https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

آية من آيات الله

كنال تطوان + / قلم _ جمال ازضوض

لله في خلقه شؤون، ولله اَيات في عباده، ومنها ان جعل للناس عبادة يتقربون بها اليه، و يكسبون ثوابا عظيما. الا ان هناك من ضَعُفَتْ نفسه أمام إغراء الشيطان، وضَعُفَ إيمانه ليصبح بذالك يتقرب الى العباد ذُلًّا، فتارةً يتوكَّل على العبد راجيا منه ما تيسر من وسخ الدنيا، وتارةً وهذه هي الطامة الكبرى هي حينما يجد الراحة في ترقب الناس عن كثب. ليرصد عيوبهم بدقة ويكتفي بذالك، في حين يصنع الاول بمجهوده، وإتكاله على القدير، ما لا يصنعه الثاني بإتكاله على من لعنه المسلمون اجمعين، قال الله تعالى “قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنا “(الكهف/103ء105)، ويوهم نفسه بأنه الأفضل، وقد صدق ـرفقة جوانيـ حينما قال “نستمتع بالوهم لأننا نجهل قيمة الحقيقة” اذن ما الداعي لرصد عيوب الناس ؟ وكيف اصبحت هذه الظاهرة مُسْتَفْحِلَة في المجتمع المغربي ؟.
في اغلب الاحيان تجد العديد من النقاد ينتقدون بطرقة فنية ليكون بذالك نقدا بَنَّاءً، لكن المشكلة تتجلى في النوع الاخر الذي يتلدد في النقد المُحْبِط ليكون بذالك مُدْرَج في قائمة “اعداء النجاح”. فبدلا من ان يبذل مجهودا ليضع بصمة سواء في بيئته ام مجتمعه، تجده يبذل مجهودا جبارا في البحث عن اي ثغرة لينتقد شخص ما على عمل ما، سواء اتقنه ام لم يتقنه، والداعي لذالك في منظوري الخاص هو الغِلْ. فصاحب هذا التصرف لا يحب ان يراك اعلى منه منزلة، ولهاذا فهي مستفحلة في بعض المجتمعات وغالبا ما تكون في الأقل علما وبعبارة اخرى لدى “الأُمِّيين”، في حين تضعف نسبة هذه الظاهرة في المجتمعات الواعية. فتجدهم واقفين في وجه اعداء النجاح ليصبحوا بذالك اغلبهم حتى وان انتقدوك ينتقدونك نقدا بنَّاءً، حيث لا يجدون خسارة لهم في ذالك بالعكس فهم يصبحون كآلة للدفع الى الامام.

عزيزي القارئ يجب ان تكون على علم بانه ما دام هؤلاء الاشخاص يكترثون لامرك، وينتقدونك فاكيد ستكون بالنسبة لهم مصدر تهديد، وخطر على مسيرتهم في المجال الذي تتشاركونه، والحقيقة هي انه من السهل عند هؤلاء ان ينتقدوا مقالا ، لكن من الصعب ان ياتوا ولو ببيت واحد ، لذالك فهم فاشلون، ولا يفقهون فشيئ الا في النقد الهدام. الذي اصبح جزء لا يتجزء من شخصيتهم الضعيفة التي بنيت على اساس مغشوش نظرا لسوء تربيتهم وسط عائلاتهم، وبيئتهم التي ترعرعوا فيها.

لذا فليواصل كلٌّ في دربه، واحجز اسفل قدمك مؤْى لكلام الناس فرحم الله الامام الشافعي حينما قال “القافلة تسير والكلاب تنبح” .

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.