مع أوراش أشغال تهيئة المدينة العتيقة التي أنجزت أو تلك التي مازالت متواصلة بالعديد من الأحياء بالمدينة، بالإضافة إلى ذلك أن برنامج تثمين وتأهيل المدينة العتيقة التي كان قد ترأسه مؤخرا جلالة الملك محمد السادس نصره بمدينة مراكش سيضفي جمالية خاصة على المدينة العتيقة وبلغت كلفته الإجمالية 350 مليون درهم .
ويهدف البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لتطوان، إلى المحافظة على الرصيد الحضاري والثقافي والعمراني الذي تزخر به المدينة العتيقة، وإدماج المدينة العتيقة داخل النسيج الحضري، بالإضافة إلى استثمار مكونات المدينة العتيقة في إنعاش التنمية المحلية وتقوية الجاذبية السياحية والاقتصادية ، وسيستغرق مدة إنجاز هذا المشروع أربع سنوات، سينطلق سنة 2019 ليستمر إلى غاية 2023.