عادت مروحية تابعة للدرك الملكي، صباح أمس (الثلاثاء)، أدراجها بعد أن فشلت في إيصال مساعدات غذائية إلى تسعة دواوير بآيت عبدي، التابعة لإملشيل، محاصرة بالثلوج وبفيضانات وادي «أسيف ملول». ولم تتمكن المروحية من بلوغ هذه الدواوير نتيجة سوء الأحوال الجوية، وكثافة الضباب. وقال رئيس المجلس البلدي بإملشيل، موحا أوالبيع، في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح»، إن المروحية لم تتمكن من إيصال المساعدات الغذائية إلى الدواوير المعزولة لأول مرة بسبب الفيضانات، بعد أن كانت في السنوات السابقة تعاني العزلة بسبب الثلوج. وكشف المسؤول الجماعي الصعوبات التي واجهتها مروحية الدرك التي عادت إلى إملشيل بعد عجزها عن النزول بدواوير آيت عبدي، في انتظار محاولة ثانية، ما سيضاعف، حسبه، معاناة السكان المحاصرين بالسيول الجارفة والثلوج.
من جهة أخرى، فتحت السلطات جسرين أحدهما بحري والثاني جوي لنقل المساعدات الغذائية إلى إقليم سيدي إفني، والدواوير المحاصرة به، إذ نقلت سفن بحرية وخمس طائرات مئات الأطنان من المواد الأساسية من أكادير. وحلت نهار أول أمس (الاثنين)، وصباح أمس (الثلاثاء) بالمناطق المنكوبة. وأكد مسؤول بعمالة أكادير أن المساعدات التي بدأت تصل إلى سيدي إيفني ستوزع على جميع الجماعات التابعة للنفوذ الترابي للعمالة، من بينها جماعة مير اللفت المحاصرة.
وقال محمد عضيض، رئيس الجامعة الوطنية لهيآت مهنيي الصيد الساحلي، في اتصال هاتفي إن ثماني سفن حلت بسيدي إفني وشرعت المصالح التابعة إلى وزارة الداخلية في توزيع المساعدات المكونة من أزيد من 500 طن من المواد الغذائية الأساسية، في انتظار انطلاق 12 مركبا آخر وضعتها الجامعة رهن إشارة ولاية أكادير، ستحملها بمئات الأطنان من المساعدات لإيصالها إلى سيدي إيفني المحاصرة برا.
ومازالت عشرات الشاحنات تتقاطر على ميناء ومطار أكادير محملة بمئات الأطنان من المواد الغذائية التي ستخفف من معاناة المنكوبين في عشرات الدواوير والمدن بسيدي إيفني.
من جهة أخرى، تنسق مجموعة من جمعيات المجتمع المدني لتنظيم قوافل تضامنية مع ضحايا الفيضانات والسيول بإقليم كلميم، بشراكة مع مؤسسة قطر الخيرية. وستوزع على المنكوبين في إطار هذه القوافل، مساعدات غذائية وأغطية، كما ستشمل ترميم منازل المتضررين من الانهيارات.
وبإقليم شيشاوة، أحدثت قاعدة جوية بمنطقة «نميرو» بجماعة أسيف المال، لنقل مساعدات غذائية إلى سكان دواوير جماعة امين الدونيت المحاصرين بالثلوج، وهي من الجماعات الأكثر تضررا من موجة البرد التي ضربت بعض المناطق الجبلية بشيشاوة. وستجري هذه العملية بدعم لوجستيكي من قبل مروحيات الدرك الملكي، فيما انطلقت عمليات إفراغ حمولة شاحنات كبيرة من الأغذية، ليلة أول أمس (الاثنين)، لإغاثة سكان «إيمي ن دونيت» المعزولة، والتي انقطعت كل الطرق البرية المؤدية إليها، قبل أن تنطلق أشغال فك العزلة عنها، وإيصال المساعدات المكونة من الدقيق والسكر والزيت والأغطية.
ضحى زين الدين