https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

الشاعر السوري نوري الجراح في ضيافة دار الشعر بتطوان

كنال تطوان / متابعة 

       تستضيف دار الشعر بتطوان الشاعر السوري نوري الجراح يوم الخميس 15 نوفمبر الجاري، في فضاء دار الثقافة بتطوان، ابتداء من الخامسة مساء، في لقاء ثقافي وشعري كبير بعنوان “شاعر بيننا”.

        ويقدم طلبة المعهد الوطني للفنون الجميلة معرضا تشكيليا لقصائد الشاعر نوري الجراح، من خلال الاشتغال الفني على ديوانه الأخير “قارب إلى لسبوس”، بإشراف وتأطير الأستاذ والفنان التشكيلي حسن الشاعر. وبعد لقاء مفتوح مع الشاعر، وقراءات بصوته، يُتوَّج لقاء “شاعر بيننا” بحفل فني موسيقي يحييه عازف العود الفنان المغربي إدريس الملومي، الذي سيقدم آخر عروضه الموسيقية، مع لوحات فنية يشتغل فيها على قصائد نوري الجراح وعوالمه الشعرية.

        يبقى نوري الجراح من أهم الأصوات الشعرية العربية، وقد كتب قصيدة معاصرة جديدة، مثلت ولا تزال واحدة من أكثر تجارب الحداثة الشعرية العربية مغامرة ومغايرة واختلافا. وهي التجربة التي انطلقت مع ديوانه “الصبي”، الذي نشره بعد اللجوء الثقافي والشعري إلى بيروت في مطلع الثمانينيات، مرورا بـ”مجاراة الصوت” و”طفولة موت”، و”صعود أبريل” و”حدائق هاملت” و”طريق دمشق” و”الحديقة الفارسية”… إلى حين صدور أعماله الكاملة، قبل عشر سنوات من اليوم. ثم ما بعدها، سيكتب الجراح ملاحم شعرية كبرى، منذ “يوم قابيل” و”يأس نوح”، و”مرثيات أربع”، وصولا إلى ديوانيه الأخيرين “قارب إلى لسبوس” و”نهر على صليب”. وهذه الأعمال الأخيرة تراجيديات شعرية معاصرة تحكي فاجعة سوريا التي تنزف وتحترق، منذ اندلاع ما يسميه الشاعر بـ”الربيع العربي الدامي”. وقد اعتبر نقاد عرب وأجانب شعره الأخير أناشيد ملحمية عكست مأساة السوريين بوصفهم طرواديي العصر الحديث.

        اضطلع الشاعر السوري نوري الجراح على مدار أربعة عقود بأدوار ثقافية بارزة، وأطلق مبادرات ومشاريع رائدة، منذ ترأس تحرير مجلة “فكر” في بيروت، بداية الثمانينيات، قبل أن ينتهي به المطاف مقيما في منفاه الاختياري بلندن منذ 1986 وإلى اليوم. وهنالك ساهم في تأسيس مجلة “الناقد” وفي إدارة تحريرها منذ سنة 1988 وحتى سنة 1992، كما أسس مجلة “الكاتبة” سنة 1993 ومجلة “القصيدة” سنة 1999، ومجلة “الرحلة” 2003، ومجلة “دمشق” 2012، ومجلة “الرابطة الأدبية” منبراً لرابطة الكتاب السوريين التي بادر إلى تأسيسها مع نخبة من الكتاب السوريين سنة 2012.

        حاليا، يرأس نوري الجراح تحرير مجلة “الجديد” الشهرية الثقافية اللندنية، والتي تأسست منذ 2014 منبرا للكتابة الجديدة ومنصة للفكر النقدي الحر. واستكمالا لما أسسه وأشرف عليه الجراح في المشاريع الثقافية الإعلامية الرائدة، يدعونا الشاعر والمثقف السوري من خلال منبر “الجديد” إلى استئناف المغامرة الفكرية والجمالية الخلاقة التي بدأتها الثقافة العربية في أبهى لحظاتها، وأكثرها عصفا فكريا ونزوعا جماليا نحو التجديد والابتكار.

        ولابد من استحضار الجانب الكفاحي في شخصية الشاعر، فهو عاش تجربة الحصار الإسرائيلي لبيروت سنة 1982 وكان بين نخبة من الشعراء العرب الذي واجهوا الآلة العسكرية الإسرائيلية دفاعا عن المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية.

        في سنة 2012، وفي مساندة مفتوحة للانتفاضة السورية الكبرى على الاستبداد السياسي، قاد الشاعر نوري الجراح فكرة تأسيس رابطة الكتاب السوريين، ومعه نخبة من الكتاب السوريين الأحرار، ثم انتخب رئيسا للرابطة خلفا للمفكر صادق جلال العظم. ولكنه سرعان ما استقال من هذه المهمة ليتفرغ للكتابة. وهو يرأس  منذ سنة 2000 “المركز العربي للأدب الجغرافي ارتياد الآفاق”، و”جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة” وهو المشروع الريادي العربي الذي قدم للمغرب، وقدم المغرب من خلاله عشرات الأسماء في أدب الرحلة إبداعا وتحقيقا ودراسة. وفي هذا السياق، حقق نوري الجراح وأشرف على تحقيق العشرات من أمهات الرحلات العربية وكنوز أدب اليوميات العربي. وله دراسات نقدية وفكرية، مثلما كتب في أدب الأطفال، وفي مجالات ثقافية عديدة. وقد حاضر الشاعر في عدد كبير من الجامعات ومراكز البحث وبيوت الثقافة في العالم العربي والعالم، وأشرف خلال عقد ونصف على تنظيم 10 ندوات سنوية كبرى في أدب الرحلة عقدت في عواصم عربية وأجنبية.

        وقبل أن يحل اليوم ضيفا خاصا على دار الشعر بتطوان، في لقاء استثنائي بعنوان “شاعر بيننا”، سبق لنوري الجراح أن استضيف في أمسيات وتكريمات خاصة في ندوات ومهرجانات عربية وعالمية وترجمت أعماله الشعرية إلى لغات عدة وصدرت له كتب شعرية بالفرنسية والإنكليزية والإيطالية والإسبانية ولغات أخرى.

رأي واحد حول “الشاعر السوري نوري الجراح في ضيافة دار الشعر بتطوان”

  1. سوريا تذبح واين العقلاء منها … وفد الرياض ومصر وتركيا فيها المسلخ .
    مال الخليج وانبطاح للصهاينة منشار … قطع أوصال سوريا فكانت جوهرة تفاح .
    ثقافة البلدان دمرت وتراثها مقابل سلاح … دمشق التاريخ كانت مصونةفدخلها الغريب سفاح .

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.