كنال تطوان / متابعة
يحيي الفنان حميد الحضري حفلا موسيقيا وشعريا في مركز الفن الحديث بتطوان، يوم الثلاثاء 16 يوليوز الجاري، ابتداء من السابعة مساء. الحفل الذي تنظمه دار الشعر بتطوان، وبإشراف وزارة الثقافة والاتصال، يقام في فضاء مركز تطوان للفن الحديث، الذي يحتضن معرضا تشكيليا كبيرا لمنحوتات ولوحات الفنان عبد الكريم الوزاني، من تنظيم المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان. كما يشهد اللقاء تنظيم “ليلة الهايكو”، بمشاركة الشعراء سامح درويش وفتيحة واضح وأسعد البازي وهدى بنادي.
“بغيت نعيش”، هذا هو النداء الذي يطلقه الفنان حميد الحضري ويلخص فيه تجربته الزاخرة في تقديم أغنية مغربية جديدة ومعاصرة، بينما ينتصر الفنان للحياة والمحبة والتعايش الإنساني الخلاق. تلك الرسالة التي يواصل الحضري تلحينها وأداءها في أعمال أخرى مثل “بغيني نبغيك” و”نور يما” و”يانا يانا” و”بلادي” و”هادي هي حياتي” و”سلامي ليك”… وهي أغنيات يصدح فيها هذا الصوت الجذاب بأحاسيس راقية وبكلمات تفيض بمشاعر وقيم إنسانية سامية، يقدمها في قالب لحني جديد يغري الأجيال الجديدة بمعانقة هذه القيم والتعلق بها.
حميد الحضري كاتب وملحن وموسيقي، وهو سليل عائلة شغوفة بالفن والموسيقى. وهو خريج معهد الدراسات العليا في التدبير، قبل أن يواصل الدراسة في كلية العلوم والتقنيات في طنجة، حيث نال الماستر في الإعلاميات، مثلما تابع دراسته في المعهد العالي للتجارة وتسيير المقاولات، وحصل على الماستر في التدبير الرياضي.
ولقد خطا حميد الحضري أولى خطواته في عالم الفن منذ سن العاشرة، حين شارك في البرنامج الرائد إبان تلك المرحلة “سباق المدن”. ثم صقل موهبته مع عدة فرق فنية، قبل أن يؤسس بمعية فنانين آخرين، ومنهم أحمد شوقي وأسامة بوفريحة، فرقة “بالوما”.
مثل الحضري في عدة مسرحيات، يحدوه شغف بأب الفنون صاحبه منذ نعومة أظافره. وتوجت إحدى هذه المسرحيات، التي مثل فيها مع فرقة أبينوم، بجائزة مسرح العالم العربي. قادته خطواته هاته نحو عالم التلفزيون، حيث أدى دورا في الفيلم التلفزي الرجال والبحر لعبد السلام الكلاعي، سنة 2008. وفي سنة 2015، أدى أدوارا مهمة في مسلسلين تلفزيونين، وهما المسلسل الرمضاني “ألف ليلة وليلة”، و”تاريخنا فخرنا”. ليتألق بعدها بدور بارز في مسلسل “كود”، وهو دور أشرع أمامه أبواب السينما. وشرع في إعداد أول أفلامه الطويلة بإشراف مخرج إيطالي.
شارك حميد الحضري سنة 2007 في الموسم الأول لبرنامج ستار أكاديمي المغرب العربي الذي كان يبث في قناة نسمة تيفي، القناة التلفزية للمغرب العربي الكبير. وقد أغنت هذه التجربة مساره الفني، حيث وصل إلى الدور النهائي لهذه المسابقة الفنية، وكانت تلك مناسبة لتجريب كل الأنواع الموسيقية (الموسيقى الأندلسية، كناوة، الشعبي المغاربي..) إلى جانب نجوم دوليين، مثل صابر الرباعي وخالد ولامين وماجيك سيستيم والشاب طارق وتريانا…
أسس الحضري فرقة “آلما” التي ضمت فنانين من آفاق فنية متنوعة، تجمعهم الرغبة في إحياء التراث الموسيقي المغربي والمغاربي. وسعت هذه الفرقة إلى استكشاف التراث الأصيل، مع إضفاء طابع عصري عليه، ومزجه بأنواع موسيقية متنوعة من كل البلدان والثقافات: العربي الأندلسي، الفلامينكو، الريغي، البوب… وفي سنة 2008، أصدرت الفرقة ألبومها الأول، كما شاركت في عدة مهرجانات في المغرب العربي، ومنها مهرجان ليالي المتوسط، ومهرجان أليغريا، ومهرجان هيب هوب بداكار..
في سنة 2014، التحق حميد الحضري بفرقة مازاغان بحثا عن أفق فني جديد يغني تجربته، خاصة وأن هذه الفرقة سبق أن أصدرت أغنيتين، وكانت مقبلة حينها على إعداد أغنية ثالثة بتعاون مع النجم الإسباني خوسي إلفرنسيس، وهي أغان عبارة عن فيديو كليب. شاركت هذه الفرقة في أكبر المهرجانات في المغرب وفي الخارج، وجعلت الجماهير المغربية والأجنبية تهتز على إيقاع موسيقاها: في معهد العالم العربي بباريس، وفي موازين، وفي جوهرة الجديدة، وفي تويزة بطنجة، وفي ألغريا بشفشاون…
بعد ست سنوات من صدور ألبومه الأول، يعكف حميد الحضري حاليا على الإعداد لصدور ألبومه الجديد، في جزأين، يضم أولهما أغاني فردية وثانيهما ثنائيات مع فنانين آخرين. ومن المرتقب أن يصدر هذا العمل الفني في أواخر سنة 2019، متزامنا مع صدور ثلاثة فيديو كليبات.
خاض حميد الحضري في هذه السنة جولة فنية كبرى، انطلقت من إشبيلية، مع تدشين تظاهرة شهر التعدد الثقافي المنظمة من قبل مؤسسة الثقافات الثلاث، حيث سيظهر، إلى جانب حميد الحضري، الفنان الإسباني نولاسكو. كما تواصلت الجولة في عدة مدن مغربية وأجنبية، وخاصة في “ستريت كونسر” بمدريد في 16 يونيو، وباك ستاج في 20 يونيو وموازين في 25 يونيو، وبعدها في تويزة يوم 27 يوليوز، واليوم في مركز تطوان للفن الحديث، في ضيافة دار الشعر بتطوان.
فنان عصامي طيب بشوش ومتواضع