https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

محاضرة بتطوان حول “منهج قراءة التراث الإسلامي بين تأصيل العالمين وانتحال المبطلين”

كنال تطوان / متابعة: د.يوسف الحزيمري – ذ. منتصر الخطيب

نظم فرع معهد الغرب الاسلامي للتكوين و البحث العلمي بتطوان يوم الأحد 15/6/2014 بقاعة فندق شمس بتطوان محاضرة ألقاها الدكتور “الحسن العلمي” (أستاذ الحديث و الفكر الاسلامي بجامعة ابن طفيل، ومدير معهد الغرب الاسلامي للتكوين والبحث العلمي بالقنيطرة)، بعنوان “منهج قراءة التراث الاسلامي بين تأصيل العالمين وانتحال المبطلين”.
التسيير كان من قبل الدكتور “إدريس العلمي” الذي قدم كلمة شكر وترحيب للحضور على تلبيتهم الدعوة لحضور هذه المحاضرة في هذه المدينة العالمة، ومقدما ورقة تعريفية بمعهد الغرب الإسلامي للتكوين والبحث العلمي المؤسس فرعه بتطوان في دجنبر 2013م، بعدها تناول الدكتور “الحسن العلمي” الكلمة ليتحدث عن قراءة التراث الإسلامي باعتباره مشروعا علميا طموحا ينبغي بذل الجهد فيه بالبحث والتنقيب لربط الماضي بالحاضر ردا على أولئك الذين يريدون لهذه الأمة أن تبقى فاقدة للذاكرة التراثية ومجتثة الجذور عن ماضيها.
ليؤكد المحاضر أن إطلاق لفظ التراث الإسلامي هو من باب الغلبة فقط، إذ ليس كل ما ينسب إلى التراث هو من علوم الإسلام، وقدم على ذلك نماذج من التراث الذي اهتم به المستشرقون والصليبيون.
ثم تابع المحاضر أن قراءة التراث تبدأ من درء الانحرافات التي لحقت به، فنحن أمام أزمة فكر ومنهاج وليس أزمة إخلاص ونية، هذا هو الانحراف الأول ومن هنا تتبين أهمية قراءة التراث بعين متبصرة، وإبراز فساد بعض المناهج التي حاولت قراءة التراث الإسلامي من الخارج انطلاقا من جزئيات مبتورة عن سياقاتها الحقيقية وقضاياها الأساسية، موضحا أن الفكر الإسلامي لا يمكن أن يدرج ضمنه إلا ما كان منضبطا لمناهج الإسلام و ضوابطه، ومن ثم كان صحة النقل وقوة النظر أصلان اعتمدهما علماء المسلمين -اتجاه الذين ينتحلون التراث الإسلامي- كالذهبي والصنعاني وابن تيمية والشافعي، فهم الذين نخلوا المعرفة الإسلامية بالجمع بين علم الرواية وعلم الدراية، ولهذا وجب الفصل بين الفكر الإسلامي الصحيح وبين باقي فروع التراث الإسلامي.
بعدها تناول المحاضر أصناف الذين درسوا التراث الإسلامي حسب نوعية اهتمامهم، فذكر منهم:
– قوما من المعاصرين أو ما يسمون بالتراثيين ممن ألفوا التسليم للماضي بكلياته، وهم جملة من البكائين فقط كما وصفهم الحجوي بالأمة الخليلية.
– ومنهم دعاة الحداثة الذين ثاروا على كل ما يمت بصلة إلى التراث والماضي بصلة، وهم جملة اللاأدريون كطه حسين ورفاعة الطهطاوي ممن انبهروا بالحضارة الغربية والذين نقلوا ذلك الصراع العلمي بين الكنيسة وعلماء الطبيعة والكون وقد أدخلوا القرآن والسنة في باب التراث فضلوا وأضلوا.
– ومنهم طائفة توسطت هذين الطائفتين من علماء المسلمين الذي جمعوا بين الـأصل المصفى والبحث الجاد، من علماء الأصول والحديث وهم المقصودون في عنوان المحاضرة بالعالمين في مقابلة المنتحلين المبطلين.
وأكد المحاضر أن قراءة التراث ينبغي أن تكون من أصوله العظمى وبناء على أسس منهجية قويمة تنطلق من: مصادر التلقي في المعرفة الإسلامية وقواعدها، وإحسان فقه الاختلاف، ونقد المعرفة وتنخيل التراث وتمحيصه.
إننا إذا راجعنا التراث الإسلامي -يقول المحاضر- بهذه القواعد يمكن أن نكون أمة تستفيد من ماضيها وتراثها وتشرف منه على مستقبلها.
وفي الختام تم فتح باب النقاش الذي كان مثمرا لموضوع المحاضرة، وتم توقيع كتاب المحاضر الذي يحمل نفس عنوان المحاضرة.

(ادخل على “الرئيسية” وشاهد آخر الأخبار على قناتكم الاخبارية الأولى )

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.