كنال تطوان / القدسالعربي – متابعة
قررت حكومة مدريد فتح مكاتب لها في الحدود بين سبتة ومليلية المحتلتين مع الأراضي المغربية مختصة بقبول اللجوء السياسي والإنساني في إسبانيا.
ويتزامن هذا مع قرار المغرب ترحيل المهاجرين الأفارقة من شمال المغرب، الأمر الذي قد يعيد ظاهرة قوارب الهجرة نحو الأندلس وجزر الكناري.
وتعرضت إسبانيا إلى انتقادات قوية من الجمعيات الحقوقية الوطنية والدولية، كذلك من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بشأن ترحيلها نحو المغرب المهاجرين الأفارقة السريين الذين يقتحمون سبتة ومليلية.
وحددت حكومة مدريد شهر مارس المقبل تاريخا للعمل الرسمي بمكاتب استقبال اللجوء السياسي للأفارقة في الحدود بين سبتة ومليلية والأراضي المغربية.
ويحمل القرار تداعيات مقلقة، ويتجلى في ارتفاع نسبة المهاجرين الذين سيقصدون شمال المغرب لتقديم الطلب على الحدود.
وفي الوقت ذاته، سيجد المغرب نفسه أمام مكاتب اللجوء في حدود استعمارية لمطالبته باستعادة السيادة على المدينتين.
وغاب الحديث عن سبتة ومليلية من الخطاب الرسمي سواء الخطب الملكية أو التصريحات الحكومية خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
وعمليا، فقد تقدم العديد من المهاجرين ومنهم سوريون بطلب اللجوء في مليلية خلال الشهور الأخيرة، وبلغ عدد الطلبات 800. وأقامت إسبانيا مكتبا للجوء بشكل غير معلن ويبدو بدون تفاهم مع المغرب. والآن تعتزم الفتح الرسمي لمكاتب خلال الشهر المقبل.
وفي أسئلة لنواب في مجلس الشيوخ حول المباحثات مع المغرب لكي يسمح للمهاجرين الأفارقة بتقديم الطلب في مكاتب سبتة ومليلية، قال وزير الداخلية خورخي فيرنانديث في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري “لا يمكنني قول أي شيء من شأنه المساس بالعلاقات الممتازة بين إسبانيا والمغرب، والتي هي مهمة جدا لإسبانيا ومهمة جدا للمغرب ومهمة جدا للمنطقة”.
وكان وزير الخارجية الإسباني غارسيا مانويل مرغايو قال للمغرب في ندوة في مدريد مع الوزير المنتدب السابق في الخارجية، يوسف العمراني “إذا أردتم علاقات طيبة مع إسبانيا لا تطرحوا سبتة ومليلية”. ولم يعلق العمراني على قول الوزير بل اكتفى بالصمت.
وكان المغرب قد أقدم يوم الثلاثاء على ترحيل أكثر من 1250 مهاجرا من مخيمات أقيمت على مشارف مليلية، ولكن في الأراضي المغربية.
وكان المهاجرون يحاولون التسلل يوميا عبر القفز واقتحام الأسوار السلكية التي تفصل بين مليلية والأراضي المغربية.
ولا يمكن استبعاد قرار المغرب ترحيل المهاجرين من هذه المخيمات يهدف إلى عملية استباقية لتفادي الوقوع في الحرج بسبب مطالب السيادة على المدينتين.
وعمليا، فقرار ترحيل المهاجرين إلى دولهم وتفكيك المخيمات قد يحمل نتائج لم تكن متوقعة ويتعلق الأمر باحتمال رهان المهاجرين على قوارب الهجرة نحو الأندلس وجزر الكناري لتعويض عمليات التسلل اليومي من هذه المخيمات إلى مليلية.
عندما ظهرت إمكانية التسلل إلى سبتة ومليلية رغم الأسوار الفاصلة، تراجعت ظاهرة الهجرة عبر قوارب الموت من شمال المغرب إلى الأندلس أو من الجنوب نحو جزر الكناري.
والآن في ظل سياسة جديدة ضد تسلل المهاجرين، سيعيدون الرهان على القوارب.