العربية للطيران

هكذا دخل الصحافي المتهم بابتزاز محمد السادس لأول مرة القصر لمحاورة الحسن الثاني

كنال تطوان / فبراير – متابعة 

خص الصحافي، حميد برادة أسبوعية « جون أفريك » الفرنسية، بمقال تحدث فيه عن الصحافي الفرنسي المتهم بابتزاز الملك محمد السادس، ايريك لوران، وعن الطريقة التي تمكن بها من دخول القصر الملكي، في عهد الراحل الحسن الثاني. وفيما يلي نص المقال:

في غشت 1985، شاركت في روبورتاج « carnets du maroc » لجاك بنسيمون والذي يعده التلفزيون الكندي، وتطرق لملف الصحراء. وقد طلبت إجراء حوار مع ملك المغرب الذي وافق بسهولة. أجريت الحوار في أحد أيام الأحد مساءا في القصر الملكي بالصخيرات. وبعد انتهاء الحوار سألني الحسن الثاني: « سي برادة أين وصلت جريدتك؟ ». فأجبته: « إذا كان من الصعب إحداث جريدة، فمن السهل إصدار كتاب يكون على شكل حوار معكم ». وذكرت مثال الكتاب الذي أنجزته مع القذافي بتعاون مع زميلين. وأضفت: « إذا منحتني عشر ساعات سأكون ممتنا فعلا ».

طلب الحسن الثاني وزير الاتصال آنذاك، عبد اللطيف الفيلالي، أن يرتب لي عشر ساعات معه في شتنبر « . فأخبرني الفيلالي الذي كان أكثر حذرا: « سنخبرك بمجرد تحديد التاريخ ». بعدها لم يتصل بأي أحد ولم ألتق أيا منهم، اقترحت على الملك فكرة تأليف مؤلف حول الشرق الأوسط بهذه الحجة الصادمة، بعد اختفاء ناحوم كولدمان، الرئيس الأسبق للمؤتمر اليهودي العالمي : » أنتم الشخص الوحيد الذي يستطيع التحدث إلى اليهود والعرب »، وفجأة اقتنع بالفكرة. استدعيت للقصر الملكي بمراكش واقتفيت خطوات الملك وهو يلعب الكولف. طلب مني بعض التوضيحات بخصوص مشروع المؤلف، قبل أن يختم « أراك لاحقا ».

بالقصر استقبلني الملك بعد منتصف الليل رفقة محمد رضا اكديرة. وبدا أن الملك لم يكن مقتنعا بالفكرة، حيث وجه انتقادات للسياسة الإسرائيلية. فقلت له « : جلاله الملك، انه كتابكم، إذا لم تقتنعوا به، لسنا مجبرين على جعله متمحورا حول الشرق الأوسط ». ودون أن يحسم في المسألة تم الاحتفاظ بفكرة المشروع..

وفي شهر يوليوز 1986، استقبل الحسن الثاني شيمون بيريز في افران، وقد فهمت أخيرا مفعول مراسلتي، حيث أكد لي اكديرة أن التحضيرات للقاء تمت في سرية تامة، وأنهم يظنون أني كنت على علم بالموضوع. لم يتم التخلي عن المؤلف. وقد كلف يوسف بلعباس، السفير بباريس، بإعادة إطلاق المشروع، لكن تم تعيين رفيق لي لإجراء الحوارات، ويتعلق الأمر بميشال دروا، الصحفي في صحيفة « لوفغارو »، والذي سبق أن حاور شارل دوغول، وعند رفضي الموضوع تم التخلي عن الفكرة.

وحتى أظل ايجابيا، اقترحت وبموافقة منه، ميشيل جوبير، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، وقد وافق السفير على الاقتراح، والقصر أيضا أعرب عن موافقته. لكن إدريس البصري وزير الداخلية والإعلام تدخل في الموضوع . وبعد فترة، اتصل بي ميشيل جوبير ليخبرني أنهم بعثوه وحده إلى الرباط، وقال لي : » عندما سأقف أمام الملك، أول سؤال سأطرحه عليه هو : أين حميد؟ ». وهكذا سافر ميشيل. جعلوه ينتظر طويلا أمام القصر. فعاد واستقل الطائرة دون أن يخبر أحدا.

وفي الأخير وقع الاختيار على الصحفي حينها في « لوفيغارو »، ايريك لوران، لإجراء الحوار. في سنة 1993 أمدني بنسخة من المؤلف. وأخبرني أن أندريه أزولاي، مستشار الملك، هو الذي استقدمه إلى القصر.وبعد قراءتي للكتاب وجدته مفيدا. الصحفي أدى عمله بإتقان، والحسن الثاني كان زبونا ممتازا.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.