https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

المجتمع المدني بتطوان ينتفض من أجل إرجاع اللوحتين المختفيتين من مقر حزب الاستقلال

كنال تطوان / أنباء المغرب

قال ذ. أبو بكر بنونة على سبيل الدعابة أنه في بداية الاستقلال، عاتب مولاي أحمد العلوي الذي كان يشغل آنذاك منصب وزير السياحة، على اختفاء معالم تطوان الواحدة تلو الأخرى، وانتقالها إلى العاصمة الرباط، فأجابه هذا الأخير ساخرا : “لو أمكننا أن ننقل شواطئكم إلى الجنوب لفعلنا ذلك بدون تردد”.

كانت تلك هي النكتة القاسية التي اختتم بها ذ. أبو بكر بنونة مداخلته خلال الندوة الصحفية التي نظمتها جمعية تطوان أسمير، يومه الثلاثاء 18 نونبر 2014 ، من أجل تسليط الضوء على الأبعاد التاريخية والحضارية والقانونية للوحتي ماريانو بيرتوشي ومحمد السرغيني، اللتين اختفتا من مقر حزب الاستقلال بتطوان ، واللتان تجسدان على التوالي بورتريه أب الحركة الوطنية عبد السلام بنونة ، وبورتريه زعيم الوحدة عبد الخالق الطريس، واستقرتا بالمقر المركزي لحزب الاستقلال بمدينة الرباط ، بدعوى عرضهما في معرض وطني يجسد زعماء الحركة الوطنية بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس حزب الاستقلال.

الأستاذ بنونة كان يقدم الحجة تلو الأخرى على كون اللوحتين معا تعود ملكيتهما إلى سكان مدينة تطوان، لأن مصاريف رسمهما قد تمت عن طريق جمع التبرعات من طرف أعيان مدينة تطوان، الذين وضعوهما بحزب الإصلاح الوطني قبل أن تنتقلا إلى مقر حزب الاستقلال بتطوان الكائن بشارع معركة أنوال بعد اندماج الحزبين في أوائل الاستقلال، معتبرا أن حزب الاستقلال لا يملك أي حجة تثبت ملكيته للوحتين، بل أكد ذ. بنونة، أن حتى مقر الحزب بتطوان، والذي كان خلال فترة الحماية يستغل كنادي عسكري، تم بيعه بعد انفراط عقد الحماية سنة 1956 لأحد اليهود المغاربة، الذي سيبيعه بدوره سنة 1969، حينما قرر هذا الأخير الهجرة إلى العاصمة الإسبانية مدريد، لكل من الزعيمين الوطنيين علال الفاسي وعبد الخالق الطريس. لذلك يضيف ـ ذ. بنونة ـ فإنه من باب الأخلاق، كان على مسؤولي حزب الاستقلال احترام ذاكرة التطوانيين وتراثهم الذي يعتزون به، بعدم نقل اللوحتين اللتين تم رسمهما تخليدا لأحداث وطنية كانت مبعث فخر لكل التطوانيين ولا علاقة للاستقلاليين بها. ومن ثم طالب بنونة بضرورة تضافر الجهود من أجل الضغط على كافة المستويات لتعود اللوحتان إلى مكانهما الطبيعي بمركز الحديث بتطوان.

إلا أن مطالب ذ. بنونة وإلى جانبه ثلة من مثقفي المدينة وفعاليات المجتمع المدني، سيكون أمامهم مسار شاق من أجل تحقيق هذه الرغبة، لا سيما وأن مسؤولي حزب الاستقلال يبدو أنهم قد أخذوا هذا المطلب على سبيل العناد، حينما صرح نائب المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال بتطوان، بأن الحزب تصرف فيما يعتبره ملكا خالصا له، وأنه لن يتنازل عن اللوحتين إلا إذا ظهر مالك لهما وطالب بهما عن طريق القضاء.

هذا، ومن المنتظر أن يتم خلال القريب العاجل تشكيل لجنة تضم نخبة من فعاليات المجتمع المدني بتطوان، من أجل الضغط على أعلى المستويات، من أجل حفظ ذاكرة التطوانيين من الضياع.

3 رأي حول “المجتمع المدني بتطوان ينتفض من أجل إرجاع اللوحتين المختفيتين من مقر حزب الاستقلال”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.