كنال تطوان / – وكالات
خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في مدريد أمس السبت دعما لحزب “بوديموس”، أي “نستطيع”، المناهض للتقشف بعد أسبوع من فوز حزب سيريزا اليساري المتشدد في الانتخابات التشريعية في اليونان.
وهتف المتظاهرون “نعم نستطيع” بينما كانوا يتوجهون من مبنى البلدية في مدريد إلى ساحة بورتا ديل سول وسط المدينة.
وأظهرت استطلاعات الرأي ارتفاعا كبيرا في التأييد لحزب بوديموس وسياسته المناهضة للتقشف.
وقال الحزب إنه تم نقل المشاركين في المسيرة إلى العاصمة من أنحاء اسبانيا في 260 حافلة للمشاركة في “مسيرة التغيير”، كما وافق مئات من سكان مدريد على استضافة القادمين من مدن أخرى بعيدة.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “حان وقت التغيير”، و”معا نستطيع”.
وتمكن حزب سيريزا اليوناني من التغلب على باقي الأحزاب بوعوده إنهاء التقشف، وهو ما يهدف حزب بوديموس لفعله في الانتخابات العامة التي ستجري في اسبانيا في نونبر القادم.
وظهر بابلو إغليسياس زعيم حزب بوديموس إلى جانب أليكسيس تسيبراس رئيس وزراء اليونان الحالي لدعمه خلال حملته الانتخابية.
وتأسس حزب بوديموس بزعامة إغليسياس الأستاذ الجامعي السابق، قبل عامين. وكسب الحزب خلال هذه الفترة القصيرة تأييدا كبيرا في استطلاعات الرأي وسط وعوده بمكافحة ما يصفه بـ”الطبقة” التقليدية للقادة السياسيين.
ويريد الحزب منع الشركات التي تحقق أرباحا من فصل الموظفين، كما يطالب بإلغاء المستشفيات الخاصة للعودة إلى نظام الرعاية الصحية المملوك كاملا من الحكومة، ورفع الحد الأدنى للأجور “بشكل كبير”.
ولقي الحزب قبولا لدى الإسبان الغاضبين من سلسلة فضائح الفساد وكذلك من خفض الإنفاق العام الذي فرضه الحزب المحافظ الحاكم، وقبل ذلك من الاشتراكيين بعد اندلاع الأزمة الاقتصادية في 2008.
ورسميا خرجت إسبانيا من الركود بعد أن سجل اقتصادها نموا بنسبة 1.4 % العام الماضي، طبقا لبيانات أولية نشرت الجمعة، إلا أن واحدا من بين أربعة ما زالوا عاطلين عن العمل.
وانخفضت رواتب العديدين كما ارتفع بشكل كبير عدد العقود القصيرة الأمد برواتب منخفضة.
وخرج بوديموس من رحم حركة احتجاجية “مستاءة” احتلت الساحات في أرجاء إسبانيا في 2011 للمطالبة بالتغيير السياسي في ذروة الأزمة الاقتصادية في إسبانيا.
ورغم إنهاء حركة احتجاجات الشارع منذ 2013، إلا أن بعض القادة المستاءين شكلوا حزب بوديموس في يناير 2014.
وبعد 4 أشهر فاز الحزب بخمسة مقاعد في البرلمان الأوروبي بعد أن صوت لصالحه أكثر من 1.2 مليون شخص.
وتفوق بوديموس على الحزب الاشتراكي المعارض في العديد من استطلاعات الرأي، وتصدر القائمة في بعض الاستطلاعات متفوقا على حزب الشعب المحافظ الحاكم.