كنال تطوان / اليوم – عبد المجيد أمياي
قبل حادثة إطلاق النار على المواطن رزق الله الصالحي، يوم السبت 18 أكتوبر بالشريط الحدودي، قتلت السلطات الجزائرية العشرات من المواطنين المغاربة بل وبطرق أبشع، الجميع سقطوا برصاص حرس الحدود، لم تشفع لهم حقوق الجوار ولا عدم توفرهم على سلاح، كانوا أهدافا سهلة لعسكر يحرسون الحدود حسب “المزاج”، خلفوا وراءهم عائلات تعتصر الألم والحسرة، وحقد دفين يكبر يوما بعد أخر كلما أنضاف إلى الشهداء شهيد أخر.
من بين القتلى الذين سقطوا على خط النار محمد ليتيم، المنحدر من دوار “أولاد أرزين” بضواحي وجدة، محمد سقط سنة قبل الإغلاق الرسمي للحدود البرية، عندما كان في طريق عودته من سوق جزائري ببلدة “الزوية”، بعدما باع رفقة زملائه ما نقلوه من بضاعة مغربية، حيث أمطرهم العسكر الجزائري بالرصاص بعدما لم يمتثلوا لأوامر التوقف، زملاءه نجوا بأنفسهم، فيما هو أصيب برصاصة اخترقت كليته، استمر في الهروب رغم ذلك، قبل أن تخرّ قواه ويسقط على بعد مئات الأمتار من مكان تعرضه للإصابة، في اليوم الموالي عشر عليه حيا لكن كمية كبيرة من الدم كانت قد نزفت منه، ليصل إلى مستشفى تلمسان جثة هامدة.
على بعد أمتار قليلة من منزل ليتيم، يقع منزل الحاج الصبار رجل في عقده الثامن، الصبار هو الأخر فقد واحد من أبنائه أشهر قليلة بعد إغلاق الحدود البرية، سقط يوسف على خط النار برصاصة أطلقها “سارجان” يدعى هو الأخر يوسف، الرصاصة اخترقت عنقه وخرجت من الأنف، نزل الخبر الذي نقله شقيقه كالصاعقة على أفراد العائلة، خاصة والديه وخطيبته التي كان يستعد للزواج بها.
بالطريقة نفسها سقط عبد القادر حاجي الذي ينحدر من “دوار الحمر”، في أحد أيام ربيع 1997، لم يكن قد مضى على زواجه سوى 3 أشهر، دخل غلى التراب الجزائر لتهريب ما تيسر من بنزين غير أن عائلته تؤكد أن ذلك اليوم عاد دون أن يتمكن من تهريب شيء، و في طريق العودة استوقفه الحرس الجزائري، بالرغم من انه كان قد دخل إلى التراب الوطني، وعندما رفض الامتثال لرغبات الحرس الجزائري أفرغ فيه أحدهم ثلاث رصاصات.