https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

بنحمو: لهذه الأسباب تحتاج فرنسا وإسبانيا إلى التعاون الأمني مع المغرب

كنال تطوان / متابعة 

لماذا أصبحت الأجهزة الأمنية في العالم تبحث عن التعاون الأمني فيما بينها بشكل كبير؟

هناك سياق لابد من التذكير به، لعبت فيه أحداث 11 شتنبر بأمريكا دورا مهما، بحيث إن المنظومة الأمنية دخلت مرحلة جديدة، بعدما تبين أن العمل الاستخباراتي وطرق تدبيره السابق عرف اختلالات لم يعد يستجيب للتحديات الأمنية الجديدة، المتمثلة في تطور النشاطات الإرهابية بشكل كبير. وقد تبين أن العمل الاستخباراتي ليس هو تخزين المعلومات فقط، وإنما استعمالها في الوقت المناسب، وتبادلها مع باقي الأجهزة.

بعد ذلك جاءت حرب الخليج الثانية، حيث برزت ظاهرة المقاتلين الأجانب. وعلى سبيل المقارنة، فإن الحرب الأفغانية، استقطبت حوالي 9000 مقاتل أجنبي في 30 سنة، وهو العدد نفسه، الذي استقطبته حرب العراق في 10 سنوات. أما في وسوريا، فإن هذا العدد تضاعف 4 مرات في 3 سنوات.

وبعد الربيع العربي، أصبحت بعض المناطق هشة، مثل منطقة الساحل التي ضعفت فيها سلطة الدولة. هذا التشعب في التهديدات هو الذي جعل الأجهزة الأمنية في العالم في حاجة إلى التعاون وتبادل المعلومات.

كيف تعاملت الأجهزة الأمنية المغربية في ظل هذه التحولات؟

الأجهزة المغربية استفادت من دروس أحداث 16 ماي 2003، ولهذا قامت أولا، بتدبير شمولي وجذري لظاهرة الإرهاب، من خلال اعتقال المئات من المنتمين إلى التيارات الجهادية. رغم أن العملية عرفت انتقادات، إلا أنها في العمق كانت إيجابية من الناحية الأمنية، إذ مكنت، من فهم قنوات هذه التنظيمات، وأساليب عملها، وتوفير معطيات مهمة للتصدي لها وتحقيق اختراقات في أوساطها. ثانيا، طورت الأجهزة الأمنية المغربية أسلوبا ناجعا للتعاون بين مختلف الأجهزة، وهذا مفتقد في عدد من الدول التي تتصارع فيها الأجهزة. ثالثا، طورت الأجهزة ما يُسمى بالحرب الاستباقية، من خلال الدخول إلى مجال تحرك الجماعات المتشددة، وتمكنت من خلق مسالك للحصول على المعلومة. إضافة إلى ذلك، ساعدت عمليات التكوين، التي خضعت لها عناصر الأجهزة في الداخل والخارج، في تطوير كفاءات مهمة. كل هذا خلق ثقافة أمنية جديدة واعية بطبيعة التهديدات وبسبل مواجهتها سواء في الداخل أو الخارج.

لما يحتاج الغرب وخاصة فرنسا وإسبانيا إلى الخبرة المغربية؟

الغرب يحتاج إلى الكفاءة وإلى المعلومة في الوقت المناسب. طبعا في الدول الغربية هناك جاليات مغربية وعربية، وهي ليست كلها إرهابية، فالهجرة في حد ذاتها ليس إرهابا، لكن هذه الجاليات باتت معرضة للاستقطاب من طرف المتشددين. وبما أن الإرهابي لا يعد تهديدا فقط، في بلده، وإنما قد يهدد أي بلد آخر، فإن الحاجة إلى المعلومات العملياتية، أمر مهم.

وفي هذا الإطار، فقد خبِرت عدة دول قيمة المعلومات التي يقدمها المغرب. لذلك فإن الدول الغربية تحتاج إلى الخبرة المغربية في مجال فهم الظاهرة الإرهابية وجذورها الفكرية والدينية، وللتجربة المغربية في مجال هيكلة الحق الديني. مثلا في فرنسا يعتبرون أن المساجد فضاءات لا يمكن التدخل فيها، لأنها تتعلق بالحرية الفردية، لكنهم اليوم، فهموا أنه يجب أن يستفيدوا من التجربة المغربية في مراقبة الخطب والتمويل والتجنيد في المساجد. ولا يجب أن ننسى أن الدول الغربية تنظر إلى المغرب كبلد وحيد مستقر، في شمال أفريقيا وله أجهزة ذات كفاءة، وتتصرف بمسؤولية.

*  محمد بنحمو رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.