https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

ندوة بثانوية القاضي عياض بتطوان حول : “إسهام اللغة العربية في تطوير العلوم وترسيخ الهوية”

كنال تطوان / المقرر: عبد العالي العمراني

نظم فريق من الأساتذة والتلاميذ بثانوية القاضي عياض –تطوان-يوم الجمعة 7-2- 2014 ندوة في موضوع” إسهام اللغة العربية في تطوير العلوم وترسيخ الهوية ” حضرها مجموعة من الأساتذة وتلاميذ الثانوية. واستهل الندوة الأستاذ الدكتور  السعيد ريان فرحب بالحاضرين وقدم رسوما متحركة في شخص ابن خلون الذي   خاطب الحاضرين  باسم اللغة العربية باعتبارها المكنون التاريخي والحضاري للأمة. بعد ذلك تدخل الأستاذ الدكتور محمد ألعمارتي في موضوع” الاستعراب بالأندلس”. وذكر بدخول العربية إلى الأندلس باعتبارها لغة تحمل رسالة حضارية وجد فيها أهل البلد مخلصا من الظلم والطغيان. فأصبحت  الأندلس في عهد السيادة الإسلامية بلد العلوم والفكر . و لم يضاهها آنذاك سوى بغداد حيث أقدم المستعربون من كل الأديان والأعراق على تعلم العربية طلبا للعلم والمناصب الإدارية. كما تميزت مرحلة ما بعد السيادة الإسلامية باهتمام الأسبان باللغة العربية لنقل علوم وثقافة اليونان التي ترجمت للعربية إضافة إلى نقل العلوم والفلسفة العربية إلى لغتهم .وقد دخلت في اللغة الاسبانية أكثر من 4000 كلمة عربية لا زالت مستعملة في المعجم الاسباني .

ومن الأحداث المؤلمة التي سجلها التاريخ إحراق الأسبان مئات الآلاف من الكتب والمجلدات العربية وإحداث محاكم التفتيش حيث غادر العرب والمسلمون الأندلس التي كانت جنة غناء فأصبحت أرضا قاحلة. وما يشفع لهم أنهم ترجموا للفارابي وابن رشد وابن سينا ولعلماء ومفكرين آخرين. واستمر اهتمام الأسبان بالعربية خلال العصر الحديث  لإعادة كتابة تاريخهم لأنه  دون بالعربية فقط خلال العصور الوسطى وخاصة أن اللغة القشتالية لم تسجل إلا أساطير لا ترقى لمستوى التوثيق . ومن أشهر أقوال أعلام إسبانيا المحدثين أن  اسبانيا هي الأندلس والأندلس هي العربية .

بعد ذلك  تدخل الدكتور احمد الطرماش  بعرض  تحت عنوان “الهوية والشباب” وحث الشباب على  القراءة وبرر  هذا المطلب بسبب ضعف الإقبال على القراءة بين صفوف العرب مقارنة بالدول المتقدمة كما أشار إلى اهتمام الدول الأخرى واعتزازها بلغتها حيث ضرب مثلا بالصين واليابان اللتين لا تقدمان برامج في وسائل الإعلام  إلا باللغة الوطنية فقط مؤكدا أن كل الدول المتقدمة اعتمدت في نهضتها اللغة الوطنية. واعتبر من يتحدث بغير اللغة الوطنية لإعطاء الانطباع بأنه متحضر إنما هو في الحقيقة يحتضر .وتطرق للترجمة لأنها عامل من عوامل الإثراء العلمي والثقافي والانفتاح على الحضارات الأخرى مع الحفاظ على الهوية الوطنية. ورأى أن الترجمة تبحث في المشترك الكوني وتحترم  الخصوصيات . ونبه الشباب إلى ضرورة التعامل الايجابي مع وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات والانترنيت .واختتم الندوة الأستاذ الدكتور محمد افيلال بعرض ” العربية   وأهميتها  في تشكيل و ترسيخ  الهوية المغربية” وذلك منذ عهد ادريس الأول الذي لقي ترحابا من طرف الامازيغ. وعرج على طارق بن زياد الامازيغي الذي يذكر له التاريخ تلك الخطبة الشهيرة التي كان لها الفضل في فتح الأندلس . وللعربية عدة وظائف منها الوظيفة الدينية والتواصلية والعلمية. ومن جمالية العربية وغنى معجمها ذكر بان الأسد له أكثر من 500 اسم بالعربية ومثله أسماء أخرى عديدة. وهذا يدل على قدرة العربية على التعبير الدقيق في مختلف مجالات المعرفة. لقد أنقذت اللغة العربية القارة الأوربية من السبات الذي استمر عدة قرون . وأردف قائلا إن بعض الشباب   يردد أغاني لا يعرف معناها الذي قد يكون قدحا في الدين واللغة والهوية وتشجيعا على الرذيلة. وعليه يتوجب على الشباب والمربين حسن اختيار الوافد الثقافي بما يحفظ القيم النبيلة والهوية المغربية.

كنال تطوان / المقرر: عبد العالي العمراني

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.