كنال تطوان / و م ع – عبد العزيز حيون
يعتبر التهامي المرابط، ابن المقاوم أحمد المرابط، من الشباب التطوانيين الذين نالوا شرف المشاركة عن طواعية في المسيرة الخضراء المظفرة .
ويقول التهامي المرابط عن نفسه أنه محظوظ لأنه سار على درب أبيه وتشرب منه معنى الدفاع عن الوطن وانخرط في ملحمة المسيرة الخضراء ، وهو لم يبلغ بعد ال20 سنة من العمر آنذاك، ولأنه كان من الذين بصموا تاريخ العالم بالمشاركة في حدث لم يشهد مثله تاريخ البشرية الا أحداث مثيلة معدودة على رؤوس الاصابع.
ويحكي التهامي، وهو ينتشي بتذكره لحظات انخراطه ومشاركته في المسيرة الخضراء صحبة عشرات الآلاف من المغاربة، أنه لم يفكر طويلا لاتخاذ قرار المشاركة وتلبية نداء الوطن والملك، رغم أنه لم يكن على دراية مفصلة بمسار المسيرة ومدتها الزمنية والمخاطر التي قد تكتنفها، مرجعا حماسه الى تربيته في كنف أسرة مناضلة وتشربه معنى المقاومة الحقة من أبيه، الذي دخل باب المقاومة وعمره لا يتعدى ال 18 سنة وأوكلت اليه مهام خطيرة واجهها بوطنيته الصادقة وإيمانه الراسخ بأن حياته تهون أمام المصلحة العليا للبلاد.
وأضاف التهامي أن حدث المسيرة الخضراء كان له الفضل في تحقيق نجاحات في حياته على كل المستويات الشخصية والأسرية والمهنية، لأنه من خلاله تعلم معنى العمل الجماعي المجدي وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الذاتية وتشبع بقيم الإيثار والتضحية والنبل وقوة العزيمة وطريقة التعامل مع الناس على اختلاف لهجاتهم وخلفياتهم الاجتماعية ومستوى فكرهم والذين جمعتهم الكلمة الواحدة وحب الوطن والرغبة في تحرير جزء من المملكة اغتصبه الاستعمار وحلت لحظة تحريره.
كما أن مشاركته في حدث المسيرة الخضراء جعلته، يقول التهامي، يحظى باهتمام المجتمع، ولازالت هي الحظوة نفسها رغم أن هذا الحدث الاستثنائي مرت عليه 40 سنة، وفي كل مجمع تثار مشاركته في المسيرة الخضراء ويحكي خلاله بافتخار عن هذه المشاركة ليفيد الاجيال الصاعدة بتجربته، التي قلما تتكرر، وينير طريقهم ويؤكد لهم على أنه، وكما يقول الشاعر العربي أحمد شوقي،”وما نيل المطالب بالتمنى، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، وما استعصى على قوم منال…”.
ورأى ان أهمية حدث المسيرة الخضراء تكمن في دروسه القيمة التي لم يفتر معناها أبدا، والدليل على ذلك أن الشباب لا زال يتغنى الى اليوم بهذا الحدث وكأنه وقع في الماضي القريب، كما انه لازال نفس الحماس عند المغاربة الشباب وهم على استعداد دائم للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة متشبعين بالمبادئ الوطنية الحقة، التي لا يمكن أن تؤثر فيها عوائد الزمن ومتغيرات الواقع .
ولم يخف التهامي المرابط قناعته في كونه لازال على أتم الاستعداد، شأنه في ذلك شأن أولاده وباقي المغاربة، لتلبية نداء الوطن في كل وقت وحين، ولن يحد من هذه العزيمة وضعه الصحي وتقدمه في السن، مشددا على أن قوة المغرب في تشبع مواطنيه بالمبادئ الوطنية وما يبدلون تبديلا.
(*) و م ع