https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

إيبولا … الخطر القادم من “بورقعة” أيضا !

كنال تطوان / طنجةإنتر 

لا زال سكان طنجة و تطوان يتذكرون لقب “بورقعة”، الذي كانوا يطلقونه على “الحراكة” الإسبان، عندما كانت الجارة الشمالية تعيش تحت حكم ديكتاتوري قاس زاده الفقر بؤسا، وكانت جهة طنجة تطوان وقتها، منطقة دولية ذات ثقل اقتصادي.

كان الإسباني وقتها حقيقة لا مجازا “بورقعة”، لما كان يحمله ثوبه البالي المتهالك من رقع، وكان مرادفا للفقر والبؤس، وأيضا للأمراض، حتى إن الكثير من المغاربة وحتى الإسبان والأجانب الأثرياء، كانوا يخشون من أن يحتكوا به فينقل إليهم عدواه.

ودار الزمان 180 درجة، وانقلبت الآية عندما صار المغرب يصدر “الحراكة” الهاربين من جحيم الواقع المزري في بلدهم، لكن هذا الزمان الآن يقترب من إكمال دورته إلى 360 درجة كاملة، بالنسبة للإسبان على الأقل.

فبلاد الفلامينغو جعلتها الأزمة الاقتصادية ترقص على إيقاع الحيرة، وشتتت أبناءها على بلاد الله الأخرى طلبا للقمة العيش، واختار الكثيرون الرجوع إلى المغرب عبر البحر ذاته التي شبعت أسماكه من لحوم المغاربة لعقود، والذي سلكه قبلهم أجدادهم “ذوي الرقع”.

عودة الإسبان إلى طنجة تحديدا، يُسطر لها القدر السيناريو نفسَه الذي الذي رسم معالم الجزء الأول من الفيلم، فقط كان السابق بالأبيض والاسود، أما اللاحق فهو بالألوان، لكن التفاصيل بقيت كما هي: الفقر والبؤس والأمراض أيضا.

في إسبانيا سُجلت إلى حدود الآن حالتا وفاة بفيروس إيبولا، وحالة إصابة داخلية هي الأولى في أوروبا، وحالات اشتباه كثيرة… كل هذا يدفع سكان المغرب إلى التساؤل: “أليس من حقنا أن نخشى من أن يحمل أحفاد بورقعة معهم الأوبئة كما كان أجدادنا يخشون من أجدادهم؟”.

تساؤل يبدو منطقيا، في فترة تركزت فيها الجهود الرسمية على التصدي لإيبولا القادمة من الجنوب، وهو هَمٌّ لطنجةَ نصيب وافر منه أيضا، بحكم أنها صارت مستقرا للمهاجرين الأفارقة غير النظاميين، الذين لا يخضعون لفحص “ولا هُم يحزنون”.

ربما للدولة حساسية من تناول خطر الإيبولا القادم من الجيران الشماليين بيض البشرة ناعمي الشعر، لكن واقع الحال يقول بأن الفيروس قابل للانتشار في إسبانيا بشكل خطير، ولولا ذلك لما فعَّلت الدولة هناك بروتوكول الحماية المكلف جدا، وهي لا تزال غارقة في الأزمة الاقتصادية.

لكن مع الانتشار السريع للفيروس، والمعطيات غير المطمئنة لمنظمة الصحة العالمية، سيجد المغرب نفسه لأول مرة منذ عقود مُطلا من برج عال على الإسبان، وسيجد الإسباني نفسه في موقع الدونية التي كان يتلذذ بوضع جاره الجنوبي فيها، ساعتها قد يتذكر أنه سيظل دائما حفيدا لـ”بورقعة”.

رأيان حول “إيبولا … الخطر القادم من “بورقعة” أيضا !”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.