https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

الوطن الأم وهجرة الشباب للضفة الأخرى

كنال تطوان / متابعة 

بقلم الباحث محمد الحماجي .

يبدو أننا لامسنا في الأونة الأخيرة عبور أعداد كبيرة من الشباب للضفة الأخرى بحثا عن عيش كريم، وعمل قانوني يحمي كرامة الإنسان، بعد أن خاب الأمل، وضاعت الأحلام في بلد المنشأ.. بلد الأم الذي علمنا من صغرنا وبالضبط في المؤسسات التعليمية أداء النشيد الوطني وحب الوطن، وأن حبه من الإيمان، إلا أننا عند بلوغنا ونضجنا بدأنا نكتشف الأمور شيئا فشيئا، وكلما نضجنا كلما اتسعت مداركنا ومعارفنا أكثر فأكثر..، وبالفعل وصلنا لذلك.. وتبين أن ما تعلمناه في صغرنا كله أكاذيب وليس هناك وطن حقيقي يحبني ويحميني من الجوع والعطش.. يحميني من البرد القارس في فصل الشتاء.. يحميني إذا مرضت وأجد دواء وطبيبا ينقذني.. يحميني من شبح البطالة بعد أن درست ووجدت نفسي تائها بين مطبات الشوارع والأزقة… يحميني ويدافع عني إذا ضاغت حقوقي وممتلكاتي… يحميني ويحمي أولادي وما قد يواجهونه في المستقبل…. اه لك يا وطني… لكن لم يكن العيب فيك أنت يا وطني.. ولكن بعض من يسيرون أمورنا وأحوالنا أوصلونا لهاته النتائج البئيسة… واتجه التفكير نحو المجهول وما تبعه من خيبة أمل.. وآفاق محدودة… ومستقبل في مطب الريح … وما حصل بسبب حاصل يتجلى في السياسة الفاشلة التي مارسها بعض السياسيين بعد أن وعدونا بخدمة الوطن لكن لم يحصل ذلك .. وحصل الفقر والتهميش والتشريد والجوع والعطش.. والبطالة… والآن قرر الشباب بهجرة الوطن نحو أوطان أخرى لعلها توفر لي حياة كريمة، وشغل يحميني من شبح الفقر والتشرد في الشارع.. بعد أن بقيت تائها في وطني وحتى إن طالبت بحقوقي فلم أجد سوى الظلم والقمع.. آسف يا وطني إنها نتيجة التسيير والتدبير وغياب الضمير المهني والتفكير في المصلحة الخاصة قبل العامة…، نعم صراعات سياسية والتفكير في المنصب…. فكل هذه الأمور أدت إلى واقع مزري ومريب ينذر بناقوس خطر وقنبلة موقوتة يمكنها أن تنفجر في أي لحظة!!!! وما نراه الآن من تزايد الهجرة إلى أوروبا عبر مضيق جبل طارق أو ضفف أخرى خير دليل على ذلك، ويبقى المنقذ الوحيد للشباب هو العبور للضفة الأخرى بحثا عن عمل وبحثا عن وطن حقيقي يحبهم ويحميهم بعد أن ضاعت الأحلام في الوطن الأم.. فآسف يا وطني إنها سياستهم …. يتبع.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.