https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

قصص حب انتهت في برك دم … !

كنال تطوان / الي24وم – متابعة 

تشاء الأقدار أن تتحول الوردة التي كانت يد العاشق ترتجف ولعا عندما يهديها لمحبوبته، إلى سكين غادر يخترق أحشاءها بكل وحشية، ويتحول المكان الذي كان يحبل بالمواعيد الغرامية والعبارات الرومانسية التي جمعت بين المحبوبين إلى بركة من الدماء وسط مسرح جريمة قتل بشعة، بطلها أحد العشيقين، فيما الضحية لم يكن سوى المعشوق.

لم تشفع لنسرين، الفتاة العشرينية الحسناء بشهادة محيطها، كل اللحظات الجميلة التي قضتها مع خليلها «المخزني» السابق بثكنة سطات، في أن يُنهيا قصة عشقهما وحبهما الأسبوع الماضي بجريمة قتل بشعة بكل المقاييس، بعد أن خنق العاشق محبوبته، وطعنها بسكين، وأحرق جثثتها بالكامل داخل مدرسة غرب المدينة، والسبب اكتشافه لخيانته.

أقر جعفر، خلال استنطاقه من قبل الفرقة الجنائية بأمن سطات. وقال إنه أخذ الضحية في بادئ الأمر إلى منزله، استهلكا المخدرات ومارسا الجنس، وأنه بعد ذلك حضرت خليلته الأولى، التي علمت من مصدر مجهول أنه يتواجد مع فتاة بالمنزل، فنشب بينهما خلاف ليقوم بطردها، وبعدها نشب خلاف بينه وبين الضحية التي كانت تحاول مغادرة المنزل، فحاول منعها وقام بتعنيفها، ليتطور الأمر بينهما إلى تبادل الضرب، حيث أخذت الضحية تصرخ، فقام هو بمنعها من الصراخ بوضع يده على فمها والأخرى حول رقبتها فقاومته، وعضته من أصبعه، ووجهت إليه ركلة ليحكم قبضته حول عنقها ويطعنها مرتين إلى أن هوت على  الأرض، وظل بجانبها إلى أن لفظت أنفاسها، وقام بوضع غطاء صوفي عليها، ثم غادر المكان.

بعد طول تفكير في طريقة التخلص منها، اهتدى إلى حرقها من أجل إخفاء معالم الجريمة، وقام بشراء حقيبة من الحجم الكبير والوقود، ليقوم بوضع الضحية بعد ذلك في أغطية صوفية وكل الملابس التي علق بها الدم داخل الحقيبة، محاولة منه لإزالة أي أثر للجريمة. وفي حدود الثانية صباحا من يوم الخميس 11 من شتنبر الجاري قام بإنزال الحقيبة عبر الدرج ووضعها فوق دراجة هوائية، واتجه بها نحو مكان حرقها، ليعود ويأخذ قنينة البنزين واتجه نحو المكان، حيث صب البنزين على الجثة وأشعل النار فيها وغادر المكان.

في حدود التاسعة صباحا، قام بجمع أغراضه واتجه نحو محطة القطار في اتجاه مدينة مكناس، ثم إلى مسقط رأسه الخميسات، حيث مكث بها يومين، وبعدها اتجه إلى طنجة ليتم توقيفه بعدها بالمحطة الطرقية بالخميسات.

تحريات فرق البحث بمحيط الجريمة، وبالاعتماد على بلاغات أسر الفتيات المختفيات، وكذا إفادات عدد من الأشخاص، تم تحديد هوية الجاني كاملة، وهو «مخزني» مطرود بسبب سوء سلوكه وإدمانه على شرب الخمر، حيث تبين من خلال التحريات أن أفراد أسرة المتهم تقطن بالخميسات، لتنطلق فرقة من المصلحة وتتبع مساره بالاستناد إلى تقنية حركية الهواتف المحمولة؛ من مدينة مكناس إلى الخميسات، ثم إلى طنجة، فالخميسات، ليتم توقيفه بالمحطة الطرقية بالخميسات رفقة فتاة.

ذبحها بعدما رفض أهلها  تزويجها له

بطريقة مأساوية، اختار شهاب، الشاب العشريني المنحدر من ضاحية برشيد، أن ينهي علاقته الغرامية والحميمية بخطيبته العشرينية التي دامت ثلاث سنوات، وكان الجميع  يتنبأ أن تكلل بالزواج بخطيبته.

العاشق عمد إلى ذبح محبوبته من رقبتها  بكل وحشية، ووجه إليها عددا من الطعنات الغادرة والعنيفة بشكل هيستيري داخل زقاق وسط سطات، كانت كافية لتضع «الحبيبة» بقسم العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بالمدينة ذاتها، لمدة أربعة أيام قبل أن تلبي نداء ربها.

التقى شهاب خلال جولاته وسط المدينة صدفة بهدى، وهي خارجة لتوها من عملها داخل مركب تجاري، وكان لا يقاوم إعجابه الكبير بها، إذ كل مرة يحاول أن يصارحها بحبه وشغفه، لكنه لم يكن يقوى على ذلك بسبب خجله. ذات مساء ظفر شهاب بلقاء عاشقته بعد أن طلب منها ذلك، معربا لها عن حبه وإعجابه بها. توالت اللقاءات بينهما وتطورت العلاقة إلى حب جنوني أصبح معه شهاب لا يقوى على عدم رؤية هدى كل يوم، عاش الحبيبان أيام الحب والغرام، وتبادلا كل عبارات العشق، وأخذا صورا تذكارية  لهما في أماكن عدة. ازداد ارتباط عادل بحبيبته إلى أن طلب منها ضرورة زيارة والديها من أجل التعرف على أسرتها وخطبتها، على أمل أن يدخلا القفص الذهبي ويعيشا سويا تحت سقف واحد.

وحسب ما صرح به شهاب  لدى التحقيق معه، فقد تقدم شهاب لدى أسرة هدى وعبر عن نيته في خطبتها، على أمل الارتباط بها على سنة الله ورسوله فيما بعد، إلا أن والد الفتاة صرح على أنه لم يعِد شهاب بأي شيء قبل حضور والديه حتى يضمن مستقبل ابنته، ويتعرف أكثر على الشخص الذي ستعيش معه الفتاة في القفص الذهبي.

تحولت علاقة العشق والحب إلى مسلسل من المشاكل الجارحة بين العشيقين، بحيث أضحى شهاب لا يخفي غيرته القاتلة وشكه المستمر حول مدى إخلاص حبيبته له، وطفق يتتبع خطواتها ويراقبها بشكل يومي، وما زاد من غضب المتهم هو منع أب هدى له من دخوله البيت وزيارة أسرتها مجددا إن لم يحضر والديه، ليصدم المتهم فيما بعد برفض عائلة محبوبته تزويجهما.

وأمام رفض الأب تزويج ابنته هدى، وحبه الكبير لها، دفعاه إلى التشبث بحبيبته بشكل جنوني، فصار يعترض سبيلها كل يوم، ويتتبع خطواتها أينما حلت وارتحلت، بل الأدهى من ذلك، كان يبيت الليالي بالحديقة المجاورة لمكان منزل أبيها، وكان يتصل بأبيها على هاتفه النقال لإقناعه بالعدول عن قراره. استمر شهاب يطارد محبوبته في الشارع ويهددها بإيذائها جسديا إن لم ترتبط به، وطالبها وعائلتها بضرورة إرجاع كل الهدايا والأموال التي قال إنه صرفها عليها وأقرضها لوالديها، حيث قدرها بملايين السنتيمات.

 أسبوع قبل أن يجهز شهاب على عشيقته ويتركها مدرجة في دمائها وسط مدينة سطات، قدم الحبيبان شكايتين لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمدينة سطات، تقول هدى في شكايتها إن شهاب يعترض سبيلها ويهددها ويعتدي عليها، مدلية بشهادة طبية تثبت ذلك، في حين يطالب المتهم في شكايته بضرورة إرجاع أمواله التي صرفها على خطيبته، وكذا التي أقرضها لوالديها، متشبثا بضرورة أن يتزوج هدى؛ فيما أكدت مصادر قريبة أن المتهم كان يصيح ببهو مقر الأمن وكذا ببهو المحكمة مهددا محبوبته بتصفيتها إن لم ينل مراده. وبعد النظر في تصريحات «الحبيبين» أعادت النيابة العامة مسطرة التحقيق بخصوص الشكايتين إلى الضابطة القضائية بسطات من أجل التحقيق والتحري بخصوص مزاعم الطرفين المضمنة بشكايتيهما.

مباشرة بعد خروج شهاب من مقر الأمن ، انتابته حالة هيجان وهيستيريا، بدأ يفكر في الانتقام من محبوبته التي أحبها إلى حد الجنون، وشرع في التخطيط لعمله الإجرامي. وقضى الليلة في العراء وسط حديقة عمومية مجاورة للحي السكني مكان تواجد منزل «عشيقته»، متأبطا أداة الجريمة، وهي عبارة عن مدية من الحجم الكبير. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي اقترب المتهم، واتخذ مكانا له في الحديقة الموجودة أمام ولاية جهة الشاوية- ورديغة، ينتظر طلوع الشمس وخروج حبيبته للذهاب إلى العمل. الأب المسكين أخذ على نفسه إيصال فلذة كبده، يوميا، إلى العمل. لكن ليلة الجريمة وقبل استسلامها للنوم، أقنعت هدى أباها بعدم مرافقتها صباحا لأنه مريض.

 خرجت هدى صباحا من بيتها متوجهة إلى مقر عملها، قبل أن يعترض العاشق سبيلها، ويجبرها بعنف،  تحت التهديد بالسلاح الأبيض، على ولوج حي سكني، ويشدها من شعرها، وينحرها من رقبتها بواسطة مدية من الحجم الكبير غير مبال بصراخها وبتوسلاتها، ولم يكترث بتوسلات شيخ سبعيني كان خارجا لتوه من منزل مجاور لمسرح الجريمة، بل هدده هو أيضا إن اقترب وأنقذ هدى من قبضته. وواصلت الضحية صراخها واستغاثتها مخاطبة الشيخ: «هانت عمي شوفه هاذا اش تايدير ليا».  واستمر شهاب في توجيه طعنات عنيفة، بشكل هيستيري، إلى كثفها وظهرها أصابت نخاعها الشوكي، ثم لاذ بالفرار، تاركا حبيبته مدرجة في دمائها، ترجلت هدى أمتارا قليلة إلى أن خارت قواها، وسقطت مغمى عليها تحت سيارة كانت مركونة بمكان الجريمة.

 18 طعنة

اهتزت ساكنة أحياء الجهة الشرقية لمدينة سطات، على وقع نبأ جريمة قتل بشعة نتيجة طعنات عنيفة في أنحاء متفرقة على جسد أنثوي، راحت ضحيتها شابة في مقتبل العمر. وعم الخبر المفجع، بعدما أخطر شخص يعمل كراعي الغنم وسط الحقول المعشوشبة المتاخمة لتجزئة علوان، عناصر أمن سطات، بوجود فتاة في مقتبل العمر وسط بركة من الدماء وطعنات سكين بادية على جسمها، مرمية داخل حقل زراعي يتواجد بين حي «التنمية» والتجزئة السكنية لـ «علوان» بالمنطقة الشرقية للمدينة.

على إثر ذلك، انتقل الأمن إلى مسرح الجريمة، وبعد  مدة من البحث والتحري حُددت هوية القاتل الذي أقر بجريمته وروى للأمنيين تفاصيل علاقته بحبيبته المقتولة ووقائع الجريمة.

كان المتهم جلال معجبا حد الثمالة بجمال وأخلاق الضحية يسرى، فخلال فترة عمله كعنصر ضمن القوات المساعدة بسطات، لم يمر يوما إلا والتقى بحبيبته، وعاش الحبيبان ليالي سعيدة بكل أشكالها الغرامية، إذ ظل المتهم على الرغم من توجهه، في إطار الحركة الانتقالية، للعمل بمدينة بنسليمان دائم  الاتصال بحبيبته بشكل يومي.

علاقة المحبوبين فقدت بريقها  وتعكرت صفوتها، وأضحى الاثنان يعيشان على وقع مشاكل تعيق مسار حبهما، بحيث لم تعد الفتاة تطيقه وتستلطفه كعادتها. وأضاف المتهم -مصرحا للمحققين- على  أن الضحية كانت توجه إليه كل أنواع السب والشتم والقذف، بل الأدهى من ذلك أن المعنية وخلال مكالمات هاتفية يقول إنها طعنته في رجولته، حيث نعتته بكونه غير مكتمل الرجولة، وأشعرته أنها لم تعد ترغب في الارتباط به، لأنها ارتبطت بشخص آخر؛ وهو الشيء الذي حز في نفسه بعمق ولم يعد يتقبله.

غادر القاتل مدينة ابن سليمان، مكان عمله، بعد أن تدجج بسلاح أبيض عبارة عن سكين متوسط الحجم، عاقدا العزم على وضع حد لحياة خليلته، واستقل جلال القطار القادم من مدينة المحمدية والمتجه صوب مدينة سطات، وبعد ترجله من محطة الوصول  توجه إلى مكان اللقاء المتفق عليه بينهما سلفا، والتقيا قرب المحكمة الابتدائية، وتوجها العشيقان نحو منطقة خلاء وسط أرض زراعية كائنة بين حي «التنمية» وتجزئة «علوان»، وشرعا في تجاذب أطراف الحديث. وأضاف المتهم على أن الضحية ظلت متشبثة بفكرة الانفصال عنه والارتباط بغيره، مضيفا أنها قامت باستفزازه من جديد، ووجهت إليه كلاما نابيا، فاستشاط المتهم غضبا واستل المدية التي كانت بحوزته، وطفق يوجه 18 عشر طعنة إلى جسد الضحية، حتى سقطت جثة هامدة، وغادر الجاني عين المكان، تاركا جثة «عشيقته» ملقاة وسط الأعشاب والحشائش، بعد أن تخلص من أداة الجريمة وسط أحد الحقول الزراعية، واستقل سيارة أجرة راجعا إلى مكان عمله بمدينة ابن سليمان.

قام المحققون بتحريات واسعة، شملت المحيط  العائلي والمهني للهالكة، والتي أسفرت عن اكتشاف أن الضحية كانت على علاقة بشخص يعمل كـ«مخزني»، انتقل مؤخرا للعمل بمدينة بنسليمان، تبين ذلك من خلال الاتصالات الهاتفية بالهالكة، التي أبانت خلال الفترة الأخيرة عن نيتها في فض العلاقة بينهما.

وفي هذا السياق، توصل رجال الأمن إلى حقيقة الأمر، من خلال نتائج الخبرة التي أجريت على الهاتف النقال الخاص بالهالكة، ليتم بعدها أخذ عينة من لعاب القاتل وخصلة من شعره قصد إخضاعها للتحليل، بعد تجميع قرائن ودلائل البحث.

اعتقل «المخزني» بثكنة بنسليمان، وتم التحقيق معه، وأحيل على أنظار النيابة العامة، نظرا لارتكابه مجموعة من التهم؛ تتعلق بالقتل العمد مع سبق الإصرار، العلاقة الجنسية غير الشرعية وحيازة وثائق خاصة بالغير دون سند قانوني، لتقرر النيابة العامة، بعد ذلك النظر في صك الاتهام وظروف وحيثيات الواقعة، إحالته على أنظار محكمة العدل العسكري بالرباط، بحكم عدم الاختصاص.

أجهز على خليلته انتقاما منها على السرقة

ارتبط المتهم بعشيقته لمدة طويلة عاشا سويا مغامرات جنسية كالأزواج، لكن في ظل علاقة غير شرعية، تبادلا معا كل مشاعر الحب، لكن ليلة حمراء جمعت الحبيبين سرعان ما تحولت إلى ليلة حالكة، بعدما أردى العاشق حبيبته جثة هامدة وسط غرفة مهجورة بمدينة برشيد.

المتهم أقر بأنه مرتبط بعلاقة غرامية غير شرعية بالضحية، وكان لا يتردد في تنفيذ طلباتها المادية. وصرح للمحققين أنه فطن أخيرا إلى أنها باتت تسرق منه المال وتسافر إلى مدينة أخرى رفقة صديقة لها.

 وأضاف العاشق المتهم أنه، بناء على ما صدر من خليلته، قرر الانتقام منها، حيث قام بدعوتها رفقة صديقتها بغرفة مهجورة، وبعد استهلاكهم المخدرات والأقراص المهلوسة، غادرت صديقة الضحية الغرفة، ومارس المتهم الجنس على خليلته، قبل أن يفكر في التخلص منها بتوجيه طعنات قاتلة إليها بسكين، انتقاما منها على سرقتها له .

قادت جولة أمنية روتينية إلى اعتقال المتهم، بعدما تبين أنه في حالة سكر، لكن خلال فترة الصباح، وأثناء مباشرة التحقيق معه حول السكر العلني، اتضح أنه موضوع مذكرة بحث؛ تتعلق بتهم الضرب والجرح والتحريض على الفساد، في انتظار إحالته على وكيل الملك لدى ابتدائية برشيد للنظر في تلك التهم، إلى جانب تهمة السكر العلني.

 لكن في صبيحة اليوم الموالي، وقف المحققون على تواجد بقع من الدم على ملابس المتهم، الذي اعترف بقتل خليلته خلال جلسة خمرية، انتقاما منها لأنها سلبته قدرا من المال.

وبناء على اعترافات المتهم، هرع رجال الأمن صوب مسرح الجريمة، حيث وجدوا جثة الهالكة ممددة على الأرض، وأداة ارتكاب الجريمة. وبعد إجراء مراحل البحث التمهيدي والتحقيق، أحيل المتهم على الوكيل العام بسطات الذي أحاله بدوره على غرفة الجنايات باستئنافية المدينة.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.