https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

لا كرامة لأبنائك أيها الوطن الحبيب.

كنال تطوان / بقلم : نورالدين الطويليع

 قال لي محاوري الإسباني نحن ممتنون لكم أيها المغاربة على فضيلة التسامح التي أبنتم عنها بإخلاء سبيل أخينا دانيال، انعقد لساني ولم أنبس ببنت شفة، ولذت بالصمت حتى أترك له المجال للاستمرار في الكلام، مادام هو في كامل نشوته، وأنا في قمة انكساري، ولما لم أرد استطرد قائلا: سنكافئكم على معروفكم، وسنبث الإعلانات في القنوات التلفزيونية وفي مختلف وسائل الإعلام لحث مواطنينا على زيارة المغرب لكي ينثروا العملة الصعبة على أرضه.

فقدت صوابي، ولم أستطع الاستمرار صامتا أمام هذا الاستفزاز، فنطقت قائلا: ادخلوا البلد آمنين مطمئنين، احتفظوا بعملتكم، فأنتم في أمس الحاجة إليها، ولا تتجردوا من حقدكم، وانفثوا سمومكم على الأطفال والحيارى والمشردين وعلى كل من سلبته الحياة نعيمها فتوهمكم المخلص والمنقذ من عذاب “الحكرة” الأليم، ولا تنسوا أن تضمنوا إعلاناتكم عبارات تؤكد على جاهزية البلد لاستقبال الشواذ والمنحرفين والمرضى النفسيين، قولوا لهم: اعبثوا بأبناء الشعب وأفرغوا فيهم مكبوتاتكم كيفما شئتم، ولن تلقوا غير الترحيب والتصفيق حتى ممن سيتلقون صفعاتكم، لأنكم ستكونون في ضيافة شعب مصاب بحمى المازوشية التي تجعله مدمنا على إكرام مغتصبيه وجلاديه والضاحكين عليه.

وتابعت كلامي: ليس رفيقكم دانيال الأول، ولن يكون الأخير، اتخذتم من المغرب شأنكم ــ معشر بني الأشقرــ شأن بني الأصفار  مزبلة بيولوجية أفرغتم فيها مكبوتاتكم وعقدكم الجنسية، حتى إذا عدتم إلى بلدانكم عدتم راشدين، لتحملوا من هناك لواء الدفاع عن القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية التي يوشك أن يعصف بها الإرهاب الإسلامي، كأن لم تذنبوا بالإرهاب الجنسي المتوحش في حق إنسان المغرب، الذي أعتقد أنكم لا تتصورونه إنسانا، وإنما كائنا وجد لتحقيق وظيفة الترويح عنكم وعنهم من تعب شهور الانضباط الإنساني.

رد محاوري على خطابي الذي نعته بالإيرونية قائلا: صدقني أن جرم دانيال في بلدكم ليس في ممارسة الشذوذ الجنسي، وإنما في تصويره الذي كان يريد من خلاله الاعتراف بجميل المغرب، والترويج له من ثمة كقبلة سياحية توفر كل ما تعجز عنه بلدان العالم، وتقدم وجبات اللحم البشري من مختلف الأعمار وبمختلف الأشكال، وهو لم يكن يدري بالطبع أن ترويجه للأشرطة سيسيء إليكم ويحرجكم أمام المتربصين بكم الذين يترصدون عثراتكم، ولو أنه أدرك لتحدث عن كرمكم همسا بين الأصدقاء والخلان، ليعرف صديق البلد بالمزايا، ويحجب عن عدوه المساوئ.

واصل محاوري قائلا: لا تقل إن الاغتصاب في عرفكم جريمة، ربما تحدثت بعض جمعياتكم عن جزء منه يتعلق بما هو جنسي، لكن لا أحد تكلم عن الاغتصاب التربوي في بلدكم لأطفال في سن الزهور حرموا من التمدرس ليتسنى لهم الاعتناء بالأسياد وأبناء الأسياد كخدم في البيوت، والاغتصاب الاجتماعي لفئة عريضة من شعبكم تعيش وتتعايش مع الإقصاء والتهميش في الأكواخ والكهوف والمداشر النائية، والاغتصاب الاقتصادي لقطاع عريض يعاني من الفقر المذقع ويعرض السواعد للخدمة بثمن بخس، ومع ذلك يجد الأسياد من الزاهدين، والاغتصاب النفسي الذي يجعل الواحد منكم يرى صاحب الشعر الأشقر والعين الزرقاء إنسانا فوق العادة، يجلب الدنو منه مجد الدنيا وسعادتها.

لم أستطع الاستمرار في تلقي وابل الرصاص  من منصة صواريخ هذا الإسباني الكلامية الذي لم يتورع في إنكاء جروحي فختمت نقاشي معه بهذه الكلمات وانصرفت دون أن أنتظر منه ردا: مادمنا غارقين في مستنقع الاغتصاب، فهذه فرصتكم لترتموا فيه، ليس لإنقاذنا وانتشالنا، بل لدفننا فيه إلى أبد الآبدين، عبوا دون توقف من مائه الآسن، وكلوا هنيئا مريئا من طحالبه الفاسدة.     

Noureddine_070@yahoo.fr

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.