في حضور الميم الجريح !

كنال تطوان /بقلم : الزهرة حمودان

إنه يوم البوح بامتياز. هذا ما أكده لي ـ أثناء استرجاعي مجريات اليوم ـ كلام الأديب المغربي ، الذي فقد لسانه و تكلم لغته ، الطاهر بنجلون ، و هو يحكي عن تجربة ” الطابو الذكوري” بامتياز ، ” الذي هو مرض سرطان البروستات”. تعددت الجراح و مواقع سهامها ، ليظل الانسان بشقيه الأنثوي و الذكوري كينونة مندغمة.

هكذا عبرت التجارب الإبداعية عن كون الكتابة ، ممرا للانعتاق من أنفاق الجراح ، و عتماتها.

بكلمات تصب في نفس السياق ، افتتحت الشاعرة المغربية فاطمة الزهرة بنيس ، إحدى فقرات فعاليات النشاط الثقافي بالمعرض” تجارب في الكتابة” ، التي جاءت تحت شعار :” المرأة تكتب للعالم، المرأة تكتب لذاتها”، و التي أشرفت على تسييرها ، حيث قالت :” إننا نمارس الكتابة كمنفد للذات، و مطهر للجراح. بها نجدد علاقتنا بالأنا و بالآخر”.

و كان مما جاء بمنشور وزارة الثقافة بهذا الخصوص :” ليست هناك كتابة نسائية و أخرى رجالية ، بقدر ما هناك كتابة جيدة و أخرى ما تزال تبحث عن تميزها……”، كما عبق طاقم الندوة ، بباقة ” ميم”، يفيض بعطر وعي أنثوي ، منساب في مصب ، حفرته الأنثى الجديدة ، بعيدا عن كل أشكال التنميط السائدة. و قد مثل هذا الطاقم كل من الأديبات : مباركة بنت البراء من موريتانيا ـ إكرام عبدي و لطيفة بصير من المغرب.

و من نوايا الكتابة و وجهتها الجديدة، و المرجعية و الواقع و القراءة ، يشيد ” ميم” المرأة ” ، هيكلا للبوح ، عبره يفرغ حمولة إرثه ، و فيه يملأ الفراغات بوجود ذاتي متميز.

” ميم ” آخر ، فرض وجوده بقوة ، داخل المشهد الثقافي / الابداعي المغربي . بدأ حدثا تاريخيا ، دونته كتب التاريخ ، و بصمت بدمائه سجلات الاضطهاد البشري. و تجاهلته ـ بسبق الإصرار ـ المؤسسة الحاكمة ، التي تحمل وزر الصمت ، تماما كما محاكم التفتيش ـ ذات تاريخ ـ حملت وزر اضطهاد مواطنين لها ، لا ذنب لهم سوى كونهم يخالفونها المعتقد. ذلك هو ” ميم ” الموريسكيين الجريح.

فمن التجارب الأخرى للكتابة ، احتفت فعاليات التنشيط الثقافي بالمعرض ، بتجربة ” أندلسيات روائية”, و كان مما جاء ضمن منشور وزارة الثقافة بهذا الخصوص : ” ما بين ماضي الأندلس و حاضر المغرب ، ظلت الجبهتان معا تتبادلان مناطق الضوء ، و تستجلبان رهافة الحنين إلى زمن ولى…” و شارك في هذا اللقاء الأدباء و النقاد و الأكاديميون : حسن أوريد ـ مصطفى عديلة ـ الميلودي شغموم ، و شرف الدين ماجدولين ، الذي أشرف على تسيير الجلسة و التنسيق بين فقراتها ، بإضاءات من التفاعل المعرفي / الوجداني.

كنال تطوان /بقلم : الزهرة حمودان

رأيان حول “في حضور الميم الجريح !”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.