https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

يوم تعرض الملك الراحل الحسن الثاني لخيانة من داخل غرفته الخاصة

كنال تطوان / المصدر : أسبوعية الأيام 

لولا الخيانة لما عرف الوفاء، والخيانة درجات حسب المقامات والمراتب، وقد تكون شخصية، فتحطم إنسانا، وقد تكون سياسية فتحطم نظاما، وكلما عظمت المسؤولية كثر الطامعون، وفي القصور، حيث تصنع القرارات المصيرية وينبض قلب السلطة، تكون الخيانات أكبر ووقعها أقسى، والقصور الملكية بالمغرب لم تخل من خيانات مختلفة الدرجات.

 أسر الملك الحسن الثاني للصحافي الفرنسي “جان دانييل” قبل موته بأسابيع بأنه متحسر للطعنة التي طالته من أحد أقرب المقربين إليه، ولم يكن خفيا أن هشام المنظري قد قام بواحدة من أكبر عمليات الاختلاس التي طالت القصر الملكي على مر التاريخ، إذ فوجئ الملك الحسن الثاني منتصف سنة 1999 أي قبل وفاته بأسابيع قليلة، باختفاء أمواله وأغراضه الخاصة و وثائق سرية، وكانت الضربة من داخل غرفته الخاصة بالقصر الملكي، حيث جواز الدخول مباح لأشخاص محسوبين على رؤوس الأصابع، ومن بينهم هشام المنظري.

 وتعرض الراحل الحسن الثاني لعملية خيانة وسرقة احترافية نفذها هشام المنظري قبل هروبه إلى باريس ومنها إلى نيويورك، حيث همت عملية السرقة خاتما ملكيا خاصا بالحسن الثاني كان يرتديه أثناء الخطب والمناسبات الرسمية، اختفى من مكانه فجأة من غرفة الملك الخاصة، إضافة إلى الاستيلاء على ساعات ثمينة وشيكات ومجوهرات غالية الثمن، كما تم السطو على أغراض أخرى منها وثائق سرية من مكتب أحد مستشاري الملك، ومستندات من خزائن غرفة الملك الحديدية، كما تم السطو على مبالغ مهمة من الأموال بالعملة الصعبة.

 وقد تناسلت بهذا الخصوص أكثر من رواية، منها احتمال تواطؤ فريدة الشرقاوي، أمينة سر الملك والمحافظة لأمواله وأملاكه، مع هشام المنظري، الذي زوجته ابنة أختها حياة، لتهريب أموال وشيكات ووثائق سرية خارج البلاد، لتأمين حياتهما ومستقبلهما بعد الاحتمال الوشيك لرحيل الحسن الثاني حينها، بعد أن اشتد عليه المرض ونخره وبدت عليه علامات الضعف والوهن والموت.

 وحسب ما جاء في كتاب “آخر الملوك” لمؤلفه “بيير تيكوا”، فقد استدعى الحسن الثاني وزيره في الداخلية حينها إدريس البصري ليخبره بصدمة الخبر بعد اكتشافه، وقال “بيير”: “واستدعى الملك الحسن الثاني رجل ثقته القوي ادريس البصري ليقول له إن هشام المنظري، الذي يحمل جواز سفر مكتوب عليه مستشار الحسن الثاني، قد استولى على ممتلكات الحسن الثاني، ووثائق تهم الملكية والدولة، ليتصل إدريس البصري بنظيره الفرنسي بيير شوفنان الذي استغرب لضخامة غضبة الملك، والذي اعتذر لأن المتهم هشام المنظري كان قد غادر فرنسا في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية، حسب ما جاء في كتاب “بيير تيكوا”.

 وفي حديث هامشي بين زوجة الحسن الثاني وفاطمة أوفقير جاء في كتاب “حدائق الملك” لفاطمة أوفقير:” إن صاحب الجلالة الحسن الثاني الذي كنت تعرفين سنة 1972 انتهى..الملك تغير.. وتلقى ضربات قوية، لقد صدم بالخيانة، فإذا التقيت به فلا تكلميه بنفس الصيغة التي كنت تكلمينه بها من قبل”.

 ولعل أكبر عملية سرقة تعرض لها الملك الراحل الحسن الثاني حدثت في صيف 1998، عندما عاد من زيارة رسمية إلى مصر، حيث لوحظ اختفاء دفتر شيكات خاص بالملك وحقيبة مملوءة عن آخرها بالدولارات الأمريكية من داخل غرفته الخاصة، حيث يوجد مكتبه الخاص لإدارة شؤون البلاد، والتي لا يلجها إلا قليلون معلومون، على رأسهم فريدة الشرقاوي، امرأة ثقة الملك الأولى، إذ كانت القيمة على مختلف تفاصيل ودقائق الغرف الخاصة للملك، والماسكة بمفاتيح خزائنه وأرقامها السرية ومستودعات أمواله.

 وجاء في كتاب “إيناس دال” عن الحسن الثاني حديث عن سوء تقدير الملك في منح الثقة للمقربين بالقول “هذه الفترة المقترنة عند الحسن الثاني بتعبه من الحكم، فقد هلك وتهالك، ثم إنه كان محاطا بمجموعة أغلبها خيبت آماله، وقال لي “لوران”..إنه أخطأ في اختيار الكثيرين من أعوانه، و”أسفي الكبير،يقول الحسن الثاني، أني أخطأت لهذه الدرجة في تسليم الثقة لبعض الأشخاص، وقد افتقدت عدة مرات سيكولوجية المنطق”.

المصدر : أسبوعية الأيام

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.