كنال تطوان / أنس بتاويت
كانت ليلة باردة من ليالي يناير،هكذا يحكي محمد أشكَاف لكنال تطوان، الشاب الذي قرر أن يترك المغرب وعمره لا يتجاوز الأربعة عشر ربيعا ويتجه للضفة الأخرى متخفيا في شاحنة بحثا عن مستقبل أفضل لم يجده في مدينة طنجة التي كان يسكنها هو وعائلته .
بعكس رفيق سفره الذي إعتقله الدرك قبل أن يعدو إلى الضفة الأخرى، إستطاع محمد الشفشاوني الأصل، أن يصل إلى ميناء الجزيرة الخضراء، ليتم نقله بعد ذلك إلى مركز لإيواء القاصرين ب”ألكلا دي غودايرا” بضواحي إشبيلية، كما ينص على ذلك القانون الإسباني في حالة العثور على قاصر بدون مرافق .
طموح محمد كان أكبر من البحث عن فرصة عمل كما يفعل معظم المهاجرين، بل أصر على أن يكمل دراسة الباكالوريا ليلج بعدها المدرسة العليا للهندسة بمدينة إشبيلية، والتي تعد واحدة من أهم مدارس الهندسة في إسبانيا .
وبالموازاة مع دراسته الجامعية، كان شغفه بموسيقى الراب مسيطرا عليه، حيث إستطاع هو وصديق له جمعهما حب هذا النوع من الموسيقى، تكوين مجموعة أطلقا عليها إسم الرجل الثالث، وإنصبت أغلب أغانيهم على التنديد بالفقر والفوارق الإجتماعية، وبعد سنوات من العمل وكتابة الأغاني، إستطاع محمد أو “مراسل” كما يطلق على نفسه في عالم الراب، أن يفوز بجائزة أندلوسيا للهجرة على عمله إنفيكتوس .
محمد أشكَاف هو مثال للشاب الطموح الذي لم تقهره الظروف ولم تمنعه الصعوبات من تحقيق حلمه وإكمال مسيرته
أنس بتاويت
[vsw id=”WHPWq3cIFHU” source=”youtube” width=”600″ height=”344″ autoplay=”no”]