https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

نحيا علاش آ مسيو..

كنال تطوان / الكاتبة : نجاة حمص

طلع علينا أبو زنة ليفرغ ما ينضح به قلبه,فبعدما هرش المسكين فروة رأسه,طلبا لفكرة ينفس بها عما يرزح في مورثاته وخلاياه,وما تراكم فيهما طيلة قرون, منظفا فتحة الإنعاش والتهوية المحفورة في أنفه,وذلك حال “الموسيو” حينما يفكر فتكون أخر مرحلة في تفكيره مص أصبعه وبراءة الذئاب في عينيه, ليلفظ حصيلة التفكير الشاق,وتكون حصيلة المخاض العسير فارا قذرا,وسبا ساقطا..
إن ما جاء به “السانگلي”,يجعلنا نسترجع أحداثا جرت, وثائق وقعت,وتنازلات قدمت,وكل ذلك تحت وصاية فرضت على الشعب,فبعد جهود المجاهدين البسطاء,ودماء المقاتلين ذوي العزة والإباء,جاء دور “الضرافات” السياسية,واللعب بمصالح حضارة عظيمة,على طاولة مستديرة تجمع من فرض نفسه وصيا على الشعب,مع من كافأ المغاربة بجزاء “سنمار”,حيث تم إقصاء المناضلين الأصليين واستبعادهم,بل محاربتهم ومطاردتهم,ليخلو الجو للطفيليات الأليفة, التي تقتات على عرق ودماء المغاربة الأحرار,تتكلم باسمهم مغرقة السجون والمعتقلات بمن له خبرة بنفسية النظام التوسعي الفرنسي,متناسية بان الطاغي المتجبر لا يعرف الا لغة القوة,والقوي في عرفهم وقاموسهم, هو المتمسك بدينه وهويته,المتمسك بانتماءه و توابثه,وليس الذي هو على استعداد لسلخ جلده, التجرد من ثوبه وزيه,ولي لسانه “متشعبطا” في رقبة المستعمر,وقد رقق صوته واكسبه بما استطاع من اللطف والحنان..فكيف لا يذهب فكر الأخر, إلى أن من يمثلنا لا يعدوا عن كونه عاهرة “أعزكم الله”,لان العهر الذي يرفل فيه ليل نهار هو أول ما سيتبادر إلى ذهنه وكل إناء بما فيه ينضح..
نسي الدعي ما درسه أثناء حصص التاريخ عن المغرب,وجهود المغاربة الذين سيق بهم إلى جبهات القتال وساحاته,فأبانوا عن شجاعة منقطعة النظير,بينما الجنود الفرنسيون كانوا منشغلين في المناوبة المتواصلة على المراحيض,من شدة الإسهال, وقد ضاقت قنوات الصرف الصحي ذرعا بجبنهم وركبهم تصطك في معزوفة سمع صداها من داخل الرايخ, ,ذلك ولولا شراسة المغاربة,لكان الآن”السانگلي الفرنسي” رفقة أبيه وجده منهمكين في مسح أحذية أسيادهم الألمان,أو في رفقة ” المدام” أمه في أزقة فرنسا,مترقبين مرور سيارات “فراخ الفوهلر”..
فرحم الله من فك فرنسا من أيدي الرايخ الثالث,وهي التي دأبت على إدخال انفها المعقوف في كل شاردة وواردة,مما سرع صعود ” قردة الغضب” للفوهلر وغيره,فما كان من اللعوب إلا أن استنجدت بالشعب الذي تعرف انه سيحررها,والدليل خصلات شعر ناصيتها الممرغة في التراب,فلم يتأخر الشهم العربي,لنجدة من تحمل لقب” الفيميناه”,كما لم يتأخر من قبل على نجدة إخوانه وأشقاءه ,وهي قد علمت ” المدام” كما تعلم كل النساء بان من يشفق على إخوانه,لن يتأخر على مد ” حرمة” بالعون والمدد,لكن صدق من قال : ” إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا”..

 

وجزى الله شرا من ابعد الرجال الأقحاح عن الإعلام,وصدر سقط المتاع,ليغالط العالم ويسوق صورة مموهة لشعب أذل النواصي,وروض الأعادي,وذاع صيته في الأقاصي,مما جعل الأخر لا يعرف من المغرب إلا العهر والفجر,وفك الله اسر أحفاد موحى وحمو الزياني,أسد تادلة,محمد بن عبد الكريم الخطابي وغيرهم,ليتنصلوا ممن وكلهم المستعمر على أعلى المناصب في المؤسسات والمراكز الحيوية محافظا بذلك على مصالح ” لا فرانس”,وليبين للسفير وغيره من هو المغرب, ناكئا جروح “ايسلي” ,”بوكافر” و”الهري” المحفورة في الذاكرة الفرنسية,ويزيح أتربة النسيان عن بطولات ” أنوال” وغيرها..
إن المغرب ” مذكر”,شاب المنطقة ذو التقاسيم العربية الامازيغية,معتنق الدين الإسلامي الحنيف,الذي كان مثار إعجاب “فرنسا” و ” اسبانيا”,والذي تغاضى مرارا عن تحرشاتهما,لم يكن يظن أن الوقاحة ستصل بهما إلى اقتحام ترابه,واغتصاب أملاكه,للي ذراعه وإجباره على الرضوخ وقبول إحداهما كربة للبيت,والوصية على الأبناء وبيت الخزين,كما لا ننسى الجرح العميق الذي يسببه الصد والرفض في نفس الأنثى,فان الدهر ينتهي ولا ينتهي حقد “الحرمة” المنبوذة,وكلما تقدم المغرب درجة, فاز في لعبة أو قام ولو بسفر بسيط إلى إحدى الدول,كلما اشتعل لهيب الغيرة في قلب ابنة القارة العجوز وأبناءها..

 

“فنحيا علاش يا مسيو”..

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.