حل الازمة العالمية بيد التطوانيين‎ !

كنال تطوان / بقلم :عبد الهادي المودني

باسم الله الرحمان الرحيم
حل الأزمة الاقتصادية العالمية في يد التطوانين
لابد أنك استغربت عزيزي القارئ من عنوان هذا المقال و حقيقة الامر أن هذا العنوان ليس لجذب انتباهك انما هو حقيقة ينبغي تتبع كرونولوجية تحليلها من أجل اثباتها.
بداية الامر يجب ان نقسم العنوان الىأقسام ثم نعرف كل جزء منه
الحل
الازمة العالمية
في يد التطوانيين
لن أحترم الترتيب و سأبدأ بالازمة العالمية و كما يعلم الجميع فقد تم تداول هذا الموضوع في عشرات المقالات و مئات البرامج الاقتصادية و آلاف الاخبار و غيرها الا اننا سنبسط تعريفها بشكل موجز.
الازمة المالية نتجت عن اقتصاد بدون أخلاق حيث اعتمدت المؤسسات المالية الكبرى على خطة الادخار الاقراض و المخاطرة فالعالم مليئ بأشخاص لهم أرصدة مالية ضخمة ناتجة عن الادخار او المواريث او الموارد الطبيعية و المواد الاولية… كمثال على ذلك الثروة الهائلة من البترول التي يستغلها الخليجيون و تدر عليهم اموال طائلة من بعد أن كان ثمن البرميل 16 دولار عام 1999 الى ان صعد الى 120 دولار2008 بنسبة تجاوزت 650 في المائة.
هذه النسبة الهائلة من الا موال جعلت الابناك تسيل لعابا دفعها لإغراء أصحاب هذه الأموال بنسب فائدة ضخمة ناتجة عن الاقراض للمستهلكين الصغار.
و كما هو معروف حسب هرم الاولويات البشرية لماسلو و التي يقع السكن فيها في المراتب الاولىمن الاولويات جعلت الابناك و المؤسسات المالية تشجع على شراء السكن بنسبة فائدة على المدى البعيد و ذلك من اجل ضخ أموال أكثر فكما هو معروف ان هذا النوع من القروض فيه نسبة مخاطرة كبيرة ناتجة عن عدم تسديد الاقساط إما بوفات المقترض او فقدانه عمله او عدم قدرته على التسديد و بذلك حصلت أزمة كبيرة نتج عنها تراكم كبير للعقارات في ملكية الابناك و تدهور القطاع العقاري و المالي في العالم و حصلت مشاكل كبيرة بين الابناك و اصحاب الادخارو انعدام الثقة زاد من مديونية المؤسسات المالية مما أدى بها في بعض الاحيان الى اعلان إفلاسها في بعض الدول لهذه الاسباب بشكل مباشر او غير مباشر.
المهم في موضوعنا هذا ان الازمة حصلت ووقعت الفأس في الرأس و في مغربنا الحبيب و بالضبط في شماله و خصوصا جهة تطوان-طنجة هناك اقتصاد بني منذ أمد بعيد على التجارة و لن أدخل في تفاصيل نوع التجارة و تحليلها أو تحريمها انما ما هو مؤكد ان هناك حجم ادخار ضخم جدا تراكمت خلاله رؤوس أموال ضخمة و أموال في البنوك بالمليارات و من لم يستطع التصريح بأمواله فلا بد أن هناك خزائن مليئة بالاموال و المدخرات.
على كل حال الاموال موجودة و لكن الاستثمار فيه مخاطرة بالنسبة للعقار مع الابناك او بشكل مباشر و لهذا ما هو الحل؟
الحل جاء في قرآننا الكريم الذي هو كلام الله المنزه من العيب و النقص و التحريف.
تعلمون جيدا أن الله سبحانه و تعالى حارب أمورا كثيرة مضرة بالاقتصاد مثل الربا و لكن هناك أمر آخر محرم و هو الادخار بشكل يخنق الاقتصاد فقوله تعالى …
قال تعالى : ” وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا
كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ” سورة التوبة
فالله سبحانه و تعالى توعد الناس الذين يدخرون الاموال و لا يجعلونها في خدمة محيطهم و اقتصاد بلدهم إما نزولا عند نزواتهم الدنيئة كأن يخافوا من اغتناء الاخرين وتكون لهم الريادة في الغنى فقط و الاخرون يكونون لهم خدما و عبيدا او خوفهم من الفقر و الفاقة. كل هذا حاربه الاسلام بشكل قطعي و أمر الله في هذا الباب بالزكاة و جعلها ركنا من أركان هذا الدين العظيم و التي بدورها تبقى حلا مثاليا شرعه الله للاستفادة من الاموال الراكدة و القابعة في الابناك و الخزائن التي لا تنفع ابناء بلدنا في شئ و تبقى فقط أرقاما براقة يحاسب المرئ عنها يوم القيامة قال تعالى …ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم…
فان كان هناك خوف من المخاطرة التي هي شك بقدرة الله في ان يرزقك و يكفيك و يعينك في استثماراتك او هي شكل من الامراض النفسية اهونها البخل فلك ان تؤدي زكاتك بشكل صحيح و تربوا بها أموالك و يزيد فيها الله و يبارك و تنفع بها المسلمين و وطنك خاصة.
ان الهدف من هذا المقال ليس الافتاء او التحليل الاقتصادي او الاتهام بالبخل لشخص انما هي دعوة لؤلئك الذين يدخرون الاموال ذهبا أو فضة او نقدا أو عقارات مقفلة أو قطع أرضية غير نافعة كل هذا لا يفيد شيئا
عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أوتقضي عنه ديناً، أوتطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل. والحديث حسنه الألباني -رحمه الله
فهي دعوة صادقة الى نفع الناس و الى رضى الله.
أدعو الله ان يستجاب الى هذا النداء و ان يتحرك أغنياء الجهة تطوان-طنجة و كل الجهات لفك اختناق اقتصاد المنطقة و احياء روح التصنيع و الابداع و فتح اسواق جديدة بالخارج و خلق فرص عمل للشباب و تشجيع الزواج كل هذا سيساهم بشكل كبير في تطور الاقتصاد و خلق الرواج التجاري و ازدياد الطلب على السلع الذي ليس له حل سوى التصنيع و الانتاج و هذا ما سيدر مداخيل هائلة على المستثمرين فلا تدع الاموال قابعة في بيوتكم.

كنال تطوان / بقلم :عبد الهادي المودني

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.