كنال تطوان / تقرير : مريم الوكيلي
تخليدا لروح المرحوم الدكتور الحسن البقالي، نظمت جمعية إيثار لمرضى القصور الكلوي المزمن وذويهم بشراكة مع ثلة من أصدقاء الراحل، أربعينية الفقيد الدكتور الحسن البقالي يوم السبت 23 يوليوز 2016 بمركز الأطر الصحية للا مليكة بتطوان.
استهل الحفل التأبيني بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم للمقرئ الشاب أشرف بلحمر، تلتها كلمة ابنة الراحل زينة البقالي شكرت فيها الحضور نيابة عن أسرتها، وذكرت بالخصال التي كان يتمتع بها الفقيد وفلسفته في الحياة القائمة على الحب والعطاء بدون مقابل، “شعاره حب الحياة وحب الناس”؛ فكان نعم الأب والابن والزوج والأخ والصديق، مشيرة في نفس الآن أن ما يخفف عن أسرته آلام الفراق الصدى الطيب والسمعة الحسنة التي خلفها وراءه؛ والتي تتجسد في أقوال وأفعال أصدقائه وزملائه الذين لبوا نداء الوفاء مذ أن اشتد عليه المرض وقارب الرحيل.
من جهته، عبر الكاتب العام لجمعية إيثار لمرضى القصور الكلوي المزمن وذويهم يونس أسعد الرياني، في كلمة ألقاها باسم أعضاء المكتب المسير، عن مقدار الحزن الذي لحقهم جراء فقدان رئيسهم الدكتور الحسن البقالي الذي آثر حب الضعفاء، وفتق من معاناته إطارا يحيل اسمه على التضحية في سبيل الآخرين فصارع معية مكابدين -قضى أغلبهم نحبه- من أجل تأسيس الجمعية سنة 2007.
وأكد الرياني في كلمته، أن أحسن ما يمكن تقديمه إخلاصا لروح الفقيد هو متابعة مسير هذه الجمعية المثابرة التي فقدت عمادها الأساس، وتتوخى سبلا لاستمرار العناية بفئات الهشاشة من ذوي الأمراض المزمنة.
وعرف الحفل التأبيني -الذي حضرته إلى جانب أسرة الراحل شخصيات مدنية وسياسية وجمعوية وفنية بمدينة تطوان، وقدمه الإذاعي المتميز عبد المجيد الورداني- عرض ذكريات مصورة من إنجاز الدكتور عبد الإله الخليفي مصحوبة بموسيقى مهداة من الفنان العالمي طارق البانزي المقيم بالديار الأمريكية لروح الفقيد من ألبوم “Vision”.
وتميز الحفل التأبيني بشهادات قدمها أصدقاء وزملاء الدكتور الحسن البقالي، على رأسهم الدكتور محمد النية مدير مصحة الهلال الأحمر، الدكتور سعيد شهبون باسم نقابة أطباء القطاع الخاص، الدكتور محمد أولاد بلفقيه باسم ودادية أطباء الطب العام في القطاع الخاص، الدكتور الحسين بجاني باسم أصدقاء الفقيد بمصحة الهلال الأحمر، حسن السباعي باسم أطر وممرضي مركز التصفية بمستشفى سانية الرمل، الشاب إسماعيل الخراز باسم مرضى القصور الكلوي، المحامي محمد الحسيني الادريسي صديق من الدار البيضاء. ووقفت جل الشهادات على ذكر مناقب الراحل من خصال حميدة وأخلاق نبيلة، معرجة على محطات مضيئة من حياته العملية، وبعض الجوانب التي تميزت بها شخصيته لاسيما في النضال والذود عن المرضى في وضعية الهشاشة متناسيا آلامه ومعاناته الشخصية مع المرض، فكان الطبيب المساعد والمناضل الذي لا يكل ولا يمل من أجل إيصال معاناة مرضاه والتخفيف عن آلامهم .
ورغم بعد الفنان العالمي نادر الخياط المعروف ب”ريدوان” عن أرض الوطن أبى إلا أن يشارك في هذا الحفل التأبيني بإرسال شهادة مصورة من الولايات المتحدة الأمريكية عبر فيها عن حزنه لفقدان الدكتور الحسن البقالي، مقدما أحر التعازي والمواساة لأسرة الفقيد الصغيرة والكبيرة، راجيا من المولى عز وجل أن يسكن الفقيد فسيح جناته.
ونوه الابن البار لمدينة تطوان “ريدوان”، بالجهود التي يبذلها أعضاء الجمعية وعلى رأسهم الدكتور أحمد السعود الذي يعتبره بمنزلة الأخ الأكبر، معتبرا نفسه من أسرة الجمعية، ومؤكدا في نفس الآن التزامه بدعم الجمعية وأعمال الخير لإرجاع البسمة للمرضى.
كما قدم الشاعر محمد البالي رثائية شعرية وفاء لروح صديقه الراحل موسومة بعنوان “دعنا نراك” يقول فيها:
[…]
أمَّ الحسن اهنئي وابسمي
ما للأمهات
مثل هذا الفتى الجميلْ
إنه في انتظارنا
باسما أراهْ
فلتغفري دمعك
ولتزفّي الرحيلْ
بوركت يا رمضان
بوركت
إذ شيعت ذاك الجليل
[…]
وعرف حفل التأبين عرض شريط وثائقي عن مرضى القصور الكلوي بعنوان “الوصية”، من إنجاز طلبة ماستر السينما الوثائقية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان: عمر سعدون، محمد العفيفي، سماح العيدوني، وياسين بنعطية، تحت إشراف الدكتور حميد العيدوني والمنتج السينمائي جمال السويسي.
كما تم تسليم لوحة فنية عبارة عن صورة مرسومة للراحل كتذكار رمزي من لدن أعضاء جمعية إيثار لمرضى القصور الكلوي المزمن لأفراد أسرة المرحوم الدكتور الحسن البقالي.
واختتمت الذكرى الأربعينية بقراءة الفاتحة ترحما على روح الفقيد.
كنال تطوان / تقرير : مريم الوكيلي