كنال تطوان / حسن الخضراوي
قال الشيخ حسن الكتاني في محاضرة بدار الثقافة بالفنيدق من تنظيم جمعية الأخوة و التعاون حول موضوع “الاجهاض بين الحق في الحياة و القتل العمد” أن نوايا اثارة مواضيع من مثل الاجهاض ليست سليمة دائما من حيث الأهداف المراد تحقيقها من جهات معينة.
و أضاف أن هناك جمعيات تلبس غطاء حقوقيا في الظاهر و تتلقى أموال من الخارج بالاضافة الى المساندة القوية من طرف العديد من المنابر الاعلامية ما يجعلها تؤثر بشكل ظاهر على المسؤولين داخل المؤسسات من أجل اتخاذ قرارات معينة أو التراجع عن آخرى, على الرغم من أنها لا تمثل الى فئة قليلة جدا من المجتمع .
و هذا مرده حسب الشيخ الكتاني دائما الى أسباب عدة أهمها تراجع اهتمام الرأي العام بالنقاشات الجوهرية التي تهم الهوية و القيم ,و تركه فراغا مهولا يتم استغلاله من جهات تريد تحقيق أهداف غير معلنة تتعارض مع الهوية المغربية و تستهدف قيمة القيم. فاذا كانت للبعض نوايا سليمة اتجاه الاجتهاد في هذا الباب من أجل معالجته وفق تعاليم الدين الاسلامي, فان جهات آخرى تريد فقط الغطاء القانوني لتنشط في المجال و تشجع أكثر على العلاقات غير الشرعية و تيسير التخلص من ما يسمى “حمل غير مرغوب فيه” و نسخ ما هو معمول به في الدول الغربية تماما .
و اعتبر الكتاني اختلاف العلماء في موضوع الاجهاض رحمة,حيث أن هناك منهم من أجاز الأمر في حالات محدودة جدا من مثل زنا المحارم و الاغتصاب و تهديد الجنين لصحة الأم و التشوهات . الا أن فريقا آخر من العلماء تشدد في الأمر كثيرا, و كل فريق طبعا لا يتكلم من فراغ بل وفق البحث والاجتهاد على أساس العلم . هذا و نبه نفس المتحدث الى أن تزايد نسبة الاجهاض السري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تدفعنا لسن قانون يسمح به عوض معالجة أسبابه المتعلقة في الغالب بالعلاقات غير الشرعية و حدوث حمل خلالها .و هذا يتطلب من جميع القوى الحية بالمجتمع و على رأسها العلماء القيام بدورهم في الدعوة و اعادة احياء القيم و الأخلاق لبناء الأسر وفق الشريعة الاسلامية و من ثم بناء المجتمع السليم .
الى ذلك أبدى الحضور تفاعلا ايجابيا مع موضوع المحاضرة حيث ركزت المداخلات على الانتباه الى لوبي الاجهاض و استغلاله تزايد نسبة الاجهاض السري و تضخيمه لأرقام مشكوك فيها للضغط من أجل اخراج الغطاء القانوني للعملية دون قيد أو شرط …
حسن الخضراوي