كنال تطوان / اليوم 24
تعمل إسبانيا على مراقبة 1000 متطرف في شمال المغرب، وذلك بسبب ارتفاع التهديدات الإرهابية التي رصدتها في رمضان، إلى جانب تخوفها من هجمات إرهابية مثل تلك التي هزت بريطانيا أمس السبت، وفي أواخر الشهر المنصرم.
كل هذا دفع الإسبان إلى التنسيق مع المخابرات المدنية المغربية (DST) لتجب “هجوم جديد وارد”، على غرار اعتداء مدريد في 11 مارس 2004، إلى درجة أن الإسبان استعانوا بالمخابرات المغربية والإسرائيلية (الموساد) لمطاردة الجهاديين بمدينة مليلية المحتلة، وفق ما كشفه تقرير أوردته صحيفة “إلباييس”، الواسعة الانتشار، اليوم الأحد، بناء على معلومات سرية حصلت عليها، وشهادات ضباط أمن إسبان.
ضابط في الحرس المدني الإسباني كشف أَنَّهُم “يراقبون بيْن المغرب ومدينة مليلية 400 شخص”، مبرزا أن “هؤلاء كلهم لا يمكن القول إنهم إرهابيون محتملون”، لكن من الضروري مراقبتهم. ومن أجل مراقبة تحركات هؤلاء الأشخاص، “تعمل 5 أجهزة أمنية في مليلية: المركز الوطني الإسباني للمخابرات، والشرطة الإسبانية، والحرس المدني الإسباني، والمخابرات المدنية المغربية (DST)، والموساد الذي يساعد الجالية اليهودية”. التقرير كشف، كذلك، أن عيون المخابرات الإسبانية تراقب تحركات 600 شخص، الكثير منهم يتنقلون بين مدينة سبتة والداخل المغربي عبر معبر باب سبتة.
وعن كيفية مراقبة الـ1000 متطرف بين الداخل المغربي وسبتة ومليلية، يقول التقرير إن “المئات من الأمنيين يراقبون مواقع التواصل الاجتماعي، كما يضعون عيونهم في المساجد، ويتعاقدون مع مخبرين، ويعملون على دراسة “داعش” والقاعدة وأتباعهما”.
وأضاف أن مراقبة المتطرفين لا تقتصر على التراب الإسباني، بل “هناك عناصر أمنية في الميدان تجند الموارد البشرية داخل وخارج إسبانيا”، مما يطرح التساؤل بخصوص “وجود أمنيين إسبان مندسين في التراب المغربي”، لمطاردة المتطرفين بحكم الجوار وتورط مغاربة في اعتداء مدريد الدموي سنة 2004؟
على صعيد متصل، يعترف الأمنيون الأسبان بكفاءة المخابرات المغربية، لكن التوجس منها لا يزال قائما، إذ يكشف ضابط إسباني قائلا: “المغرب رفيق الدرب (في محاربة الإرهاب)، ولقد قدم لنا كل شيء”.
غير أن أمنيا آخر أوضح قائلا: “دوما عندما تخبرك DST بشيء ما، عليك أن تتساءل لماذا في هذا الوقت بالضبط، وماذا يحدث في المغرب وماذا الذي يهمه. من المعقد معرفة مصالح DST”.
التقرير يكشف، كذلك، أن الإسبان اعتقلوا 700 جهادي مشتبه فيه، من بينهم مغاربة منذ 2004، العشرات منهم حكموا، و120 يقبعون في السجون؛ كما تم أيضا ترحيل 120 مشتبها فيه من بينهم مغاربة.
تقرير للحكومة الإسبانية صدر الخميس الماضي كشف تسجيل مع نهاية سنة 2016 سفر 204 إسباني أو مقيم بإسبانيا، إلى العراق وسوريا من أجل الانضمام إلى صفوف الجماعات الجهادية التي تنشط في البلدين: 65 في المائة منهم مغاربة، و20 في المائة إسبان.
وأضاف أن “80 في المائة من حالة التجنيد تتم لصالح داعش، وتستقطب القاعدة وجماعات أخرى الـ20 في المائة المتبقية”.