https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

في حضور الميم الجريح !

كنال تطوان /بقلم : الزهرة حمودان

إنه يوم البوح بامتياز. هذا ما أكده لي ـ أثناء استرجاعي مجريات اليوم ـ كلام الأديب المغربي ، الذي فقد لسانه و تكلم لغته ، الطاهر بنجلون ، و هو يحكي عن تجربة ” الطابو الذكوري” بامتياز ، ” الذي هو مرض سرطان البروستات”. تعددت الجراح و مواقع سهامها ، ليظل الانسان بشقيه الأنثوي و الذكوري كينونة مندغمة.

هكذا عبرت التجارب الإبداعية عن كون الكتابة ، ممرا للانعتاق من أنفاق الجراح ، و عتماتها.

بكلمات تصب في نفس السياق ، افتتحت الشاعرة المغربية فاطمة الزهرة بنيس ، إحدى فقرات فعاليات النشاط الثقافي بالمعرض” تجارب في الكتابة” ، التي جاءت تحت شعار :” المرأة تكتب للعالم، المرأة تكتب لذاتها”، و التي أشرفت على تسييرها ، حيث قالت :” إننا نمارس الكتابة كمنفد للذات، و مطهر للجراح. بها نجدد علاقتنا بالأنا و بالآخر”.

و كان مما جاء بمنشور وزارة الثقافة بهذا الخصوص :” ليست هناك كتابة نسائية و أخرى رجالية ، بقدر ما هناك كتابة جيدة و أخرى ما تزال تبحث عن تميزها……”، كما عبق طاقم الندوة ، بباقة ” ميم”، يفيض بعطر وعي أنثوي ، منساب في مصب ، حفرته الأنثى الجديدة ، بعيدا عن كل أشكال التنميط السائدة. و قد مثل هذا الطاقم كل من الأديبات : مباركة بنت البراء من موريتانيا ـ إكرام عبدي و لطيفة بصير من المغرب.

و من نوايا الكتابة و وجهتها الجديدة، و المرجعية و الواقع و القراءة ، يشيد ” ميم” المرأة ” ، هيكلا للبوح ، عبره يفرغ حمولة إرثه ، و فيه يملأ الفراغات بوجود ذاتي متميز.

” ميم ” آخر ، فرض وجوده بقوة ، داخل المشهد الثقافي / الابداعي المغربي . بدأ حدثا تاريخيا ، دونته كتب التاريخ ، و بصمت بدمائه سجلات الاضطهاد البشري. و تجاهلته ـ بسبق الإصرار ـ المؤسسة الحاكمة ، التي تحمل وزر الصمت ، تماما كما محاكم التفتيش ـ ذات تاريخ ـ حملت وزر اضطهاد مواطنين لها ، لا ذنب لهم سوى كونهم يخالفونها المعتقد. ذلك هو ” ميم ” الموريسكيين الجريح.

فمن التجارب الأخرى للكتابة ، احتفت فعاليات التنشيط الثقافي بالمعرض ، بتجربة ” أندلسيات روائية”, و كان مما جاء ضمن منشور وزارة الثقافة بهذا الخصوص : ” ما بين ماضي الأندلس و حاضر المغرب ، ظلت الجبهتان معا تتبادلان مناطق الضوء ، و تستجلبان رهافة الحنين إلى زمن ولى…” و شارك في هذا اللقاء الأدباء و النقاد و الأكاديميون : حسن أوريد ـ مصطفى عديلة ـ الميلودي شغموم ، و شرف الدين ماجدولين ، الذي أشرف على تسيير الجلسة و التنسيق بين فقراتها ، بإضاءات من التفاعل المعرفي / الوجداني.

كنال تطوان /بقلم : الزهرة حمودان

رأيان حول “في حضور الميم الجريح !”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.