https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

‘أ بي سي’ تسلط الضوء على تاريخ الحماية الاسبانية بشمال المغرب

بموجب اتفاقية بين فرنسا وإسبانيا في نوفمبر من عام 1912 حصلت إسبانيا على محمية في شمال المغرب تضم الريف (في الشمال) وإفني (على الساحل الأطلسي في الجنوب الغربي)، وكذلك منطقة طرفاية (جنوب نهر درعة). في المحمية الإسبانية ظل السلطان ذو سيادة اسمية وكان يمثله في سيدي إفني نائب للملك تحت سيطرة المندوب السامي الإسباني.

وجاء في صحيفة (أ بي سي) الاسبانية في عددها ليوم الثلاثاء 5 فبراير، تصريح للباحثة في التاريخ الاسباني ماريا دي روسا دي مادرياغا تقول فيه “إسبانبا كانت ترغب أن تسير الأمور على ما يرام هناك (شمال المغرب) غير أن فرنسا كانت تريد بسط سيطرتها بالمنطقة، من جهتها لم تسمح بريطانيا بإنشاء قوة عظمى عبر “المضيق”، وبالتالي ضغطت على إسبانيا للتواجد هناك، فوجدنا أنفسنا في موقع انسحاب، أضعنا مستعمراتنا بطريقة جد مؤلمة لا تتطلب مغامرات جديدة لاسترجاعها، مورست علينا ضغوطات، بعد ثلاث سنوات فقط من الفشل الذي لحق بعبد الكريم الخطابي الذي كان حليفنا، حيث تلقى تعليمه بـ”سالامانكا”،التي فقدت فيها العديد من الأرواح وأهدرت الكثير من الأموال”.

وأوضحت مادرياغا أن قادة الجيش الاسباني كانوا يجمعون على الحماية الإسبانية بمنطقة شمال المغرب فخلال القرن التاسع عشر كان الجيش بانقلابه العسكري له دور فعال في الحياة الاسبانية، وبعد ذلك ورث بعض القادة فكرة التدخل، وبعد بضعة أيام من فشل الاستعمار الاسباني، كان هناك أناس ضمن الجيش ممن ضنوا بأن الوجود بالمغرب كان فرصة سانحة لاسترجاع الأمجاد القديمة، والاستفادة من الترقيات والامتيازات”.

وأفادت الصحيفة أنه في صيف1923 وقعت معركة “أنوال”، مات فيها 15 ألف مقاوم ونفقت فيها تقريبا جميع الأحصنة، بالاضافة إلى 700 مواطن إسباني، على حد قول مادرياغا، أزهقت فيها آلاف الأرواح فكان الأمر كارثيا خلف آثارا نفسية وخيمة خاصة بالنسبة لزوجات وأمهات وأطفال ضحيا المعركة…اللذين يعبرون بصوت أنين (مليلة ليست مليلية، بل هي مدينة الدماء والقتل، حيث تسفك فيها دماء الاسبانيين وكأنهم خراف”.

وأشارت الصحيفة إلى أن معركة أنوال هي معركة وقعت في 22 يوليو، 1921 في المغرب بين الجيش الإسباني في أفريقيا ومقاتلون مغاربة من منطقة الريف الآمازيغية، في شمال شرق المغرب الأقصى خلال حرب الريف. عرفت هزيمة عسكرية كبيرة للجيش الاسباني، لدرجة تسميتها من قبل الإسبان بكارثة أنوال (بالإسبانية: Desastre de Annual)، تسببت نتائج المعركة في أزمات سياسية كبرى في الداخل الإسباني. وكان انتصار المقاومين الريفيين بقيادة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي رغم كونهم فئة قليلة وبوسائل بسيطة مقابل جيش عتيد وأسلحة متطورة فتاكة.

وحسب ما صرحت به مادرياغا فـ”الجمهورية الاسبانية لم تستطع فعل شيء من شأنه تحسين الأوضاع، الجمهوريون أسسوا لجنة مدنية على أعلى مستوى، وحالوا وضع نظام بعيد عن كونه نظاما عسكريا، وعملوا على تقليص الادارة والتي كانت فضاء للمحسوبية والفساد الذي اعتمده مسؤولو فرانكو لزيادة عملائه”.

وذكرت الصحيفة أن فرانكو عندما كان على رأس السلطة معزولا عن بقية العالم، نشأت ما يمكن تسميته بـ”الأخوة” والصداقة العربية الاسبانية، التي كان يطغى عليها الطابع الدبلوماسي. “كان على فرانكو أن يكون مقنعا من طرف المغاربة، ولكن كان لزاما عليه أن يتعامل معهم بإيجابية ويمنحهم حريتهم، حتى يظل مدعوما من دول العالم العربي” على حد قول مدرياغا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه سنة 1956 كانت نهاية عهد الحماية، حيث ذكرت مادرياغا أن الفرنسيين تلقوا ضغوطات من طرف الولايات المتحدة التي كانت طرفا مساهما في الاستقلال، أمام خوفها من فوز اتحاد الجمهوريين الوطنيين السفيات على المغاربة، هكذا كان على فرنسا أن تمنح الاستقلال للمغرب بالرغم من أن الاسبان لم يكن سهلا عليهم نسيان معاناتهم بالمغرب.

ترجمة: فاطمة شكيب

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.