https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

هذه هي الخلطة السحرية التي وضعت لتكسير “معركة” الأساتذة

كنال تطوان / الكاتب : عبد الرحيم العلام 

بداية شكّك في مطلبهم، اتهمهم بأنهم أنانيون ويفضّلون مصلحتهم الخاصة، لكن عندما يلقون التأييد من قِبل الرأي العام، وتكتشف حقيقة مطالبهم العادلة التي لا تقف عند مصلحتهم الذاتية وإنما مصلحة كل الفئات التي ستتضرر من المرسومين المشؤومين، آنذاك فكر في طريقة أخرى؛

حاول ألا تمنعهم من الاحتجاج، اتركهم يصرخون، وبعد مدة سيتعبون، لكن إذا تمادوا ولاحظت أن فئات أخرى بدأت تلتحق بهم، فعليك أن تقمع بعضهم وترهبهم حتى يتراجعوا؛

إذا قمعتهم، ونالوا تعاطفا أكبر، وأصبحوا يشكلون قضية رأي عام، أخرج لهم ابن كيران لكي يقول لهم بأن الدولة العميقة هي من تحركهم، وأن هناك من يريد أن يصنع خارطة انتخابية بمطالبهم، وأنه عليهم أن يتراجعوا، لكن عندما تنكشف اللعبة ويتبين أن ابن كيران هو صاحب المراسيم بدليل أنه أقسم على ألا يتراجع عنها، فاذهب إلى الخطة الموالية؛

إذا فشلت القصة الوهمية، فاجعل وزارة الداخلية التي تمثل ما يسمى بـ “الدولة العميقة” لكي تخبر الناس أن هناك من يريد أن يركب على قضايا الأساتذة، اتهم ج العدل والاحسان، والنهج، والأمازيغ، والبوليزاريو….. اجعل المغاربة يصدقون أن الذي كان يركل برجله المتظاهرة هو عضو في جماعة العدل والاحسان، وأن “ميسي إنزكان” الذي “حطّم جماجم” الأساتذة في مقر مركز التكوين هو من أتباع تشي غيفارى، شكك في قدرة المغاربة على الاحتجاج دون وصاية العدل والنهج. أخبرهم أن المغاربة مستحيل أن يحتجوا دون العدل والإحسان وكأن النضال ولد مع الجماعة وسيموت دونها. وكأن على أساتذة الغد أن يقبلوا بالضرر وإلا فإنهم مَرْكُبُون من طرف الجماعة والنهج. وعلى الجماعة والجمعية المغربية لحقوق الانسان والنهج والحركات المُمانعة ألا تتدخل في الاحتجاجات، عليها أن تذهب للنضال في الصومال والمكسيك، وأن لا تصدر أي بيان تضامني مع المغاربة، على أعضاء هذه التنظيمات المنتمين لأساتذة الغد أن يتخلوا عن زملائهم وأن يجلسوا في بيوتهم. على الاعلام الموالي لهذه التنظيمات أن يتحدث عن تربية الأرانب وعن روسيا وتركيا وفلسطين وأن يخرج من الواقع المغربي، كل هذا من أجل ألا تتهم التنظيمات بأنها تركب على قضية أساتذة الغد؛

إذا لا حظت أن كل هذه الأمور لم تنفع في شيء وأن القضية بدأت “تحماض”، وأن هناك إحساس بالقوة يتملك المحتجين ومعهم الرأي العام، فاخرج بقرار حاسم: “والله لن أتراجع على المرسومين ولو سقطت الحكومة”.

أما إذا فشل القَسَم في أن يكبح جماح المحتجين، ولاحظت أن كرة الثلح بدأت تتدحرج، وأن هناك تنسيقا واسعا بين جمعيات المعطلين، والفصائل الطلابية، وأساتذة الغد، والموظفين المتضررين من إجراءات التقاعد، وشيوخ وشباب 20 فبراير، والجمعيات الحقوقية والمدنية، وعموم المغاربة المتضررين من غلاء الأسعار التي بدأت ملامحها تتبدى يوما بعد يوم، فآنذاك يمكنك أن تعترف أن كل خططك أصبحت مكشوفة، وأن ما عليك إلا أن تذعن كما أذعنت بالأمس.

ملاحظة: الذي يستعمل لغة “أقسم بالله أني لن أتراجع” في أمر ينتمي إلى السياسة التي من طبيعتها أنها تفاوضية ونسبية، فهو إما ضعيف وإما يملك مقومات ديكتاتور وإما أنه ثيوقراطي يوظف اللغة الدينية من أجل قضايا سياسية. لكن المشكلة الأكبر هي عندما تجتمع كل هذه الأمور في شخص واحد.
السياسة لا تحتمل القسم، بل المفاوضة: هب أن أساتذة الغد استمروا في احتجاهم، وهب أن الأمر طال، وهب أن لا أحد تقدم لمبارايات ولوج مراكز التكوين القادمة إلا بشرط إلغاء المرسومين، فمن سيدرّس آلاف التلاميذ؟ هل ستفرض على الناس الولوج بالقوة؟ أم سيأتيك بلمختار بمرتزقة من خارج المغرب لتدريس أبناء المغاربة ؟ أم أنك ستتراجع عن قسمك السياسي؟

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.