https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

اللهجة “الشمالية” في الإذاعة والتلفزة الوطنية

كنال تطوان / بقلم : أنس بنتاويت

أكثر ما يميز مغربنا هو تنوعه العرقي واللغوي والثقافي، حيث أنه ومنذ زمن قديم، عرف المغرب هجرة داخلية وخارجية ساهمت في تكوين هذا التنوع، فهجرة المورسكيين إلى  تطوان والشاون والرباط وسلا، وهجرة الريفيين إلى بعض المدن الشمالية وهجرة الصحراويين إلى مكناس و الراشدية وسواسة والشلوح ونزوح سكان القرى  إلى الحواضر على سبيل العد لا الحصر، ساهم بشكل أو بآخر في تشكيل لهجة كل منطقة من المناطق على إعتبار ليس فقط الإرث الثقافي بل وإحتكاكها أيضا بلغات أجنبية كالفرنسية والإسبانية أيام الإستعمار، هذا التنوع يظهر جليا في الشارع بخلاف التلفزة، و التي هي حق لكل دافعي الضرائب أن يروا أنفسهم فيها تمثلهم وتخاطبهم، فهي تظل حكرا على الدارجة المغربية الرسمية لا غير.

مؤخرا وأنا أشاهد حلقات مسلسل الحرة الذي يبث على الأولى والذي يحكي قصة حاكمة تطاون زوجة القايد المنظري وبنت مولاي علي بن راشد حاكم الشاون، والذي هو من المفروض أن يكون مسلسلا تاريخيا يتطرق لفترة نزوح المورسكيين إلى المغرب وتصارع السعديين والوطاسيين تخاط أحداثه بالقليل من الدراما لكي لا يمل المشاهد، كما هو العرف في كل المسلسلات التاريخية، إلا أنني فوجئت بمسلسل يحكي عنالشرايكو كيدهن وسط قصر حاكم تطاون، وأنا لست هنا لأرتدي قبعة بلال مرميد وأخوض في النقد الفني للمسلسل و إن كنت وبإعتباري متابعا جيدا للدراما والتاريخ معا، أستطيع الحكم عليه بالقول أنه شوه شخصيات بارزة في تاريخ مغربنا وحط من قدرها وصورها على أن حياتها اليومية تنحصر في التحكيم بين الزوجات و مشاكلهن، ليس هذا فحسب، بل و حتى اللهجة التي من المفروض أن تكون شمالية وأصناف الأكل وطريقة أداء الممثلين التي لم تراعي الحقبة الزمنية بل وتشعرك أن الحوار يدور بين بائعين فيدرب عمرفي الدار البيضاء و كذا بعض الهفوات التي سقط فيها المخرج والمؤلف معا من الناحية التقنية، كل هذا أبعد الأحداث عن نسقها التاريخي والتراثي للمنطقة، وكأن الشمالية لا تصلح سوى أن تكون لفيلم كوميدي يحكي عن محاين الحسين دون أن تكون حاضرة في قالب درامي جدي على إعتبار أن الشمالية لا يفهمها الجميع، وإن كان المغربي قادرا على تعلم التركية ليستبق حلقات مسلسله قبل أن يتم ترجمتها و أن يحفظ الأغاني الهندية عن ظهر قلب، وإن كان المغربي الذي يتقن الخليجية والمصرية واللبنانية والسورية ولا يجد صعوبة فيها ، هل بالله عليكم سيعجز عن تعلم لهجة أشقائه في الوطن، وبإعتبارنا لا نملك بعد قنوات جهوية كما هو حال جارتنا الشمالية والتي يتعمد المذيعون في قناة كنال سور مثلا إظهار اللهجة الأندلسية إلى حد   المغالاة أحيانا، إلى ذلك الحين علينا أن نقبل بإعلام أحادي اللهجة والثقافة متعدد التمويل متناسيا عن قصد أو عن غير قصد جزءا من هذا المغرب المتنوع الذي يسع الجميع.

أنس بنتاويت

4 رأي حول “اللهجة “الشمالية” في الإذاعة والتلفزة الوطنية”

  1. في نظري “مشي ان أولك هاد الناس مي إعرفوشي إيألدونا و لكن إييييه ايعرفوا يحكونا ” مع الأسف الشديد لم يريدوا ان يدخلوا معهم ابناء الجهة كب يتفنوا اللهجة المقصودة

    رد
  2. هم أصحاب القرار هم من سيطروا على التلفزة على السياسة على كل شئ أما نحن فلن يتركوا لنا إلا الذهاب إلى سبتة باش نبركدوا

    رد
  3. شكرا أناس بنتاويت على هذا الموضوع. المنطقة الشمالية ولهجتها تطوان على وجه الخصوص تعتبر بالنسبة للمسؤولين بوزراة الاتصال والحكومة !!؟؟
    نريد إذاعة خاصة بتطوان وصحفيون ومنشطون تطوانيون على رأسها إذاعة راديو درسة على سبيل المثال اينا اختفت. تطوان كانت عاصمة للشمال لكن للأسف تتقهقر يوم بعد يوم فلا أحد يستطيع ان يدافع عنها (كيدرو فيها مبغاو) تقزيم وتقسيم تطوان والنوحي ؟؟؟؟؟!!!!

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.