الى أبناء تطوان … موضوع هـــام !

كنال تطوان / مدينة ميديا : حفيظ ابو سلامة 

لحساب و لمصلحة من يتم تقزيم تطوان ؟ و كيف تحولت تطوان من منطقة خليفية في عهد الحماية إلى مجرد جزء و مقطع جغرافي من خارطة المغرب ؟ أسئلة عريضة من بين عشرات الأسئلة التي يطرحها الرأي العام التطواني اليوم ، و سيطرحها بشكل أكثر حدة و جرأة أجيال العصر الرقمي .

تطوان اليوم ، بحمامتها البيضاء  التي لن تحلق فوق سمائها  بعد اليوم صفة ” الوالي ” و لن تعلق فوق جدران مؤسساتها و رئاسية أوراقها الرسمية  لقب الولاية ،  و ستظل حمامة المتوسط  الهادئ ، مقزمة ، تائهة بين جبالها التي أنخرتها مقالع الأحجار ” الخبيبة ” و شواطئها الذهبية التي يزورها سياح الدرجة الممتازة ، و لا ترسوا بها سفن اللؤلؤ و المرجان .

تطوان ، التي كانت قبل عقود من زمننا الحاضر ( البائس ) رمزا و مفخرة للوطنية و الوطنيين ، و كانت منطقة خليفية يحكمها السلطان  الخليفي مولاي الحسن بن المهدي ، والد الحاجب الملكي اليوم ، و ليس الوالي أو العامل ، فلماذا ياترى تنهج السلطات مع تطوان أسلوب تجزئة المجزأ …تقسيم المقسم …و تفتيت المفتت ؟

ففي وقت سابق تم تقطيع الشريط الساحلي الممتد مابين مرتيل و القصر الصغير مرورا بالفنيدق و باب سبتة المحتلة  و تم الحاق جزء منه بعمالة المضيق الفنيدق و الجزء الأخر بتراب عمالة الفحص أنجرة ، لماذا ؟ جوابه في تقديري الشخصي بسيط للغاية ، تفقير تطوان و محاصراتها إقتصاديا ، سياحيا ، حيث منح ميناء طنجة المتوسط المتواجد بتراب عمالة إقليم تطوان سابقا الى عمالة ( طنجة المتوسط ) لاحقا ، و الشريط السياحي (تمودابي ) لعمالة المضيق الفنيدق ، و لا نستغرب إن علمنا يوما أن الشريط الساحلي تطوان – وادلو قد تم إلحاقه بعمالة إقليم شفشاون .

 فماذا بقي لتطوان  لتطوان إذن ؟ غير منطقة صناعية  (مقزمة ) و متهالكة ،  و مطار بدون مدارج ، و جبال أنهكتها المقالع ، وواد يخترقها طولا و عرضا لا يصلح سوى لسباحة الفضلات البشرية . و بمدينة عتيقة لم تعد عذراء ، و بشواطئ محصورة بين الجبال تمتد من منطقة ( أزلا الى وادلو )

تفيد الروايات و القصاصة الإخبارية التي  تم تداولها بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي و الصحف الإلكترونية  بعد تعيين (محمد اليعقوبي ) عامل على عمالة طنجة أصيلا حاليا ( طنجة المحيط ) لاحقا ، ووالي على جهة طنجة ، و بقاء تطوان من دون (والي ) و لا (عامل) يطرح أكثر من سؤال . فهل ابتلع مشروع و مخطط طنجة الكبرى ولاية تطوان و قزمها الى هذا الحد في أعين صناع القرار . إذن ، مع تعيين اليعقوبي ، واليا على الجهة ، صارت الرؤيا أكثر وضوحا ، و أصبح لزاما على عدد من المصالح ذات البعد الجهوي أن تنقل مقراتها الى طنجة لتلتحق بركب الجهوية . و هذا ما يؤكده المنطق .

إن بقاء منصب عامل تطوان شاغرا ، يوحى بما لا يدع مجالا للشك ، أن الخارطة الجغرافية للمنطقة ستشهد تغيرا ، حيث أنه من المرتقب أن تتحول عمالة إقليم الفحص أنجرة الى عمالة ( طنجة المتوسط ) لتشمل مدينة (الشرافات ) مع تاهيل و تجميع منطقة القصر الصغير و قصر المجاز في قطب حضري ، على أن تضاف اليها مقاطعة بني مكادة ، بينما تلتحق دائرة أنجرة التي يرتقب ان يتم تحويلها الى منطقة حضرية بتراب عمالة إقليم تطوان بحكم القرب الجغرافي  ، و تلتحق منطقة ثلاثاء  تغرامت بعمالة  المضيق الفنيدق . فيما تدمج مدينة أصيلة مع طنجة ضمن عمالة ( طنجة المحيط ) في نسختها النهائية .

فرغم كل المخططات و التصاميم الصغرى و الكبرى ، ستبقى تطوان مدينة عظيمة ، مدرسة فريدة تخرج فيها جيل من الرجال ، كانت ولا تزال ، و ستبقى بكل تقاسيمها، ساحة سياسية ساخنة، بمجتمعها المدني ، السياسي، الثقافي، الاجتماعي، الفكري.. ركن نقاش . وفضاءا للأنس يروي عطش الظمآن . كانت تطوان و ستبقى مركزا تتلاقح فيه كل الأجيال ، و قيمة جميلة من قيم الوطن الكبير. فهنا تطوان الذكريات… الشخوص … الزمان … المكان … بعبق خاص .

الكاتب : حفيظ أبوسلامة