كنال تطوان + / وكالات – لكم
انتقل اهتمام الإعلام الإسباني من تناول تداعيات “فضيحة دانييل”، التي مازالت تلقي بظلالها على النقاش السياسي بإسبانيا، إلى تناول وضعية السجون في المغرب من خلال روايات السجناء ال 47 الذين استفادوا من العفو الملكي بمناسبة عيد العرش وكان من ضمنهم مغتصب الأطفال المغاربة، المجرم دانييل غالفان الذي أعيد إلى السجن بإسبانيا في انتظار الحسم في امره.
ونقلت شهادات السجناء الاسبان صورا مفارقة عن المغرب تكشف “سواءته الاجتماعية والسياسية والحقوقية “. ووصفت شهادات سجناء إسبان عادوا إلى بلادهم إثر تمتعهم بالعفو الملكي وأخرى لسجناء مازلوا قابعين بالسجون المغربية، السجون المغربية بـ “بالجحيم وباللاإنسانية” وبكونها في نهاية المطاف “تعكس رؤية الدولة المغربية ومؤسساتها لحقوق الإنسان وكرامة الأشخاص”.
مقبرة للأحياء
السجين الإسباني انطونيو غارسيا فيدرييل، الذي تدخل الملك خوان كارلوس لدى ملك المغرب لتنقيله إلى إسبانيا، فجرى العفو عن ابنه بدلا عنه في واحدة من الأخطاء التي ارتبطت بـ “فضيحة العفو الملكي”، تحدث هاتفيا مع وسائل إعلام إسبانية واسعة الانتشار مثل إذاعة (كادينا سير) وكذلك (اوندا سيرو)، وحكي كيف أبلغ انه مشمول بالعفو ثم ليجد نفسه مستمرا في السجن بينما تمتع ابنه المحكوم بعشر سنوات بالخلاص بدلا عنه. ويتقاطع سرده لواقعته مع سرد واقع السجن بالمغرب ويقول في إحدى مكالماته الهاتفية لـ (كادينا سير): “إن السجن في المغرب لا يُحتمل، ثمة تكدس كبير، الغرفة تفيض على نحو رهيب بالسجناء، متر واحد هو حيز كل سجين” ثم يمضي واصفا محبسه بالمغرب “إنه قد تجد نفسك مع عتاة المجرمين”. ثم يزيد قائلا: “في الغرفة نفسها كان هناك من قتل امه واختيه”. ويؤكد دانييل في ذات الحديث انه “لا يدري هل سيتمكن من البقاء حيا حتى قضاء محكوميته، وهو المصاب بمرض القلب، في هذه “الشروط الصعبة للغاية واللاإنسانية” بسجبنه بالمغرب.
عالم سفلي
أغلب شهادات المساجين الإسبان المفرج عنهم بمقتضى عفوملكي، وأغلبهم أدينوا في قضايا الاتجار الدولي في المخدرات، رسموا “وجها قبيحا” للسجون المغربية التي شبهوها بـ “العالم السفلي وغير المرئي بالمغرب”. وتعنون (قناة الرابعة) الإسبانية تقريرا لها عن السجناء الإسبان الذين شملهم العفو الملكي بقولها: “السجناء الإسبان الذي شملهم العفو من الملك كان يعيشون في سجون لا إنسانية”، وتمضي بدروها صحيفة (تي انتيريسا) في الوتيرة ذاتها من الوصف لـ “ماساة السجون المغربية”، فتعنون تقريرا تناول حديث السجناء الإسبان الذين تمتعوا بالعفو الملكي قائلة: “الفئران، والاكتظاظ، وسوء التغذية، جحيم السجون في المغرب”. وتنقل عن احد السجناء قوله: ” كنا في غرفة بالسجن بالمغرب مساحتها 12 مترا مربعا. كنا ننام أزيد من 30 شخصا مكتظين من دون أسرة ولا ملاحف، وكانت توجد بها فئران وحشرات مختلفة والأطباق تغسل بالمراحيض”.
6000 سجين مغربي بإسبانيا يرفضون الترحيل إلى بلدهم
وإمعانا في كشف الوقع المزري للسجون المغربية، مضت وسائل الإعلام الإسبانية التي تضامنت مع السجناء الإسبان- ماعادا غالفان مغتصب الاطفال المغاربة، بسبب الظروف المزرية للسجن، في الكشف عن معطيات تجسد “هذا العالم السفلي المغربي” الذي وصفه احد السجناء الإسبان “باكثر من الجحيم”. وفي هذا السياق تذكر صحيفة (إلكونفيدنسيال الإسبانية)، أنه يوجد حوالي 6000 سجين مغربي بإسبانيا (مقابل 180 سجين اسباني في المغرب قبل أم يفرج عن لائحة الـ 48 الأخيرة)، وتستقبل السجون الكتلانية النسبة الاكبر حيث يبلغ عددهم في تلك السجون حوالي 1284. وتمضي صحيفة (إلكونفدسيال) في سعي مقارن لإظهار الواقع المفارق بين السجون المغربية والإسبانية، وبالتالي الاحتجاج بشكل ضمني على واقع السجناء الإسبان بالمغرب قائلة: “إن الموظفين وإداريي السجون بإسبانيا يؤكدون انهم خلال سنواتهم الطويلة من العمل في هذا القطاع لم يصادفوا يوما أي حالة يتقدم فيها سجين مغربي بتقديم طلب للانتقال إلى المغرب لقضاء باقي عقوبته”
المادة بتصرف من موقع “ألف بوست”